صحيفة لبنانية تكشف عن عروض ودعوات سعودية للحوثيين

ديبريفر
2022-11-12 | منذ 11 شهر

بيروت (ديبريفر) كشفت صحيفة لبنانية، اليوم السبت، عن زيارة وفد سياسي سعودي رفيع إلى العاصمة اليمنية صنعاء الخاضعة لسيطرة جماعة أنصار الله (الحوثيين)، لبحث شروط تمديد الهدنة ودعوة قيادات رفيعة في الجماعة لزيارة الرياض، مشيرة إلى أن التحركات الأخيرة تعكس "سخونة المفاوضات الثنائية المباشرة بين صنعاء والرياض، أو تلك التي تجري بواسطة عُمانية بين الطرفَين في مسقط".
وقالت صحيفة "الأخبار" المقربة من حزب الله اللبناني، في تقرير نشرته اليوم السبت، بعنوان "المملكة تعرض حلولاً وتدعو المشاط لزيارتها: وقائع مفاوضات مباشرة بين صنعاء والرياض"، إنه "برزت في الأيام الأخيرة، مؤشّرات سياسية عبر مواقف الأطراف كافة، وميدانية من خلال تحرّكات عسكرية سعودية وأمريكية في أكثر من جبهة، أنبأت بأن ثمّة تحضيرات لاستئناف القتال، في انتظار الإعلان الرسمي لفشل الوساطات الإقليمية والدولية الجارية في عُمان وغيرها، من أجل تمديد الهدنة المنتهية منذ الثاني من أكتوبر المنصرم".  
واستدرك التقرير "إلّا أن ما يُسجَّل في الكواليس السياسية في صنعاء والرياض، يبدو مختلفاً بشكل كبير عمّا يرْشَح من تصريحات وتحركات؛ إذ يَعكس رغبة جميع الأطراف في وضع حدّ للحرب، في حين ما يعيق الوصول إلى خواتيم سعيدة، حتى الآن، يبقى الإصرار السعودي على إيجاد «تخريجة مُجمَّلة»، تُظهر المملكة بمظهر «الرابح والحريص» في الوقت عينه"، حد تعبير الكاتب حمزة الخنسا.
واعتبر التقرير أن "التحرّكات العسكرية السعودية والأمريكية في اتّجاه محافظات اليمن الجنوبية والشرقية الغنية بالنفط والموانئ الاستراتيجية، ومحاولات الإمارات تكريس سيطرتها على جزيرتَي سقطرى وعبد الكوري في الخليج الهندي، وتعزيز نفوذها في جزيرة ميون الاستراتيجية المطلّة على مضيق باب المندب وخطوط الملاحة الدولية في الساحل الغربي، تعكس جميعها حماوة المفاوضات الثنائية المباشرة بين صنعاء والرياض، أو تلك التي تجري بواسطة عُمانية بين الطرفَين في مسقط".
ونقلت الصحيفة عن مصادر عربية مُواكبة للمفاوضات، لم تكشف هويتها، قولها إن التواصل المباشر بين الحكومة السعودية وحكومة الحوثيين لم ينقطع منذ لحظة الإعلان عن انتهاء الفترة الأخيرة من الهدنة في الثاني من أكتوبر الفائت، من دون النجاح في الوصول إلى اتّفاق جديد لتمديدها.
وكشفت المصادر عن لقاءات مباشرة عديدة جرت بين الطرفَين في صنعاء والرياض، آخرها قبل أيام قليلة، حيث زار وفد سياسي سعودي رفيع العاصمة اليمنية، والتقى بقيادات رفيعة في جماعة الحوثيين وحكومتها، وتمّ البحث في ملفّ الهدنة وشروط تمديدها وسقف التسهيلات الذي يمكن للسعودية أن تَبلغه في سبيل الوصول إلى تمديد جديد، على أن يتمّ في مرحلة لاحقة البحث في مُدّته، وصولاً إلى شروط الحلّ النهائي ومتطلّباته، بحسب الصحيفة.
وأكدت المصادر ذاتها أن الوفد السعودي "أظهَرَ مرونة لافتة في ملفّات عديدة، أبرزها ملف الرواتب"، إذ أبدى استعداداً لحلّ المسائل العالقة في هذا الشأن وتأمين التمويل اللازم لها، كما ولإزالة العقبات التي تعترض ملفّات أخرى مِن مِثل فتح الطرقات، وتنويع وُجهات الرحلات من مطار صنعاء وإليه.
وأضاف التقرير نقلاً عن المصادر "إلّا أن السعوديين عرضوا «تمويل الحلول» من خلال مبادرات تحت عنوان «مساعدة الأشقاء في اليمن»، لا تحت عناوين أخرى مِن قَبيل «دفْع تعويضات جرّاء العدوان»، أو تمويل الرواتب من عائدات النفط والغاز اليمنيَين، بما يَظهر وكأنه رضوخ لشروط الحوثيين".
وتابع " كذلك، عرض السعوديون على مُضيفيهم اليمنيين أن يرسلوا وفداً رسمياً إلى الرياض برئاسة رئيس المجلس السياسي الأعلى ( مجلس الحكم)، مهدي المشاط، في سبيل المزيد من التشاور تمهيداً للوصول إلى خلاصات عملية من هذه المفاوضات.
