ركزت الصحف البريطانية الصادرة صباح الأحد، على الأدوار اللافتة التي لعبتها المرأة في قيادة المواجهة ضد فيروس كورونا حول العالم.
واختارت صحيفة الإندبندنت أون صنداي في مقال كتبه أليستر كامبل، وهو مدير الاتصالات لرئيس وزراء حزب العمال الأسبق توني بلير بين عامي 1997 و2003، رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن نموذجاً للنساء الرائدات في هذه المواجهة مع الوباء.
وقال الكاتب "إن المبادئ في قيادة بلد يبلغ عدد سكانه 5 ملايين خلال هذه الأزمة يفترض في أن تكون هي نفسها المبادئ التي تقاد بها دولة ذات 50 أو 500 مليون نسمة" حيث يتعين عليك "ابتكار وتنفيذ رؤية استراتيجية. عليك تحديد خيارات صعبة ، واتخاذ قرارات حاسمة ، وأن تجعل البلاد تثق بشأن السبب في قيامك بذلك".
وأضاف "كل ذلك فعلته أرديرن بدرجة عالية، تماماً مثلما فاز حاكم نيويورك أندرو كومو بالاستحسان لإدارته الأزمة".
ولكن إذا أضفت إلى حصيلة الوفيات القليلة في نيوزيلندا الأداء العام للقيادة، فإن أرديرن تصبح أحد أبرز قيادات هذه المرحلة إن لم تكن الأبرز، حسب الكاتب.
ووصف الكاتب أرديرن بأنها "دروس متقدمة في اتصالات الأزمات" عقب دراسته للتصريحات الأخيرة، والملخصات، والمقابلات، ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي .
ونقل الكاتب عن صديق له قوله : "إذا كانت هناك انتخابات غدا ، فإن جاسيندا ستفوز بكل مقعد. لقد وضعت البلاد بأكملها في حالة حظر صارم، وبسبب الطريقة التي أدارتها بنفسها، فإن الموافقة عليها بلغت ذروتها".
وأشار إلى أنه في 21 مارس الماضي، عندما كان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لا يزال يقاوم فكرة الإغلاق التام في المملكة المتحدة، وكان هو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب يرسلان أنواعاً من الرسائل المزدوجة حول المصافحة والتجمعات الكبيرة والعلوم والمدارس وغير ذلك، قامت أرديرن بتوجيه خطاب للأمة حددت فيه استراتيجية نيوزيلندا.
وشددت على "ضرورة اتخاذ إجراءات حازمة لوقف انتشار الفيروس خلال ما سمته بـ"نافذة الفرصة" قبل أن يحدث بالفعل ما حدث في الصين وإيران.
وتابع الكاتب "لقد شرحت بالتفصيل، وبلغة واضحة وبسيطة، المراحل الأربع من التنبيه، وما يتطلبه كل ذلك من الحكومة والأشخاص. كانت طريقتها هادئة وموثوقة وودية".
ورأى أن أهمية ما فعلته أرديرن تكمن في أنها "ركزت على الإنسان بقدر ما ركزت على العواقب الاقتصادية للتغييرات التي ستحدث عندما تمر البلاد بتروس التنبيه المختلفة".
وأكد كامبل في مقاله أن ارديرن أوضحت بجلاء شديد مدى صعوبة الأمر على الجميع. لم تقل "لا تفزع" ، وبدلاً من ذلك شرحت مبتسمة ، كيف ستعمل المتاجر الكبيرة والصيدليات ومحطات البنزين، وتبقى مفتوحة.
وقال إنها "تحدثت عن شعور النيوزيلنديين بأنفسهم ، وكيف أنه يتعين عليهم أن يكونوا أقوياء ولطفاء وأن يتحدوا ضد كوفيد 19، قائلة إن البديل عن ذلك هو أن ترى نيوزيلندا أكبر خسارة في الأرواح في تاريخها ، وهي ليست مستعدة للسماح بحدوث ذلك".
وكانت إدارة جاسيندا أرديرن المميزة لصراع بلادها مع وباء كورونا محل ثناء كذلك في مقال بصحيفة "الأوبزرفر" تحدثت فيه أروى المهداوي عن النساء بوصفهن "السلاح السري" لمكافحة وباء كوفيد19.
وتطرقت المهداوي إلى أدوار لقيادات نسائية أخرى أمثال تساي إنغ وون، رئيسة تايوان التي قادت دفاعاً سريعاً وناجحاً ضد الوباء على الرغم من قرب تايوان من البر الرئيسي للصين.
وأشارت إلى أن إدارة تساي احتوت الفيروس إلى حد كبير ولم يكن لديها سوى أقل من 400 حالة مؤكدة ، كما أبدت استعدادا للتبرع بـ 10 ملايين قناع للولايات المتحدة و 11 دولة أوروبية أخرى.
وأرجعت الصحيفة أسباب نجاح المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في خفض عدد الوفيات جراء الوباء إلى الاختبارات المبكرة والواسعة النطاق التي أجرتها بلادها ، وإلى عوامل أخرى لعبت فيها قيادة الدولة بزعامة ميركل دوراً حاسماً.
ونقلت المهداوي عن أحدهم قوله على تويتر مازحاَ: إذا كنت تسأل لماذا معدلات الوفيات منخفضة جداً في ألمانيا ومرتفعة جداً في أمريكا ، فهذا "لأن زعيمة ألمانيا كانت حصلت على دكتوراة في كيمياء الكم بينما كان رئيسك مضيفاَ في تلفزيون الواقع".