اليمن بوابة عبور لـ 120 ألف المهاجر إفريقي إلى الخليج.. البحث عن الحياة في بلد تخنقه الأزمات

تقرير (ديبريفر)
2019-12-25 | منذ 4 سنة

مهاجرون أفارقة

من المفارقة التي لا يمكن أن تحدث إلا في اليمن، استقبال هذا البلد الذي يعيش أوضاعاً مأساوية وكارثية بسبب الصراع على السلطة بين الحكومة المعترف بها دولياً وجماعة الحوثيين(أنصار الله)، لآلاف المهاجرين الأفارقة.

وأعلنت الأمم المتحدة، إن اليمن استقبلت نحو 120 ألف مهاجر من القرن الأفريقي من مطلع العام الجاري.

وفي تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن، فإنه وعلى الرغم من "الحرب المستمرة والأزمة الإنسانية المتصاعدة في البلاد شهد عام 2019 ارتفاعاً كبيراً في عدد الوافدين من طالبي اللجوء من شرق إفريقيا واللاجئين والمهاجرين إلى اليمن".

ودخل قرابة 120 ألف و680 مهاجر إلى اليمن منذ بداية العام الجاري، وفقاً للتقرير.

وتمثل مناطق "آل ثابت" و"الرقو" و"القار" في منطقة منبه بمحافظة صعدة نقاط العبور الرئيسية الثلاث للمهاجرين من اليمن إلى المملكة العربية السعودية وفقاً للتقرير.

وتشير التقديرات إلى وجود أكثر من 270 ألف لاجئ أفريقي داخل الأراضي اليمنية، معظمهم من الجنسيتين الإثيوبية والصومالية.

ولكن لماذا اليمن وليس مكان آخر؟

تعد اليمن، أقصر الطرق وأسهلها بالنسبة للمهاجرين الأفارقة، للعبور إلى دول الخليج العربي وخاصة السعودية التي تربطها حدود واسعة مع اليمن.

الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تشهدها بعض دول إفريقيا، تقف وراء اتخاذ الآلاف قرار الهجرة إلى دول الخليج عبر اليمن، بحثاً عن فرصة حياة جديدة، تستحق المخاطرة.

وفي يونيو الفائت، قال بيان لمنظمة الهجرة الدولية إن المهاجرين غير الشرعيين يعبرون في هذا المسار طرقاً وعرة وصحاري خطرة عبر حيبوتي وصولاً إلى الصومال ومنها يصعدون.

وقالت منظمة الهجرة الدولية أن المهاجرين يتعرضون لسوء معاملة وابتزاز واغتصاب وقتل ابتداء في الصومال ثم في اليمن.

وأشار المنظمة إلى أن "هناك أكثر من 7000 مهاجر فقير يأخذون تلك الرحلة الخطرة كل شهر، وبلغ عدد من خاضوها العام الماضي 100.000 شخص".

وينظر المهاجرون الأفارقة إلى اليمن بأنها بوابتهم إلى دول الخليج وحتى إلى أوروبا، بسبب قربها منهم ومن الخليج وخاصة السعودية وسلطنة عمان

ولم تكن اليمن تفرض قيوداً كبيرة على المهاجرين الأفارقة،  قبل الحرب، بل أن كثيرين منهم كانوا يحصلون على فرص عمل عديدة ومتنوعة وبعضهم يتم توطينه داخل هذا البلد من قبل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ويتحصلون على مرتبات شهرية.

وقالت تقارير حقوقية دولية أنه تم منذ أواخر ابريل اعتقال حوالي خمسة آلاف مهاجر أفريقي غير شرعي في ثلاثة مواقع: ملعبان لكرة القدم في محافظتي عدن وأبين ومخيم عسكري في محافظة لحج.

وكشفت تقارير حينها عن وضع مأساوي عاشه المهاجرون هناك تمثل في منحهم وجبة واحدة وزهيدة زهيدة، في ظل غياب لدورات الصرف الصحي وأماكن إيواء ملائمة ما عرضهم للأمراض والأوبئة التي تسببت بموت بعضهم.

واتهمت منظمة "هيومن رايتس وواتش" حينها مسؤولين في السلطات اليمنيّة المعترف بها دولياً بعدن، بارتكاب انتهاكات بحق المهاجرين الأفارقة منها الاحتجاز التعسفي والتعذيب واغتصاب نساء وأطفال منهم.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet