بدا نجل شقيق الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح وهو يقول بصوت واضح أن "اليمن عربية وستبقى عربية وأن صنعاء ستظل عاصمة لليمن ولن تكون غيرها عاصمة لليمن" وكأنه يوجه رسائل قوية و واضحة من قائد عسكري إلى كل الأطراف السياسية والعسكرية في اليمن الذي يعاني على نحو كارثي من تداعيات حرب مستمرة للسنة الرابعة.
ظهر قائد قوات المقاومة الوطنية العميد طارق محمد عبدالله صالح، التي تقاتل قواته في جبهة الساحل الغربي في الحديدة بدعم مباشر من دول التحالف العربي، واثقاً وهو يلقي كلمة له بثها موقع "نيوز يمن" المقرب منه، أمام حشد كبير من الجنود في معسكر يقع في عدن "أن مدينة عدن التي احتضنت كل الرجال من المحافظات نحييها ونحيي كل الأبطال الذين ثاروا ضد الكهنوت وطردوهم من مدينتهم ومن الجنوب بشكل عام خرجوا عن بكرة أبيهم حتى النساء اللاتي حملن السلاح ضد الاستعمار البريطاني حملنه ضد الكهنوت فلهن الاجلال والاكبار".
و تعيش اليمن منذ 26 مارس 2015 في حرب ضارية بين جماعة الحوثيين (أنصار الله) من جهة، وبين قوات يمنية تابعة للحكومة المعترف بها دولياً مدعومة بقوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية ويشن ضربات جوية وبرية وبحرية في مختلف جبهات القتال وعلى معاقل الحوثيين، وتمكنت من خلالها استعادة السيطرة على أجزاء كبيرة في البلاد، لكن الحوثيين لا يزالون يسيطرون على العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات والمناطق شمال البلاد.
أكد طارق صالح خلال كلمته التي ألقاها الأربعاء في معسكر بمدينة عدن أمام دفعة من المدنيين والعسكريين الذين لبوا دعوته للالتحاق بمن أسماهم "إخوانهم المرابطين في جبهات القتال" قائلاً: "نريد أن تحذوا كل المحافظات التي تتوق الى الحرية حذو مدينة عدن الباسلة لكي تتخلص من رجس هذا الكهنوت" في اشارة إلى الحوثيين.
وأضاف: "عندما تدق ساعة الصفر يجب أن يهب الناس هبة رجل واحد لمساندة أبطال المقاومة المسلحة المقاومة المشتركة والجيش الوطني بمن فيهم حراس الجمهورية المتمثلة فيكم واخوانكم رجال العمالقة وأبطالها وأسود تهامة وفي مختلف الجبهات في حرض في ميدي في صعدة في الجوف في نهم في البيضاء في تعز نحيي كل الرجال الذين يبذلون الغالي والنفيس الذين ويبذلون دماؤهم من أجل تحرير هذه الأرض الطيبة الطاهرة وطن كل اليمنيين واستعادة دولته الحرة المستقلة ذات النظام الجمهوري الديمقراطي وعاصمتها صنعاء وما غير صنعاء" .
وكانت الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي اختتمت دورتها الأولى في عدن الثلاثاء الفائت 10 يوليو 2018م ويفرض مجلسها سيطرته العسكرية على أجزاء واسعة من عدن العاصمة المؤقتة للجمهورية اليمنية، أوصت بضرورة ما أسمته "طرد القوات الشمالية من الجنوب" سواء كانت تتبع الشرعية في حضرموت، أو تلك التابعة للحوثيين في مكيراس وكرش.
ورفع المجلس الانتقالي الجنوبي شعار "من أجل استعادة الدولة والاستقلال وقيام دولة جنوبية فيدرالية" شعاراً لدورته. كما دعت التوصيات، إلى إسقاط الحكومة، مع تأكيد البيان على حرص المجلس الانتقالي الجنوبي على حماية أمن الرئيس عبدربه منصور هادي.
و تقاتل ألوية العمالقة الآن في جبهة الساحل الغربي في الحُدَيْدَة على ساحل البحر الأحمر، وتبعد عن العاصمة صنعاء بمسافة تصل إلى حوالي 226 كيلو متراً، تحت اسم "المقاومة اليمنية" التي كوّنتها قوات التحالف العربي وتضم في صفوفها السلفيين الذين يقاتلون دعماً للشرعية اليمنية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي، ومجموعات أخرى لا تعترف بهذه الشرعية وأخرى تدعو إلى انفصال اليمن الجنوبي عن شماله.
و ذكرت صحيفة لندنية، في وقت سابق، إن الامارات، الشريك الرئيس في التحالف العسكري، كانت "جمعت في بداية 2018م ثلاث قوى غير متجانسة ضمن قوة واحدة تحت مسمى (المقاومة اليمنية) من أجل شن العملية في الساحل الغربي باتجاه مدينة الحديدة".
و أكدت صحيفة (العرب) اللندنية أن "هذه القوة تضم (ألوية العمالقة) وهي وحدة من النخبة في الجيش اليمني أعادت الامارات تأهيلها وكانت في مقدم الهجوم، يدعمها آلاف المقاتلين من اليمن الجنوبي". وأضافت أن "القوة الثانية الرئيسية هي (المقاومة الوطنية) وتتألف من موالين للرئيس الراحل علي عبدالله صالح الذي قتل على يد حلفائه الحوثيين في ديسمبر الماضي، ويقود هذه القوة طارق صالح نجل شقيق الرئيس الراحل، أما القوة الثالثة فهي (مقاومة تهامة) وتحمل اسم المنطقة الساحلية للبحر الأحمر وتتألف من مقاتلين محليين من المنطقة يوالون الرئيس المعترف به عبدربه منصور هادي المقيم في الرياض"، في إشارة واضحة إلى أن القوات الأخرى المذكورة سلفاً لا توالي رئيس الجمهورية اليمنية عبدربه منصور هادي.
وأكد طارق صالح في كلمته أمام الجنود الذين كانوا يصرخون بإسم اليمن: "أن الحوثيين عصابة لا تريد السلام ولا تريد أن تخرج الا بقوة السلاح ويريدون أن يكون الدم في كل مكان من أجل ما يدعونه أنه حق إلهي ويفرضون على الناس منطقهم وملازمهم وتدريسها اجبارياً للناس في المؤسسات الرسمية". مشيراً إلى أن "اليمن عربية وستبقى عربية لن تدين لفارس ولا للباب العالي في إسطنبول".
وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور عاد إلى عدن مساء 14 يونيو الفائت وسبقه رئيس حكومته الدكتور أحمد بن دغر في العودة صباح نفس اليوم، وما زالا يديران شئون الدولة من قصر الرئاسة في منطقة معاشيق بكريتر وسط حراسة أمنية مشددة تحت إشراف قوة عسكرية سعودية إماراتية مشتركة، وأجزاء كبيرة من عدن تقع تحت قبضة عسكرية تتبع المجلس الانتقالي الجنوبي.
وقال هادي فور عودته إلى عدن قادماً من مقر اقامته في الرياض: "سنعود من جديد إلى السير في طريق المستقبل الذي رسمه اليمنيون جميعاً وتوافقوا عليه في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وستغدو الدولة الاتحادية مخرجاً من أزمتنا ونهاية لحرب فرضت علينا نخوضها دفاعاً عن الشرعية والدولة ودفاعاً عن أمننا وأمن الأمة, بل ان الدولة الاتحادية صارت واقعاً ملموساً نعيش اليوم لبنات تأسيسها بسواعد أبنائها، في عدن التي أهملت عن عمد خلال العشرين عاماً الماضية".