قبل ثلاثين عاماً كانت محافظة عدن تحتفي بتحقيق الوحدة اليمنية، لكنها اليوم وبعد ثلاثة عقود، تحاول الخروج بصعوبة بالغة من جملة كوارث اقتصادية وصحية، حولتها إلى مدينة موبوءة، ومنكوبة بخدمات عامة سيئة.
وعشية الذكرى الثلاثين للوحدة اليمنية (مساء الخميس)، سقط قتيل وعدد من الجرحى خلال احتجاجات غاضبة ضد المجلس الانتقالي "المدعوم إماراتياً" في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن.
وقالت مصادر ميدانية إن قوات الانتقالي اطلقت رصاصاً حي على المتظاهرين الذين احتشدوا في مديرية كريتر للتنديد بسوء الخدمات العامة وانعدامها، ومطالبين بعودة الحكومة الشرعية.
وأشارت المصادر إلى أن المتظاهرين قاموا بقطع شوارع كريتر بإطارات مشتعلة، منددين بانقطاع التيار الكهربائي و"ابتزاز قوات الحزام الأمني لتجار كريتر عبر فرض جبايات غير قانونية".
وتأتي التظاهرات عشية الذكرى الثلاثين لتحقيق الوحدة بين شطري اليمن في 22 مايو 1990، ووسط أوضاعاً كارثية تعيشها عدن واليمن بشكل عام.
من جانبه، دعا وزير الإعلام في الحكومة اليمنية، معمر الإرياني، مساء الأربعاء، المجلس الانتقالي إلى تجنيب عدن ويلات الفوضى والإنفلات وتثبيت الأمن والاستقرار.
وقال الإرياني إن "عدن المنكوبة لا تستحق هذا الوضع المتردي"، مشيراً إلى أن عدن " توفرت لها منذ تحريرها فرصة تاريخية لتطوير البنى التحتية والخدمية".
وكان الإرياني قد اتهم، المجلس الانتقالي بالاستحواذ على "الإيرادات العامة في عدن والمناطق الجنوبية، خاصة في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد".
وفي وقت سابق، الخميس، أكدت منظمة أطباء بلا حدود العاملة في اليمن، استحالة مواجهتها لفيروس كورونا في عدن.
وقالت المنظمة أن عدد الوفيات في مركز علاج مرضى كورونا الذي تديره في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، يعكس وجود كارثة أوسع نطاقاً في المحافظة.
ودعت المنظمة في بيان لها، الأمم المتحدة والدول المانحة لأن تبذل المزيد من الجهود العاجلة للمساعدة في الاستجابة.
وقالت مديرة عمليات أطباء بلا حدود في اليمن، كارولين سيغين:" نفعل كل ما في وسعنا، ولكن مواجهة هذا الفيروس بمفردنا مستحيلة".. مضيفة "من غير الأخلاقي أن يترك العالم عدن وبقية اليمن وحدهما في وجه هذه الأزمة".
ويوم الاثنين 10 مايو الجاري أعلنت اللجنة العليا لمواجهة وباء كورونا في اليمن، عدن مدينة موبوءة، بعد ارتفاع حالات الإصابة والوفيات بكورونا وأوبئة أخرى.