نشرت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية الصادرة في لندن، اليوم الخميس، تقريراً بعنوان " تمديد وقف النار مهدد بتنصل الحوثيين رغم تمسكهم بوثيقة أمنيات".
وقالت الصحيفة إنه "بحلول الساعة الثانية عشرة ظهراً بالتوقيت المحلي لليمن، ستكون مبادرة التحالف التي أعلن خلالها وقف النار قبل أسبوعين قد انتهت، وسط تنصُّل حوثي وتملُّص من اتخاذ خطوة تلبي دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش".
وأضاف أن ذلك التنصل يأتي "في وقت قدمت فيه الحكومة اليمنية والتحالف مثالاً للتعامل الإيجابي مع التوجهات الأممية وما تحتمه مشاغل العالم التي اختزلها فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19)".
وأشار التقرير إلى أنه "لم تصدر أي بيانات رسمية للتحالف تفيد بتمديد وقف إطلاق النار، رغم أن ترجيحات غير مؤكدة ذهبت إلى احتمال طلب سيصدر عن الحكومة اليمنية الشرعية بتمديدها".
ورأى التقرير أن الحوثيين "لم يحسنوا مشية حمامة السلام، ولم يحققوا نتائج عسكرية على الأرض ولم تحسن قواتهم حتى العودة إلى مشية الغراب فالخسائر وعمليات الصد والردع التي تعرضوا لها شهدت تصاعداً، بحسب المصادر العسكرية اليمنية".
وتساءلت الشرق الأوسط "ماذا حقق الحوثيون خلال أسبوعين مضت؟ وماذا لو استجابوا لوقف النار والانخراط الإيجابي في مواجهة كورونا، وانخرطوا في النقاشات السياسية والأمنية؟".
ونقلت عن وزير الإعلام في الحكومة اليمنية "الشرعية" معمر الإرياني، قوله "قد كان بإمكان الإعلان والترحيب الدولي الواسع بهذه المبادرة، أن يكون خطوة لإنهاء الحرب في اليمن والتهيئة لمشاورات سياسية وعسكرية ".
واعتبر أن عدم اكتراث جماعة الحوثيين بهذه المبادرة ومضيها في تصعيد اعتداءاتها العسكرية في مأرب والجوف والبيضاء وهجماتها الصاروخية على الأحياء السكنية في مدينة مأرب وإصدارها أحكاماً بقتل أربعة من الصحفيين واستمرار اختطاف المعارضين لسياساتها في مناطق سيطرتها يؤكد النيات الحقيقية للجماعة تجاه السلام وارتهانها للأجندة الإيرانية التخريبية في اليمن والمنطقة، حد تعبيره.
وأضاف الوزير اليمني، أنه بدلاً من التجاوب مع إعلان وقف إطلاق النار، ذهب الحوثيون لإعلان ما أسموه (وثيقة الحل) "التي تمثل وجهة نظر الحوثي وخلفه إيران للأزمة اليمنية، وهي ورقة لا يُعتد بها وليست خاضعة للبحث والنقاش".
ورأى أن جماعة الحوثيين لجأت للدفع بهذه الوثيقة في هذا التوقيت للالتفاف على إعلان تحالف دعم الشرعية وقف شامل لإطلاق النار لمدة أسبوعين قابلة للتجديد، ومحاولة التنصُّل من الضغوط الدولية في هذا الجانب، على طريقة وضع العربة قبل الحصان، حسب قوله.
والتصعيد من وجهة نظر الإرياني "يؤكد جهل جماعة الحوثيين بأبجديات العمل السياسي؛ فهي لم تحقق أي مكاسب ميدانية تُذكر على الأرض خلال الأسبوعين الماضيين، ولو كانت التزمت بوقف إطلاق النار لحقنت أرواح عناصرها على الأقل وانتقلت إلى جبهات المشاورات السياسية، والبحث في كيفية إرساء وقف شامل لإطلاق النار".
وقال إن المطلوب من الحوثيين في هذا اللحظة الانخراط والاستجابة لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لوقف النار وتوحيد الجهود لمكافحة فيروس (كورونا)، والوفاء بالتزاماتهم في اتفاقيات ستوكهولم، والانخراط في إجراءات بناء الثقة عبر إطلاق الأسرى والمعتقلين، والانسحاب من الحديدة، ورفع الحصار عن محافظة تعز.
وأشار الإرياني إن على الحوثيين اتخاذ إجراءات اقتصادية وإنسانية لإنهاء معاناة المواطنين، ثم الذهاب لمشاورات الحل السياسي الشامل والعادل المبنية على المرجعيات الثلاث، بدلاً من الدفع بالمزيد من المغرَّر بهم لمحارق الموت والاستمرار في التغرير على البسطاء والمتاجرة بمعاناتهم، وفقاً لتعبيره.
وأكد أن حكومته جادة في السلام منذ اليوم الأول، وهدفها النهائي هو الوصول لسلام عادل وشامل ودائم يحول دون تكرار دوامة الحرب، ويضمن حياة كريمة لكل أبناء اليمن.
ووصف الوزير اليمني الحوثيين بأنهم "عبارة عن مرتزقة، ولا يملكون القدرة على اتخاذ قراراتهم دون الرجوع للنظام في إيران".