فيما مليوني طفل آخرين تركوا مقاعد الدراسة والبديل الزواج المبكر وتجنيدهم في القتال وعمالة الأطفال

اليونيسيف: مليونا طفل يمني يعانون من سوء التغذية والمئات يُقتلون في الحرب

كولونيا – ديبريفر
2018-07-01 | منذ 5 سنة

طفل يمني في مدرسة دمرتها الحرب

ترجمة خاصة لـ"ديبريفر"

   قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن مليوني طفل في اليمن يعانون من سوء التغذية ومئات الأطفال يُقتلون في الصراع العسكري الدائر في اليمن، منذ التدخل العسكري للتحالف العربي بقيادة السعودية عام 2015.

  وأوضحت ممثلة اليونيسيف في اليمن ميريتشل ريلانو في مقابلة مع موقع "يونيسيف دويتشلاند" الألماني، نشرها أمس، وترجمتها للعربية وكالة "ديبريفر" للأنباء، أن جيل كامل من الأطفال في اليمن يواجه مستقبلاً قاتماً جداً في ظل ظروف صعبة للغاية التي يعيشها الأطفال في هذا البلد الفقير، بسبب وصولهم المحدود او عدم قدرتهم للوصول إلى التعليم.

 وأضافت ريلانو "الرحلة إلى المدرسة أصبحت خطرة أيضا كون الأطفال يتعرضون لخطر القتل في الطريق إليها، مما دفع الأطفال وعائلاتهم إلى بدائل خطرة، بما في ذلك الزواج المبكر وعمالة الأطفال وتجنيدهم في القتال".

طفلة يمنية أصيبت جراء الحرب

 وأشارت إلى أن أكثر من مليوني طفل في سن المدرسة تركوا مقاعد التعليم ولا يذهبون إلى المدرسة في الوقت الحالي، وكثير منهم يعملوا لدعم عائلاتهم بسبب انقطاع المرتبات عن الموظفين.

وتابعت "نتيجة للحرب، لم يعد هناك ما يقرب من 2500 مدرسة قابلة للاستخدام، المدارس تضررت أو دمرت بالكامل، وتستخدم من قبل الجماعات المسلحة لأغراض عسكرية أو من قبل اللاجئين النازحين كمأوى لهم".

  وبحسب أرقام اليونيسيف نشرت مطلع العام الجاري، فإن 2419 طفلا على الأقل تم تجنيدهم من قبل الجماعات المسلحة منذ عام 2015.

 وهناك أيضا 4,5 مليون طفل في خطر فقدان الوصول إلى المدارس الرسمية حيث لم يتلق المعلمون رواتبهم منذ أكثر من عام ونصف، بسبب النزاع الجاري في أفقر بلدان الشرق الأوسط.

  وفيما يتعلق بوضع التعليم للفتيات، قالت ممثلة اليونيسيف إن الفتيات هن أول من انقطع عن المدرسة، نتيجة تزايد ظاهرة زواج الأطفال في اليمن، ما يشكل تهديداً حقيقياً للفتيات، واليوم، أكثر من ثلثي الفتيات يتزوجن قبل سن الثامنة عشرة، مقارنة بنسبة 50٪ قبل الأزمة الحالية".

فتيات يمنيات تركن المدرسة لمساعدة أسرهن في حياتهم اليومية

 وأكدت ريلانو أن مئات الأطفال يُقتلون ويجرحون في هذا الصراع الدامي ويتم تجنيد المزيد والمزيد منهم من قبل الجماعات المسلحة.. موضحة أنه يتم استغلال الأطفال من أطراف الصراع في البقاء في نقاط التفتيش أو حمل الأسلحة.

  وأشارت إلى إن نحو عشرة ملايين طفل في اليمن يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، وأكثر من مليوني طفل يعانون سوء تغذية يهدد حياتهم، كما يموت العديد من الأطفال في اليمن بسبب أمراض يمكن الوقاية منها وذلك بسبب افتقار الملايين للرعاية الصحية ومياه الشرب النظيفة.

وقالت المسئولة الدولية إن البني التحتية بما فيها المدارس والمنازل في اليمن قد دمرت بسبب الحرب، وأكثر من ثلثي السكان لا يملكون الوسائل والقدرة المالية لتلبية احتياجاتهم الأساسية.

 وأوضحت أن الصراع المستمر في اليمن منذ أكثر من ثلاث سنوات، استنفد مدخرات الناس، حيث أكثر من 80 % من الأسر تعاني من الديون أو تعتمد على اقتراض الأموال.

 ولفتت ممثلة اليونيسيف في اليمن إلى أن الناس يأكلون قدر أقل من الطعام، ناهيك عن كونهم يضطرون إلى شراء طعام بأقل الأثمان أو تخطي وجبات كاملة، وما يقرب من 16 مليون يمني يفتقرون إلى مياه الشرب النظيفة  نصفهم من الأطفال.

طفل يمني يلعب جوار منزله الذي دمرته الحرب

 وأوضحت أن منظمة اليونيسيف تقوم بأعمال إنسانية وإغاثية للتخفيف من معاناة الناس في اليمن، حيث تقوم المنظمة بمساعدة الأطفال المرضى الذين يعانون من سوء التغذية الحاد من خلال تقديم الغذاء العلاجي والرعاية الطبية الأساسية لهم.

 كما تساعد المنظمة عائلاتهم للحصول على بعض المال لتلبية احتياجاتهم الأساسية، فضلا عن قيامها بالتطعيم لجميع الأطفال في البلاد، وتقديم برامج تعليمية للأطفال خصوصاً للأضعف منهم، كما تدعم اليونيسيف وزارة المياه في توفير مياه الشرب النقية للسكان.

 وكان اليمن يعاني أزمة إنسانية حتى قبل بداية الصراع بما في ذلك انتشار الجوع على نطاق واسع جراء عقود من الفقر والصراع الداخلي.

 وتشير الأمم المتحدة إلى أن نصف سكان اليمن وعددهم 28 مليون نسمة يعانون من انعدام الأمن الغذائي وأن سبعة ملايين منهم لا يعرفون من أين سيحصلون على وجبتهم التالية.

  وتحذر الأمم المتحدة من كارثة إنسانية إن توسعت المعارك ووصلت إلى ميناء الحديدة الاستراتيجي بما يمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين لها في اليمن.

 وأسفر النزاع في اليمن عن مقتل نحو 11 ألف مدني يمني، وجرح مئات الآلاف، وتشريد ثلاثة ملايين، فيما تشير الأمم المتحدة إلى حاجة أكثر من 22 مليون يمني أي أكثر من ثلثي السكان لمساعدات عاجلة.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet