وصفت صحيفة الفايننشال تايمز احتجاجات المسلمين في الهند ضد قوانين الجنسية الجديدة المثيرة للجدل، بأنها التحدي الأكبر لحكومة، ناريندرا مودي، اليوم.
وذكرت الصحيفة في مقال للكاتبة نيلانجانا روي، إن الشعب قال كلمته هذا الأسبوع، إذ خرجت الاحتجاجات في شوارع 56 مدينة عبر أقاليم البلاد، شارك فيها طلاب الجامعات والمواطنون العاديون بأعداد ضخمة.
وقالت إن أمواج المحتجين تحدت قمع الشرطة الوحشي الذي أسفر عن سقوط أرواح في إقليم أسام ومدينتي لوكنو ومانغالور.
وأفادت الكاتبة أن الاحتجاجات بدأت في منتصف ديسمبر في إقليم أسام، ضد قوانين الجنسية الجديدة التي أقرها البرلمان على الرغم من تحذيرات المعارضة، التي ترى فيها تمييزاً ضد المهاجرين المسلمين.
وأضافت أن العنف الذي استعملته أجهزة الأمن ضد المحتجين غير مسبوق، حتى بمعايير الهند. ويتوقع أن تزداد الأمور سوءا. فقد أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع في مكتبات الجامعات وحتى في المستشفيات.
وأشارت إلى أن المحتجين المسلمين في دلهي وأليغار تعرضوا للضرب الوحشي والاعتداء الجنسي والتعذيب.
وارتفعت الخميس في دلهي شعارات "الحرية" و"الثورة". وطالبت بعض اللافتات بالوحدة بين المسلمين والهندوس، وأشارت أخرى إلى عبارات مودي المستفزة في خطاب انتخابي عندما قال لهم "تعرفون الذين يشعلون النار من لباسهم" وهو تلميح إلى زي المسلمين، وفقاً للصحيفة.
وقالت الكاتبة إنه ليس غريباً أن تحشد التجمعات السياسية في الهند أعداداً كبيرة من الناس ولكن خروج مئات الآلاف بطريقة عفوية مؤشر على شعور الناس بخيبة أمل كبيرة من حكومة مودي.
ونقلت الصحيفة عن الروائي الشهير، تشيتان باغات، الذي كان من أكبر مؤيدي حكومة مودي، قوله في حسابه على تويتر يوم الخميس، "إلى الذين يتوهمون الهند بملك هندوسي ورعيته، عليهم أن يتذكروا أنهم لن يتمكنوا من اقتلاع 200 مليون مسلم".
وأضاف "يبدو أنها ثورة 2020 في نهاية الأمر".
ورأت الكاتبة أن مودي وحزبه يسعون إلى استبدال الهند الديمقراطية العلمانية بأمة هندوسية يحلمون بها. وهذا المسعى هو في الواقع كابوس يهدد المسلمين وعموم الهنود الذين يؤمنون ببلاد يتساوى جميع مواطنيها في الحقوق، وفقاً لـ روي.