وذكر التقرير أن الوفد السعودي، مرر طلباً ـ قديماً جديداً - يتعلّق بالعلاقة بين الحوثيين وإيران، يُمَكّن الرياض، في حال الاستجابة له، من تسويق ما وصفه بـ  "إنجاز كبير" يتعلّق بالنجاح في "انتزاع اليمن من الحضن الإيراني وإعادته إلى عمقه العربي"، ويبرّر "الثمن الكبير" الذي أبدى الوفد استعداد الرياض لدفعه.
وأكدت الصحيفة أن ردود الحوثيين على المقترحين لم تكن إيجابية، مشيرة إلى أن هذه التطورات تزامنت مع حديث المشاط عن وجود تفاهمات غير معلَنة مع أطراف إقليمية حول ثبات اتّفاق وقف إطلاق النار، وحديثه عن أن جماعته "تمنح بعض دول العدوان فرصة لإعادة النظر في عدوانها بعد أن اقتنعت (تلك الدول) بأنها خاسرة"، حد تعبيره.
ولفتت إلى حديث المشاط عن أن "مفاوضات الهدنة سبق لها أن وصلت إلى مستوى تفاهم جيّد، إلا أن المبعوث الأمريكي، تيم لينيدركينغ، تعمّد إفشالها خلال جولته السابقة في المنطقة"، حسب قوله.
وتساءلت الصحيفة عن "التناقض بين ما هو ظاهر وما هو خفيّ في أداء الطرفَين السعودي والأمريكي حيال اليمن، وما إذا كان التوتّر الذي يخيّم على علاقتهما حالياً، ربطاً بالخلاف الناتج من قرار أوبك بلس خفْض إنتاج النفط، انعكس تضارباً في المصالح والأهداف انطلاقاً من اليمن".
واستطردت "إلى الآن، يبدو أن رؤى الرياض وواشنطن تتقاطع عند إيجاد حلّ في اليمن، وإنْ كانت الأولى تُفضّل التوصّل إلى حلّ شامل للحرب، فيما تُؤثِر الثانية، في هذه المرحلة تحديداً، حلولاً مرحلية مِن مِثل تمديد مستمرّ للهدنة، بشكل يمكّنها من مواصلة استخدام الملفّ اليمني كـورقة لعب مثمرة، خصوصاً مع توتّر العلاقات بين الإدارة الأمريكية ووليّ العهد السعودي، والذي كانت نتائج حرب اليمن أحد مسبّباته.".
ونقلت الصحيفة، عن روبرت ساتلوف وديفيد شينكر، في تحليل موجز نشره موقع "معهد واشنطن للدراسات"، بعد زيارة قاما بها إلى السعودية، قوله إنه "بغضّ النظر عن كيفية وصْف حرب اليمن، من الواضح أن السعودية ترغب في الانسحاب من النزاع اليوم قبل الغد. ولكن من غير الواضح على الإطلاق ما إذا كان الحوثيون وداعموهم الإيرانيون سيجارونها في هذا المسعى".
ووفقاً للصحيفة "لذا يبقى اليمن ساحة مهمّة لمواجهة طهران، من وُجهة نظر الرياض وواشنطن على السواء؛ إذ أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، الشهر الماضي، أن إدارة بايدن لن تغضّ الطرف عن التهديد الذي تشكّله إيران عند مراجعة علاقة الولايات المتحدة بالسعودية، قائلاً إن "هناك تحدّيات أمنية، بعضها ينبع من إيران. وبكلّ تأكيد، لن نغضّ الطرف عن التهديد الذي تشكّله إيران، ليس فقط بالنسبة إلى المنطقة، ولكن في مناطق أخرى أيضاً".
وخلصت الصحيفة إلى أن "الإدارة الأمريكية تحيّد مشكلاتها مع ابن سلمان عن كلّ ما يخصّ صراعها مع إيران. إلّا أنه يبدو أن التحرّكات الأمريكية الأخيرة، خصوصاً في حضرموت، تأتي في إطار مساعي واشنطن للإمساك بجميع المحافظات الشرقية الغنية بالنفط، ولو أدّى ذلك إلى إقصاء الوجود السعودي في هذه المحافظات، خصوصاً وأن الرياض تملك أجندتها الخاصة في اليمن، والتي قد تتقاطع أو تتعارض مع الأجندة الأميركية، فيما تَعتبر الولايات المتحدة أن الوجود الإماراتي في معظم منابع النفط ومصبّاته، ما عدا مأرب التي تتبع المحافظات الشمالية، هو ضمانة لها، بالنظر إلى أن أبو ظبي لا تمتلك أجندة مستقلّة عن تلك الأمريكية، خصوصاً في ما يتعلّق بالوجود في المناطق الاستراتيجية كالموانئ والجزر اليمنية. وتُعتبر مدينة الريان، شرقي المكلا مركز محافظة حضرموت، بمينائها، ومطارها على وجه الخصوص، أشبه بقاعدة عسكرية إماراتية - أميركية ضخمة، تحتوي على أنظمة باتريوت للدفاع الجوي، إلى جانب شمولها غرف العمليات والتنسيق، وتشكيلها محطّاً لرحلات طائرات النقل العسكرية، وحاضنة للأنشطة المتعلّقة بتصدير نفط حضرموت وغازها".


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet