مدرس يُشعل غضباً شعبياً في صنعاء

تقرير (ديبريفر)
2019-12-20 | منذ 4 سنة

الاستاذ فيصل سعد الريمي

تحولت حادثة مقتل معلم في مدرسة أهلية وسط العاصمة اليمنية صنعاء، نهار الأربعاء الفائت، إلى قضية رأي عام، أو هكذا تبدو.. فقد استحوذت على اهتمام شريحة واسعة من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف فئاتهم العمرية والمهنية والثقافية.

أما تفاصيل الحادثة، فتذكرها وكالة "ديبريفر" الدولية، وفق ما توفر لها من معلومات، حصلت عليها من مصادر محلية في صنعاء.

نهار الأربعاء الفائت قام ولي أمر أحد الطلاب، وهو رجل أعمال ويبدو أنه من المتنفذين في صنعاء، ومعه أشخاص آخرين بالاعتداء على المدرس فيصل سعد الريمي، أثناء تأديته لعمله في مدرسة "كيان" الأهلية بمديرية السبعين مما تسبب له بفقدان الوعي ثم الموت من فوره.

قبيل وفاة المدرس فيصل الريمي بنحو ساعة كان قد ذهب إلى قسم الشرطة ليسجل بلاغاً بالاعتداء الذي تعرض له من ولي الأمر، وما إن انتهى من تسجيل محضر الشكوى حتى انهار مغشياً عليه وتم اسعافه لكنه وصل إلى المستشفى وقد فارق الحياة.

صباح الخميس كانت مواقع التواصل الاجتماعي لا حديث لروادها إلا عن واقعة وفاة المدرس الريمي بعد تعرضه للضرب من قبل ولي أمر أحد طلابه.. وقد أعلن عدد كبير من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي تضامنهم مع المدرس المتوفي، مطالبين بسرعة التحقيق في القضية وضبط ولي أمر الطالب الذي قام بالاعتداء على المدرس.

وكالة "ديبريفر" الدولية، رصدت بعض أبرز ردود الأفعال لنشطاء حقوقيين وإعلاميين عبر مواقع المواقع المتواصل الاجتماعي.

قضية رأي عام

الصحافية فاطمة الأغبري، دعت، عبر صفحته في الفيس بوك، الخميس، إلى تحويل حادثة مقتل المدرس الريمي إلى قضية رأي حتى تتم محاكمة "المجرم بأسرع وقت ".

وقالت الأغبري أنه لا يمكن وصف ولي أمر الطالب إلا" بزعيم عصابة يستقوي بماله".

ليست الحرب ولكنها الأخلاق
بدورها، الأكاديمية ووزيرة حقوق الإنسان في الحكومة اليمنية عام 2010، الدكتورة وهيبة فارع، تساءلت بمرارة، على صفحاتها في مواقع التواصل الاجتماعي، الخميس، قائلة :"لا ندري هل نبكي وطناً وكرامات وأرواح ازهقت أم نبكيك يا استاذ فيصل أم نبكي مدرسي اليمن ومدارسه وتعليمه".

وأضافت:" هذا المدرس أحد طلابي في كلية التربية جامعة صنعاء.. ماذا أقول غير حسبنا الله ونعم الوكيل إنها ليست الحرب ولكنها الأخلاق، قد ذهبت وذهبنا".

إهانة العلم

أما الصحفي اليمني أحمد الأغبري، فقد كتب على صفحته في الفيس بوك، الخميس: "ولي أمر أحد الطلاب من المتنفذين يصفع مدرساً في إحدى المدارس الأهلية (مدرسة كيان) بمديرية السبعين بصنعاء مما تسبب على الفور بموت المدرس كمداً وقهرا".

وأضاف متسائلا :"كيف ستتعامل السلطتان المحلية والقضائية بهكذا إجرام بحق المعلم والتعليم؟ لعنتي عليه زمن يُهان فيه العلم والمعلم!".

إدانة رسمية منقوصة

وأدانت منطقة السبعين التعليمية بأمانة العاصمة في بيان خاص، الأربعاء، ما وصفته بالعمل اللاأخلاقي الجبان الذي قام به ولي أمر أحد، حين اعتدى بطريقة سافرة بالضرب على الاستاذ فيصل سعد الريمي بالضرب حتى الموت".

وأكد البيان أن ما قامت به هذه العصابة الإرهابية من اعتداء وتهجم وإزهاق نفس بريئة بغير حق جريمة لا يمكن السكوت عنها أو التغاضي عن مرتكبيها.

وشدد البيان على ضرورة قيام جهات الاختصاص بمهامها الإنسانية والقانونية وضبط الجناة وسرعة محاكمتهم لينالوا جزاءهم العادل والرادع.

أما وزارة التربية والتعليم في حكومة الإنقاذ التابعة لجماعة الحوثيين(أنصار الله)، فلم تعلق على الحادثة.

أوضاع صعبة

ويعاني المدرسين في المحافظات الشمالية التي تسيطر عليها جماعة الحوثيين(أنصار الله) من أوضاع صعبة بسبب انقطاع المرتبات منذ سبتمبر 2016، بعد نقل الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً البنك المركزي اليمني من العاصمة صنعاء إلى العاصمة المؤقتة بعدن بقرار من الرئيس عبدربه منصور هادي.

واضطر الكثير من المدرسين العمل في مدارس أهلية، لإيجاد دخل شهري يعينهم على متطلبات الحياة في ظل ظروف اقتصادية بالغة السوء فرضته الحرب التي تقترب من إكمال عامها الخامس بعد أربعة أشهر.

وتتعامل المدارس الخاصة بانتهازية شديدة مع المدرسين والمدرسات الذين يعملون معها، وتصرف لهم مرتبات لا تتجاوز الـ30 ألف ريال (مايعادل 50 دولار) لكل مدرس، وهو مبلغ زهيد للغاية ولا يؤمن أبسط الاحتياجات الأساسية.

 


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet