رصدت وكالة "ديبريفر" الدولية للأنباء، ردود الأفعال حول الخطة الأمريكية للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين "صفقة القرن"، التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الثلاثاء.
وباستثناء ردة الفعل الغاضبة المقتصرة على إيران وحلفائها في المنطقة كحركة حماس، وحزب الله اللبناني، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) بالإضافة إلى تركيا، والقيادة الفلسطينية، رحبت الكثير من دول العالم بصفقة القرن، كما رحبت بها أغلب الدول العربية.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط مؤامرة، وأضاف موجهاً حديثه لترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن حقوق الشعب الفلسطيني "ليست للبيع".
وشدد عباس في كلمة أذاعها التلفزيون في رام الله في الضفة الغربية المحتلة على أن "القدس ليست للبيع وكل حقوقنا ليست للبيع والمساومة وصفقة المؤامرة لن تمر".
من جهته، وصف مسؤول في حركة حماس تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن خطته للسلام في الشرق الأوسط بأنها "عدوانية" وقال إن اقتراحاته بشأن القدس "فارغة".
وقال سامي أبو زهري إن "تصريحات ترامب العدوانية ستفجر غضباً كبيراً، وإنها تصريحات فارغة وليس لها قيمة والقدس ستبقى أرض الفلسطينيين".
وحذر وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني، أيمن الصفدي، من التبعات الخطيرة، لأي إجراءات أحادية من الجانب الإسرائيلي.
وأكد الصفدي، أن الأردن سينسق مع الفلسطينيين والدول العربية الأخرى للتعامل مع المرحلة القادمة في إطار الإجماع العربي، داعياً لإطلاق مفاوضات جادة ومباشرة تعالج الوضع في إطار شامل وضروري لاستقرار المنطقة .
وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان: "تقدّر جمهورية مصر العربية الجهود المتواصِلة التي تبذلها الإدارة الأمريكية من أجل التوصل إلى سلام شامل وعادل للقضية الفلسطينية، بما يُسهم في دعم الاستقرار والأمن بالشرق الأوسط، وينهي الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي".
وقال الأمين العام المساعد للجامعة العربية حسام زكي، ان مجلس جامعة الدول العربية سيعقد اجتماعاً طارئاً، السبت المقبل، لمناقشة خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام.
وفي سياق متصل، خرج آلاف الفلسطينين، الثلاثاء، في تظاهرات احتجاجية على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام، وذلك قبل ساعات من إعلانها.
وفي اجراء احترازي، عزز جنود إسرائيليون مواقع قرب بؤرة ساخنة بين مدينة رام الله ومستوطنة بيت إيل اليهودية في الضفة الغربية المحتلة.
ويخشى الفلسطينيون أن تبدد الخطة آمالهم في إقامة دولة مستقلة في الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية، وهي مناطق احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967، بالسماح لإسرائيل بضم مساحات كبيرة من الأراضي.
وفي مدينة غزة، داس المتظاهرون على صور لترامب كانت ملقاة على الأرض. ولوحوا بالأعلام الفلسطينية وحملوا صورا للرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وقام ناشطون بترديد شعارات عبر مكبر صوت "ترامب أحمق. فلسطين ليست للبيع".
ونقلت رويترز عن حسام زملط رئيس البعثة الفلسطينية إلى بريطانيا في لندن، قوله، إن خطة ترامب للسلام مجرد "مسرحية سياسية".
وأضاف زملط "هذه ليست صفقة سلام. هذا تحويل لشعب فلسطين وأرض فلسطين إلى بانونستان أخرى"، وكان يشير إلى مناطق مستقلة كان يعيش فيها السود إبان فترة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.
وتابع: "28 يناير 2020 سيمثل ختم القبول الرسمي من الولايات المتحدة لنظام فصل عنصري متكامل تطبقه إسرائيل"
وترفض إسرائيل جملة وتفصيلا أي مقارنة مع النظام السابق في جنوب أفريقيا.
وقال قادة فلسطينيون إنه لم تتم دعوتهم لواشنطن لحضور عرض ترامب وإن الخطة لن تنجح من دونهم.
ويرفض الفلسطينيون التعامل مع إدارة ترامب احتجاجا على سياساته الموالية لإسرائيل مثل نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس التي يريد الفلسطينيون أن يكون الشطر الشرقي منها عاصمة لدولتهم في المستقبل.
وندد الفلسطينيون بالمرحلة الأولى من الخطة والتي تمثلت في خطة انعاش اقتصادي بقيمة 50 مليار دولار تم الإعلان عنها في يوليو الفائت، لأن الخطة لم تتطرق للاحتلال الإسرائيلي.