الإندبندنت: الأوضاع الإنسانية تزداد سوءاً في الحديدة مع تعثر المفاوضات بين التحالف والحوثيين

لندن - ديبريفر
2018-06-29 | منذ 6 سنة

عائلة نازحة هربا من المعارك في مدينة الحديدة

Story in English:https://debriefer.net/news-1345.html

  أكدت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية أن معظم سكان مدينة الحديدة (غربي اليمن) لايستطيعون النزوح إلى خارجها في وقت تقترب فيه المعارك بين جماعة الحوثيين (أنصار الله) وقوات موالية للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، من وسط المدينة التي تحتوي على أكبر ميناء في البلاد.

  وتحدثت الصحيفة في تقرير نشرته الخميس، عن الأوضاع المأساوية لسكان المدينة الساحلية المطلة على البحر الأحمر (260 كيلو متر غرب العاصمة صنعاء)، مبينةً أن الأوضاع تنذر بكارثة إنسانية كبيرة مع التحركات العسكرية لقوات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي مسنودة بالتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن والهادفة إلى لانتزاع السيطرة على ميناء الحديدة الاستراتيجي من الحوثيين الذين يدفعون إلى حرب شوارع وسط المناطق الآهلة بالسكان، وفقاً للصحيفة.

  وأشارت إلى أن ميناء الحديدة يُعد الشريان الرئيسي لنحو 80% من السكان في اليمن، لافتة إلى أن تقارير الأمم المتحدة تؤكد منذ اندلاع الحرب في مارس 2015، أن أكثر من 22 مليون يمني يعتمدون على المساعدات للبقاء على قيد الحياة، وحوالي ثمانية ملايين من هذا الرقم يعيشون على حافة المجاعة.

  وأردفت الإندبندنت: "لقد انهار المجتمع المدني في اليمن، حيث لم يتسلم الأطباء والمعلمون والموظفون مرتباتهم منذ قرابة عامين، كما تعرضت البلاد لأسوأ وباء للكوليرا في التاريخ الحديث".

  ونقلت الصحيفة عن الناشط في مدينة الحديدة، توفيق هزمل الذي كان قريباً من الأحياء الجنوبية قرب مطار المدينة، قوله إن المدنيين الذين يملكون الأموال اللازمة يفرون من المدينة، فالأوضاع تتدهور بسرعة كبيرة.. مضيفاً: "معظم الأُسر لا تملك المال اللازم للانتقال خارج المدينة، بل ستبقى في منازلها، تنتظر الموت من الجوع أو القصف".

  ولفتت الصحيفة إلى أن الأوضاع الإنسانية المأساوية جعل وكالات الإغاثة تدق ناقوس الخطر إزاء أي تصدع في تدفق السلع كون ذلك سيدفع اليمن إلى الانهيار التام.

  وأضافت: "لايبدو أن جهود الأمم المتحدة بشأن تحقيق سلام في مدينة الحديدة سيصل إلى نتيجة، إذ رفض الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي عرض من الحوثيين ببقائهم في المدينة والميناء تحت إشراف الأمم المتحدة، فيما يؤكد الرئيس هادي ضرورة مغادرتهم".

 وقالت الإندبندنت إن القوات الحكومية المدعومة من التحالف (الإمارات والسعودية) بدأت عملية عسكرية في الحديدة منذ 13 يونيو/حزيران الجاري، إذ تأمل أن تساهم عملية الحديدة في تمهيد الطريق لطرد الحوثيين من العاصمة صنعاء، وإنهاء الجمود في الحرب التي استمرت ثلاث سنوات.

  وتابعت الصحيفة: "يعتقد أن ما لا يقل عن 300 شخص قد ماتوا منذ بدء القتال بشكل جدي في 13 يونيو/حزيران. وفي يوم الأربعاء الماضي، ظهرت لقطات على نطاق واسع في وسائل الإعلام اليمنية ولبقايا حافلة مشتعلة، والتي ورد أنها ضربت بقصف جوي لقوات التحالف يوم الثلاثاء بينما كانت تقل مدنيين نازحين من الحديدة إلى تعز. قتل الهجوم تسعة أشخاص على الأقل".

  وأكدت أنه في ليل الأربعاء أسقط طيران التحالف منشورات على سكان الحديدة البالغ عددهم 600 ألف نسمة يحذرهم من البقاء خارج مركز المدينة مما أثار مخاوف من استئناف الهجوم الشامل قريبا، فيما يقول السكان إن الحوثيين يستعدون لمعركة في المناطق الحضرية، بزرع الألغام الأرضية، وحفر الخنادق ووضع القناصة على أسطح المباني السكنية.

  وأصدر مكتب الأمين العام للأمم المتحدة، الأربعاء الفائت، تقريره السنوي عن الأطفال والنزاع المسلح، والذي وجد للسنة الثانية على التوالي أن التحالف العربي مسؤول عن غالبية وفيات الأطفال في اليمن في عام 2017، وبواقع 370 من أصل 552 تحققت منه الأمم المتحدة، ورجح التقرير أن الرقم الحقيقي قد يكون أعلى من ذلك بكثير.

 وذكر تقرير الصحيفة البريطانية أن منظمة "أنقذوا الأطفال" قالت في بيان لها هذا الأسبوع أن التحالف العربي هذا العام وُضِع في قسم جديد من التقرير "مخصص للأطراف التي وضعت تدابير تهدف إلى تحسين حماية الأطفال".

 وقال الرئيس التنفيذي لمنظمة "أنقذوا الأطفال" كيفن واتكينز: "في حين أن التحالف السعودي الإماراتي لا يزال مدرجاً في قائمة قتل وتشويه الأطفال في اليمن، تم إزالته من الهجمات على المدارس والمستشفيات".

 واتهم واتكينز الأمين العام للأمم المتحدثة بالفشل في تطبيق نفس المعايير على جميع أطراف النزاع، وأهدر فرصة لمحاسبتهم على جميع الانتهاكات الجسيمة المرتكبة بحق الأطفال في اليمن.

  وأشارت الصحيفة إلى أن الأمم المتحدة تتحرك لوقف العملية العسكرية، لكن التقارير تشير إلى أن الرئيس عبدربه منصور هادي رفض اتفاقاً يقضي بوضع مدينة الحديدة التي يسيطر عليها الحوثيون تحت سلطة الأمم المتحدة، الأمر الذي يثير مخاوف السكان المدنيين.

 ونقلت عن مصدر مقرب من المحادثات، أن المفاوضات التي تتوسط فيها الأمم المتحدة مستمرة حتى يوم الخميس، لكن جميع الأطراف لم تتمكن حتى الآن من الاتفاق على شروط الهدنة التي من شأنها تجنب المزيد من القتال في المدينة الساحلية الحيوية.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet