نشرت صحيفة الغارديان البريطانية اليوم الأربعاء، تقريراً من واشنطن لجوليان بورغر بعنوان "الهجوم على السفارة الأمريكية في بغداد يظهر إخفاق الاستراتيجية الأمريكية".
وقال بورغر، إنه طالما كان الهجوم على مقر للسفارة الأمريكية أو تعرضها للتفجير مؤشراً على تدهور الولايات المتحدة، وبهذا تمثل مشاهد تعرض مقر السفارة الأمريكية في بغداد للهجوم نهاية ملائمة للعقد المنتهي للتو.
وأضاف أن أحداث بغداد بالأمس ليست حاسمة بنفس الدرجة التي كان عليها إجلاء السفارة الأمريكية في سايغون عام 1975 بالطائرات المروحية أو الاستيلاء على السفارة الأمريكية في طهران بعد ذلك بأربعة أعوام.
وذكر الكاتب أن القوات العراقية وصلت في نهاية المطاف لحماية مقر السفارة، واتضح أن السفير في عطلة ولهذا لم يتعرض للمهانة المصاحبة لضرورة الهرب بالطائرة المروحية من أعلى سطح المبنى، ولكن الهجوم أظهر للعيان بصورة جلية ضعف الولايات المتحدة بعد إنفاق نحو ترليوني دولار في العراق.
وأشار إلى أن المتظاهرين، الذين كانوا تحت إمرة كتائب حزب الله المدعومة من إيران، مروا عبر نقاط تفتيش حكومية. مبيناً أن قوات الأمن، التي لم تتوان في السابق عن إطلاق عبوات الغاز لمهاجمة جماجم المتظاهرين المعارضين للنفوذ الإيراني في العراق، وقفت دون اكتراث تشاهد إطلاق عبوات المولوتوف على السفارة الأمريكية.
ورأى بورغر أنه بالنسبة لإيران يمثل الهجوم على السفارة الأمريكية في بغداد أحدث إجراء متعمد لزيادة تبعات وتكاليف الوجود الأمريكي في العراق وبث الفرقة بين الحكومة العراقية والولايات المتحدة.
وأفاد أن التنافس بين الولايات المتحدة وإيران على النفوذ في العراق كان يجب أن يتزايد مع تراجع تهديد تنظيم الدولة الإسلامية، ولكنه يرى أن جهود الولايات المتحدة لتدمير الاقتصاد الإيراني عبر حملتها لممارسة ضغوط اقتصادية بالغة جعلت إيران تتصرف كمن لم يعد لديه ما يخسره.