بات اتفاق السويد الذي وقعته الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، وجماعة أنصار الله(الحوثيين)، برعاية اممية، نهاية العام 2018، على بعد أيام قليلة أو ربما ساعات من وأده تماما.
وبعد عام وأزيد، من التراشق بمختلف انواع الاسلحة، تبادل الاتهامات بخرق اتفاق كان واضحا أنه ومنذ اعلانه يفتقر للثقة بين طرفاه.
وفي حين يواصل رئيس لجنة المراقبة الأممية على اتفاق وقف اطلاق النار في الحديدة، تحذيراته من انهيار الاتفاق السويد(ستوكهولم)، يبدو ان ثمة معركة وشيكة قد تم الاعداد لها منذ فترة، وستكون اكثر عنفا من سابقاتها، ولن تنتهي إلا بانتصار حاسم لأحد الطرفين(القوات المشتركة، وتتكون من قوات تابعة للتحالف العربي، وقوات حراس الجمهورية، وألوية العمالقة ذات التوجه السلفي، والمقاومة التهامية، وجميعها ضد قوات جماعة أنصار الله الحوثيين).
ومنذ 10 ايام، كثفت القيادات الكبيرة في جماعة أنصار الله(الحوثيين)، من زياراتهم للحديدة وعقدت عديد اجتماعات، تكشف عن استعدادات الجماعة لمعركة يتمنون أن تسير كما سارت معركة نهم الأخيرة.
كما يبدو أن القوات المشتركة لديها توجيهات من التحالف العربي، للاستعداد جيدا لمعركة "كسر عظم"، يريدونها أن تكون الأخيرة، خاصة وانهم وصلوا إلى مشارف مدينة الحديدة، واستطاعوا في العامين الفائتين من السيطرة على بعض مديريات المحافظة الساحلية.
ويُبدي أهالي الحديدة، قلقا بالغا من اشتعال معركة، لأنهم بحسب ما قاله بعضهم لوكالة"ديبريفر"، لم يعد باستطاعتهم تحمل مزيدا من الدمار والتشرد والاوضاع الانسانية المأساوية.
يذكر أنه مع اندلاع المعارك بالقرب من مدينة الحديدة، في العام 2018، ووصول القوات المشتركة المسنودة من التحالف، إلى عدد من مديريات الحديدة، وجد عشرات الآلاف من السكان انفسهم مجبرين تحت وقع المواجهات العنيفة والقصف المدفعي والصاروخي، فضلا عن مئات الغارات التي شنتها مقاتلات التحالف، للنزوح هربا من جحيم الحرب إلى محافظات أخرى كصنعاء وعدن، ليعيشوا هناك اوضاعا بائسة.
والحديدة الواقعة غربي اليمن، فيها ثلاثة موانىء كبيرة ومهمة، هي ميناء رأس عيسى، والصليف، وميناء الحديدة وهذا الأخير يستقبل ما يقارب من 80%من المساعدات الاغاثية التي يتم توزيعها على كل المحافظات اليمنية، كما تدخل عبره سفن المشتقات النفطية المخصصة للمحافظات الواقعة تحت سيطرة جماعة أنصار الله(الحوثيين)، ذات الكثافة السكانية العالية.