يسير اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية (الشرعية) والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، مترنحاً، مظهراً مقاومة هشة لضربات متسارعة ومتتالية تريد القضاء عليه، ويبدو أنها ستنجح في ذلك قريباً.
وخلال نحو شهر ونصف على توقيع الاتفاق برعاية قيادة المملكة، كانت المعارك والاشتباكات والاغتيالات حاضرة بقوة، بدلاً عن لجان التنسيق المشتركة.. كما أن التصريحات التي طغت عليها الاتهامات المتبادلة بين القيادات السياسية الممثلة للطرفين أثبتت عديد مرات أن الاتفاق لن يصمد طويلاً، لأن أطرافاً فاعلة في المشهد السياسي والعسكري والأمني، تحركها قوى إقليمية، داخل المحافظات اليمنية الجنوبية تريده مجرد اتفاق "واهن" وبلا عمر افتراضي.
وفي سجال الاتهامات المتبادلة بين أطراف اتفاق الرياض، قال القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي أحمد حامد لملمس، اليوم الثلاثاء، ان الحكومة اليمنية(الشرعية) تتمرد على اتفاق الرياض، وهناك قوى وطنية خيار تعتبر خيار بديل للحكومة الحالية.
وقال لملس في تغريده على تويتر، إن "الاستهتار والاعتقاد بقلب الطاولة وصنع واقع آخر ..سيناريو لن يتم".
ودعا لملس من وصفهم بـ"العقلاء في الحكومة" أن "يحددوا موقفهم من التمر على اتفاق الرياض".
وأضاف :"أمامنا خيارات مع قوى وطنية يهمها استقرار الجنوب وتحرير الشمال من مليشيات إيران تحت مظلة التحالف العربي".
ويتبادل الطرفان الموقعان على "اتفاق الرياض" الاتهامات بخصوص عرقلة وتأخير تنفيذ الاتفاق الذي تم توقيعه في الخامس من نوفمبر الفائت.
ولا يتوقف الجدل والتراشق بالاتهامات بين الانتقالي المدعوم من الإمارات وبين الحكومة الشرعية، مما يؤكد أن اتفاق الرياض يسير بخطى حثيثة صوب الفشل، بل ومعركة ضارية بالإمكان التوقع بأنها ستكون الأخيرة والفاصلة في موضوع الانفصال وطرد الحكومة وقواتها من العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات اليمنية الجنوبية.
وأتهم وزير الخارجية في الحكومة اليمنية الشرعية، محمد الحضرمي، أمس الاثنين، المجلس الانتقالي بتعمد "عرقلة وتأخير تنفيذ الاستحقاقات المزمنة لاتفاق الرياض، بما يخدم مليشيات الحوثيين".
وفي حديثه أمس مع قناة الإخبارية السعودية، أشار رئيس الحكومة اليمنية الشرعية، معين عبدالملك، إلى خطوة عودة مسلسل عمليات الاغتيالات في العاصمة المؤقتة عدن.. متهماً "قوى إقليمية ودولية " بالوقوف وراء تلك العمليات لأنها لا تريد لـ"هذه المرحلة النجاح".
وتطرق عبدالملك، بدبلوماسية، إلى أعمال اللجان المشكلة من الحكومة والانتقالي والسعودية مشيراً إلى أنها تعمل على الأرض وضمن الترتيبات الامنية والعسكرية ومراجعة القوائم.
غير أن ما يحدث على الأرض من مواجهات في شبوة وأبين، بين قوات حكومية وأخرى تابعة للمجلس الانتقالي المدعوم بقوات إماراتية، مؤخراً، يؤكد عكس ما تحدث عنه معين عبدالملك حول أعمال اللجان المشتركة والترتيبات الأمنية والعسكرية.
ويبدو واضحاً أن حالة عالية من عدم الثقة، حاضرة بين الأطراف الموقعة على اتفاق الرياض وستعمل على تقريب آجله.