الغارديان: السعودية قلقة وتحاول تخفيف التوتر لتلافي ضربات ايرانية

لندن - ديبريفر
2020-01-10 | منذ 8 شهر

تخشى السعودية من تحول أراضيها لنقطة انطلاق للغارات ضد طهران

 

قالت صحيفة الغارديان أن السعوديين قلقين ويحاولون تخفيف التوتر في الشرق الأوسط.

وفي مقال كتبه المحرر السياسي باتريك وينتور  قال فيه: "أن السعودية أرسلت رسالة إلى كل من واشنطن ولندن طالبة منهما العمل علىخفض التوتر بين أمريكا وإيران في إشارة للقلق السعودي من إمكانية تعرضهم للصواريخ الإيرانية".

وأضاف "أن السعوديين ليسوا على يقين بنوايا الرئيس دونالد ترامب والتزاماته طويلة الأمد لحلفائه الخليجيين".

وأشار إلى أن السعودية تحاول تخفيف التوتر ومنع تعرضها لهجمات إيرانية في عدد من التغريدات الدبلوماسية منذ مقتل القيادي العسكريالإيراني قاسم سليماني، وحملها شخصيا نائب وزير الدفاع خالد بن سلمان إلى واشنطن.

ولفت إلى أن بن سلمان عقد اجتماعا هذا الأسبوع مع ترامب ومستشاره وصهره جارد كوشر في واشنطن ومع وزير الدفاع البريطاني بنوالاس في لندن والمستشار الدفاعي لرئيس الوزراء في شؤون الشرق الأوسط الجنرال سير جون لوريمر ومستشار رئيس الوزراء لشؤونالسياسة الخارجية ديفيد كواري، كما التقى مسؤولين بارزين في وزارة الخارجية البريطانية. وأن البيت الأبيض قام بتأكيد اللقاء بين ترامبوخالد بن سلمان بعد تغريدة وضعها الجانب السعودي عن اللقاء.

ونوه إلى أن اللقاء ورسائل تخفيف التوتر  تقف ورائها دولة خليجية أخرى وهي الإمارات العربية المتحدة وجائت في لحظة من القلق الكبيرحول تطور المواجهة الأمريكية-الإيرانية إلى نزاع أوسع.

وبحسب باتريك وينتور فإن المحللين أكدوا بإن الرسالة التي جاءت من الرياض كانت تحمل مخاوف من تحول أراضيها إلى جبهة في أيهجوم ضد إيران رغم معرفتها أنها لن تتجنب التورط في النزاع حالة حدوثه.

وأضاف: أنه في الأيام التي تبعت اغتيال قائد فيلق القدس، حذر عدد من القادة الإيرانيين دول الخليج من التبعات فيما لو تحولت أراضيهالنقطة انطلاق للغارات ضد طهران.

وقال واحد منهم إن دبي هي المدينة الأولى التي ستكون في مرمى الهدف الإيراني. وكشف عن حالة الضعف السعودية تجاه الصواريخالإيرانية في إشارة إلى الضربة التي اتهمت إيران بتنفيذها ضد منشآت النفط في مدينة إبقيق وخريص، شرق السعودية سبتمبر العامالماضي.

وأشار إلى أن مراكز الأبحاث حافلة بالتقارير التي ترسم خط التقارب الإيراني-السعودي ولكن أفضل ما يمكن تحقيقه هو معاهدة منعاعتداء بدلا عن المضي تجاه حرب شاملة.

وعبرت الرياض عن دهشتها من عدم الرد الأمريكي على الهجمات رغم ما توصلت إليه المخابرات الأمريكية من تورط إيران بها ووصف البيتالأبيض لها بأنها إعلان عن الحرب.

وذكر بأن تقرير للأمم المتحدة لم ينشر بعد كان قد كشف عن صحة التقييم الأمريكي وإن بطريقة غير مباشرة ورفض مزاعم الحوثيين فياليمن الذين تحملوا مسؤولية الغارات.

وأشار التقرير إلى أن الصواريخ والطائرات المسيرة جاءت من الشمال وأن تقدم الأسلحة المستخدمة فيها يجعل من زعم الحوثيين غيرصحيح. ولكن نشر التقرير بعد أربعة أشهر من الهجمات هو تذكير للرياض أنها لا تستطيع الوثوق بأمريكا والتعويل عليها.

ولم يكن ترامب مستعدا المخاطر وضرب إيران والدفاع عن المنشآت النفطية السعودية ولكنه خاطر بقتل أهم قيادي عسكري إيراني بعدتعرض السفارة الأمريكي في بغداد للهجوم.

وأكدت الحادثة ما زعمه ترامب في أكتوبر أن السعودية لن تبقى أكثر من أسبوعين بدون الحماية الأمريكية.

وحتى في لحظة احتفاله بمقتل سليماني يوم الأربعاء وهي مناسبة لاحتفال السعوديين، قال ترامب إنه يريد أن يكون لحلف الناتو دور فيالشرق الأوسط ليأخذ مكان الأمريكيين أو ما أطلق عليه ناتو ميدل إيست”.

وقال إن الحبل السري الذي يربط الولايات المتحدة والشرق الأوسط قد قطع-أي النفط. مؤكدا أن بلاده صارت مكتفية ذاتيا من الطاقة، وهوكلام ليس صحيح بالمطلق ولكنه يصدقه. وهذا لا يترك للدول السنية أمام خيار خروج أمريكي، رغم زيادة عدد القوات الأمريكية بالمنطقة،وقد تحتاج هذه الدول لإعادة بناء بعض التحالفات التي تم تخريبها.

وظهر توجه العام الماضي في الرياض لتخفيف بعض النزاعات والتي تورطت فيها السعودية بما فيها اليمن وقطر وبشكل أوسع مع إيران.

وفي سياق ترؤس السعودية لمجموعة العشرين تحاول الرياض تخفيف صورته الهجومية، فالسماح للفتيات بقيادة السيارات والحفلاتالموسيقية التي أحيتها فرقة هاوس مافيا السويدية ووعد السياحة ليس كاف. ولهذا أكدت الرياض أنها ترغب بدور للحوثين في أي حكومةمستقبلية باليمن.

وتراجعت الهجمات بنسبة 80% فيما سحبت الإمارات قواتها من اليمن. واقتربت السعودية من حل نزاع عبثي مع قطر، وهو نزاع متعلقبالمكانة لا جوهر الخلاف، خاصة أنها تريد منع جارتها من تقوية علاقاتها مع إيران.

ولم يخف على السعودية أن قطر ستكون في أية مواجهة مع إيران مركز انطلاق الهجمات الامريكية على إيران، خاصة أنها تستقبل أكبرقاعدة عسكرية أمريكية بالمنطقة.

وبعد يوم من مقتل سليماني، زار وزير الخارجية القطري طهران واجتمع مع الرئيس حسن روحاني وقدم تعازي بلاده. أما في جانب تخفيفالتوتر مع إيران فقد اعترف رئيس الوزراء العراقي المؤيد لإيران عادل عبد المهدي أنه كان سيلتقي بسليماني قبل مقتله، والذي كان يحملرسالة من المرشد الأعلى الإيراني ردا على رسالة من السعودية وتحتوي على تطور مهم في العراق والمنطقة

وسخر مايك بومبيو، وزير الخارجية من الزعم ولم يؤكده السعوديون. إلا أن الرسالة المستمرة من إيران هي أن المنطقة كلها ستستفيد منخروج الأمريكيين. ودعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف دول المنطقة هذا الأسبوع المشاركة في تحالف لحماية مضيق هرمز.

وقال نحن، كلنا ودعني أؤكد أنه يجب علينا التخلي عن معيار العداء الذي يقوم على وهم شراء الأمن والتنمية بدونه”.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet