وسط معاناة إنسانية كبيرة

اليمن: بعد التحيتا.. موجة نزوح من زبيد وبيت الفقيه هرباً من معارك مرتقبة بين "المشتركة" والحوثيين

الحديدة – ديبريفر
2018-07-08 | منذ 5 سنة

Story in English:https://debriefer.net/news-1558.html

  تشهد مديريتا زبيد وبيت الفقيه بمحافظة الحديدة غربي اليمن، حالياً، موجة نزوح جماعي للمدنيين هرباً من معارك مرتقبة بين القوات المشتركة المسنودة من التحالف العربي، وقوات جماعة الحوثيين (أنصار الله).

   تأتي موجة النزوح من المديريتين الواقعتان على بعد يتراوح بين 60 و90 كيلو متر جنوبي مدينة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، عقب موجة نزوح مشابهة شهدتها مديرية التحيتا الواقعة في الجنوب الغربي للمديريتين، وذلك قبل قرابة أسبوعين حينما بدأت معارك عنيفة بين قوات يمنية مشتركة بإسناد من التحالف العربي، وقوات جماعة الحوثيين التي كانت تسيطر على المديرية، أسفرت عن انتزاع "المشتركة" السيطرة على مركز المديرية وأغلب مناطقها أمس السبت.

  وأعلنت القوات اليمنية المشتركة عقب سيطرتها على التحيتا، أن وجهتها القادمة هي مديريات زبيد وبيت الفقيه والمنصورية التابعة للمحافظة ذاتها، بهدف انتزاع السيطرة عليها من أيدي الحوثيين الذي يستميتون في الدفاع عن المناطق التي يسيطرون عليها، وهو ما دفع المدنيين في تلك المديريات إلى بدء النزوح صوب مناطق أكثر أمناً.

  وأكد مصدر محلي في محافظة الحديدة لوكالة "ديبريفر" للأنباء، أن عشرات الأسر في مديريتي زبيد وبيت الفقيه بدأت في النزوح من منازلها هرباً من المعارك التي تقترب منهما.

  وأوضح المصدر أن الأسر التي نزحت من مديرية التحيتا لم تعُد بعد إلى منازلها رغم السيطرة شبه الكاملة للقوات المشتركة على المديرية، لأن تلك المناطق لا تزال غير آمنة بسبب حدوث بعض المناوشات فيها بين الحين والآخر.

  ولفت مصدر "ديبريفر" إلى أن أوضاع النازحين ومن مكثوا في ديارهم أيضاً، شديدة السوء خصوصاً وأن المساعدات الإنسانية التي تصلهم من بعض الجهات والمنظمات لا تفي بمتطلباتهم البسيطة.

  وقال المصدر إن الكثير من الأسر لم تعد تتناول سوى وجبتين صغيرتين في اليوم، ما يهدد بكارثة إنسانية كبرى.

   وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، قال الأربعاء الماضي، إن أكثر من 121 ألف شخص فروا من محافظة الحديدة وسط وابل من الضربات الجوية من قبل التحالف السعودي.

  وذكر المكتب أنه منذ الأول من يونيو الماضي، أدى القتال في الساحل الغربي لليمن إلى نزوح 350 ألف و17 أسرة.

 وكانت قوات يمنية مشتركة والتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية والإمارات، بدأت في 13 يونيو الماضي، عملية عسكرية واسعة هي الأكبر في اليمن بهدف انتزاع السيطرة على مدينة الحديدة الاستراتيجية الساحلية (260 كيلومتر غرب صنعاء) من أيدي جماعة الحوثيين التي تسيطر عليها منذ أواخر عام 2014.

  غير أن تلك القوات واجهت مقاومة شديدة من قوات جماعة الحوثيين (أنصار الله) سيما مع وصولها إلى مطار الحديدة في الأطراف الجنوبية للمدينة.

   ونفذت قوات الحوثيين هجمات عديدة على الطريق الساحلي في الساحل الغربي لليمن الذي تستخدمه القوات المشتركة لإمداد قواتها المتقدمة، وألحق الحوثيون بتلك القوات خسائر كبيرة، ما أجبرها على إيقاف عملياتها على مشارف الحديدة ومحاولة تأمين طرق الإمداد من خلال السيطرة على مناطق ومديريات في العمق بالاتجاه الشرقي يتخذها الحوثيون مراكز لمهاجمة القوات المشتركة.

  ووفقاً لمصادر "ديبريفر"، أمس السبت، أحكمت القوات المشتركة بإسناد من التحالف وطيرانه السيطرة على مركز مديرية التحيتا أحد أهم المناطق التي كانت تستخدمها قوات الحوثيين لهجماتها.

  وتقود السعودية تحالفا عربياً عسكريا ينفذ، منذ 26 مارس 2015، عمليات برية وجوية وبحرية ضد معاقل جماعة الحوثيين في اليمن، دعماً لقوات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي لإعادته إلى الحكم في صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون منذ سبتمبر 2014.

  وتتهم الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً والتحالف العربي، جماعة الحوثيين باستخدام ميناء الحديدة لتهريب الأسلحة والصواريخ الباليستية التي تأتيهم من إيران وتطلقها على السعودية، وهو ما تنفيه الجماعة وطهران.

 وأسفر النزاع في اليمن عن مقتل نحو 11 الف مدني يمني، وجرح مئات الآلاف، وتشريد ثلاثة ملايين شخص.

 وتحذر الأمم المتحدة منذ أكثر من ثلاثة أعوام من أن اليمن أصبح على شفا المجاعة، فيما يؤكد برنامج الأغذية العالمي أن عدد المحتاجين لمساعدات عاجلة ارتفع إلى 22 مليونا العام الماضي 2017، أي أكثر من ثلثي سكان البلاد بالمقارنة مع 17 مليونا عام 2016.

 


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet