ناقشت صحيفة الإندبندنت أونلاين البريطانية، اليوم السبت، أحد أهم توابع أزمة وباء فيروس كورونا في الولايات المتحدة.
وقالت الصحيفة في تقرير من نيويورك للكاتب إيريك لويس، إن حجم طالبي إعانات البطالة وبرنامج الإنقاذ المالي يعكسان حجم التأثير الهائل للأزمة في أمريكا، صاحبة أكبر اقتصاد في العالم.
واعتبر لويس أن "خسارة 26 مليون وظيفة تثبت حقيقة محزنة بشأن الشركات الأمريكية، والشعب الأمريكي".
وأضاف أن ما يلفت النظر هو "معدل سرعة قطع الأواصر بين صاحب العمل والموظف في الاقتصاد الأمريكي، وكذلك معدل سرعة حصول الشركات - وليس موظفيها - على الإعانات في وقت الأزمات".
وتشير الإحصاءات الأمريكية إلى أنه خلال الأسابيع الخمسة الماضية فقد عدد ضخم للغاية من الأمريكيين، يبلغ 26 مليون شخص، وظائفهم.
وقال الكاتب "لا شك أن العديد من هؤلاء العمال عملوا مع أصحاب عملهم بروح من الولاء لسنوات عديدة، وفي كثير من الأحيان مقابل أجور منخفضة ... لم يكن هذا الولاء متبادلاً".
وتابع "الملايين منهم الآن ليس لديهم عمل ولا دخل فقط، بل يفتقدون أيضا القدرة على تلبية الاحتياجات الصحية لأسرهم في وقت الوباء".
وأشار إلى "سرعة قطع العلاقة بين صاحب العمل والعمال في الاقتصاد الأمريكي". موضحاً أن هذا يبين، من وجهة نظر الاقتصاديين الأمريكيين،"كفاءة و مرونة أسواق العمل لدينا".
وقارن لويس بين هذا الوضع ونظيره في أوروبا، قائلاً إنه بعكس الوضع في الدول الأوروبية "يتم (في الولايات المتحدة) توظيف العمال وطردهم بسرعة، لذلك لا يعبأ أصحاب العمل بالعمال الذين يتخلصون منهم"، وهذا يعني، من وجهة نظر الكاتب، أن ما يربط صاحب العمل بالعامل هو "البزنيس لا غير".
ولم يتجاهل لويس برامج الإنقاذ المالية الحكومية الضخمة. غير أنه رأى أن "التأثير الأكثر أهمية للبرنامج الحكومي هو ضمان استمرارية الشركات وأرباحها وليس توفير الدعم اليومي الضروري للعمال الذين ليس لديهم دخل أو مدخرات".
وطالب لويس، بمراعاة العمال الذين يصفهم بأنهم أبطال، معتبراً أن الوضع الحالي يشكل تهديداً وجودياً لأمريكا كشعب.
واستطرد "بينما تتحمل الحكومة ديونا بتريليونات الدولارات، فإن عليها التزاما يتمثل في التأكد من إنفاق هذه التريليونات بطريقة تكافئ هؤلاء الأبطال، وتدعم العدد الهائل من العاطلين عن العمل، وتسمح للناس بالبقاء في منازلهم وإطعامهم الأطفال، ورعاية المرضى".
واختتم الكاتب تقريره قائلا "الضائقة التي تواجهها الشركات والخسارة في الأرباح أمر مؤسف، لكن التحدي الذي نواجهه كشعب هو تحد وجودي".