المجلس الانتقالي يتخلى عن "الجنوب العربي" ويرتب لخمسة من أعضائه الحصول على حقائب وزارية في التشكيل الحكومي الجديد في اليمن (تقرير خاص)

عدن – خاص - ديبريفر
2018-07-08 | منذ 6 سنة

المجلس الانتقالي الجنوبي يعقد دورته الأولى بحضور رئيس الجمعية الوطنية أحمد سعيد بن بريك

Story in English:https://debriefer.net/news-1551.html

  تخلى المجلس الانتقالي الجنوبي في عدن جنوب اليمن عن شعار اقامة جمهورية الجنوب العربي الفيدرالية الذي سبق وأعلن عنه العام الفائت رافعاً شعاراً جديداً في اجتماع له اليوم في عدن.

ورفع المجلس الانتقالي الجنوبي صباح اليوم بحضور عيدروس الزبيدي رئيس المجلس شعار "من أجل استعادة الدولة والاستقلال وقيام دولة جنوبية فيدرالية" شعاراً لدورته التي عقدها لجمعيته الوطنية في عدن العاصمة المؤقتة للجمهورية اليمنية.

وبدأ المجلس الانتقالي الجنوبي عقد دورته الأولى بحضور رئيس الجمعية الوطنية أحمد سعيد بن بريك وغياب عدد من قياداته أبرزهم السلفي هاني بن بريك وآخرين.

وجدد رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي محافظ عدن السابق الذي تم اقالته من منصبه في 27 أبريل 2017م، تهديده للحكومة الشرعية في اليمن في كلمة ألقاها في افتتاح الاجتماع، قائلاُ: "لقد واجهنا في الفترة الماضية احداث عدة وعاصرنا تفاصيل قضايا مختلفة، أولها ملف الحكومة التي يرأسها احمد بن دغر والتي مارست على الشعب تعذيب ممنهج يهدف الى اخضاع الناس ودفعهم الى التنازل عن أهدافهم وكسر ارادتهم وارغامهم على القبول بمصير سياسي لا يمثل رغبتهم ولا يعبر عن تطلعاتهم. لقد واجهتــنا هذه الحكومة بورقة الخدمات والمرتبات وسياسة التجويع والحرمان، وتطور الأمر الى استخدامها للقوة ضد من خرجوا سلمياً مطالبين بحقوقهم مما اضطر بقوات المقاومة الجنوبية الى الدفاع عن أرواح الناس، وهذا دوراً سنقوم به بكل تأكيد كلما فكر أي أحد ان يهدد حياة شعبنا".

وأضاف: "لقد تدخلت دول التحالف العربي كوسيط ضامن على الطرفين، ولأننا دعاة للسلام ولأننا صادقين عندما نقول اننا نريد المضي بكم في طريق آمن بعيداً عن العنف، طريقاً یسلّم الجميع من تبعات نحن في غنى عنھا، ووفاء لتحالفنا مع دول التحالف العربي، فقد استجبنا لدعوة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة، واخترنا طريق التهدئة والهدنه، اختيار الأقوياء والمنتصرين، لا اختيار الضعفاء ولا الخائفين. وقد كان الجميع يعرف اين كنا وأين سنكون فيما لو أردنا ذلك".

وقال رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي أحمد سعيد بن بريك: "إننا لن نكون إلا مع شعبنا الجنوبي وضد أي محاولات تستهدف الانتقاص من أهدافه والإمعان في تجويعه وحرمانه من أبسط الخدمات والحقوق، لذلك نندد بالممارسات التي تقوم بها الحكومة المفروضة على شعبنا ومن ذلك العبث بأمن محافظات الجنوب المحررة وحرمان اهلنا من خدمات الكهرباء والمياه والمرتبات والحياة الكريمة".

وأضاف رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي أحمد بن بريك محافظ حضرموت السابق الذي تم اقالته من منصبه في 27 أبريل 2017م: "نؤكد بأن صبر شعبنا لن يطول ازاء ذلك محذرين من مغبة تمادي تلك الحكومة الكسيحة ومن وراءها من جماعات الاخوان المسلمين وتوابعهم في استفزاز شعبنا ومحاولة العودة بالأوضاع في الجنوب إلى ما قبل عام 2015م فذاك لن يتم بإرادة الله وبإرادة شعبنا الذي رفض ويرفض مشاريع تكريس الهيمنة الاحتلالية أو اعادة إنتاجها باي صيغ.. ومن هنا ندعو فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي الذي أكدنا ونؤكد على شرعيته ندعوه الى وقف مهازل ومآسي الحكومة العابثة بالجنوب والتي تحاول نسف ما تحقق من انتصارات عظيمة على مليشيات الحوثي وجماعات الاٍرهاب في مختلف محافظات الجنوب".

وكان رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي قال الأسبوع الفائت أن الحكومة الشرعية في اليمن "حكومة معادية"، وانه "لن تكون هناك أي حلول أبداً في الجنوب إلا بعد إقالتها والانتهاء منها". مؤكداً انها "حكومة عملت على إذلال الناس وحرمانهم أبسط حقوقهم، وبكل الأحوال هي سترحل في الوقت المناسب".

ويفرض المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتياً، سيطرته العسكرية على مناطق واسعة في عدن. وحاول في نهاية يناير الفائت القيام بمحاولة انقلاب عسكري فاشلة ضد الحكومة الشرعية في اليمن للاطاحة بها.

وتفيد معلومات حصلت عليها وكالة "ديبريفر" للأنباء أن المجلس الانتقالي الجنوبي يسعى للترتيب، بضغط إماراتي لادماجه في العملية السياسية المقبلة في اطار اليمن الاتحادي، من أجل الحصول على عدد من الحقائب الوزارية في التشكيل الحكومي الجديد لعدد من قياداته و هم عيدروس الزبيدي وهاني بن بريك وأحمد لملس وناصر الخبجي ومراد الحالمي، لكن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي رفض ذلك تماماً مؤكداً أن القضية الجنوبية لا يمثلها طرف واحد وأن حلها العادل جاء في سياق مخرجات الحوار الوطني التي تدعو الى اقامة اليمن الاتحادي.

وقال مسؤول في المجلس الانتقالي الجنوبي رفض الكشف عن هويته لأنه غير مصرح له الادلاء بأي تصريح أن اقامة "جمهورية الجنوب العربي الفيدرالية هدف استراتيجي لا يمكن التنازل عنه مطلقاً".

وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور عاد إلى عدن مساء 14 يونيو الفائت وسبقه رئيس حكومته الدكتور أحمد بن دغر في العودة صباح نفس اليوم، وما زالا يديران شئون الدولة من قصر الرئاسة في منطقة معاشيق بكريتر وسط حراسة أمنية مشددة تحت إشراف قوة عسكرية سعودية إماراتية مشتركة، وأجزاء كبيرة من عدن تقع تحت قبضة عسكرية تتبع المجلس الانتقالي الجنوبي.

وقال هادي فور عودته إلى عدن قادماً من مقر اقامته في الرياض: "سنعود من جديد إلى السير في طريق المستقبل الذي رسمه اليمنيون جميعاً وتوافقوا عليه في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وستغدو الدولة الاتحادية مخرجاً من أزمتنا ونهاية لحرب فرضت علينا نخوضها دفاعاً عن الشرعية والدولة ودفاعاً عن أمننا وأمن الأمة, بل ان الدولة الاتحادية صارت واقعاً ملموساً نعيش اليوم لبنات تأسيسها بسواعد أبنائها، في عدن التي أهملت عن عمد خلال العشرين عاماً الماضية".

 


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet