وكالة ألمانية: كورونا يوصل اليمن إلى حافة النهاية

تقرير (ديبريفر)
2020-05-28 | منذ 3 سنة

يبدو إن اليمن سيواجه وباء كورونا وحيداً وبإمكانيات شحيحة جداً

أثارت الأوضاع الصحية في اليمن خاصة مع تفشي وباء كورونا المستجد اهتمام الصحافة العالمية، ويبدو أنها وجدت في هذا البلد وقصص ناسه المأساوية مبتغاها في تقديم أعمالاً صحفية مختلفة وفيها حقائق إنسانية صادمة.

وأجرت وكالة "دويتشه فيله" تحقيقاً حول الأوضاع الصحية في اليمن نشرته اليوم الخميس، كشفت فيه حقيقة نظام الصحة السيء في البلد الذي يعاني من ويلات الحرب.

نقلت الوكالة الألمانية عن الصحفية اليمنية أمل منصور التي تعيش في العاصمة صنعاء قولها إن "الموت تحول إلى شيء عادي"، وقد قالت أمل إنها قلقة لأن فيروس كورونا وصل منذ منتصف أبريل رسمياً إلى البلاد التي يعاني سكانها من وباء الكوليرا وخمس سنوات من الحرب.

وأشارت منصور إلى عدم امكانية أجراء تجارب لاكتشاف المصابين بالفيروس في اليمن ومعرفة أعدادهم الحقيقية.. وأضافت "لدينا فيروس كورونا في البلاد، ووطني ليس على استعداد لمواجهة وباء".

ووصفت أمل الأوضاع الصحية في بلادها بدقة، بحسب الوكالة الألمانية، وقالت إن المستشفيات القليلة المصونة رفضت استقبال مصابين، لأن طاقم الموظفين ليس بمقدوره حماية نفسه.

ما قالته أمل منصور، أكده مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية في تقرير شهادة ممرضة في مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا في صنعاء تؤكد هذا الأمر:" أرغب في تقديم المساعدة للناس"، كما قالت ارينه فيرسوزا ، مضيفة: "لكن كيف بوسعي فعل ذلك عندما لا أتوفر على لباس وقائي؟".

ووفقاً لأمل، لا يجرؤا الكثير من اليمنيين التوجه إلى المستشفيات، لأن المرء يغامر هناك بالتعرض للعدوى، وقد عايش الناس في اليمن أشياْء أكثر فظاعة، لكن كورونا قد "يعني النهاية".

مركز علاج واحد

" في عدن الوضع معقد جدا"، تحكي أمل منصور. هناك ترمي قوى مختلفة بدلوها، "وفي ظل هذه المأساة نسمي أحيانا صنعاء باريس اليمن"، تقول أمل التي تشدد على أن الوضع ليس سهلا في العاصمة أيضا، ولا تريد إضافة المزيد عن الوضع السياسي في البلاد.

لكن أخبار كورونا الوافدة من عدن تقلقها، إذ يموت في الأثناء على ما يبدو عشرات الناس يوميا، وتروج صور موتى على قارعة الطرق وهناك تقارير عن من يموتون في البيوت، ولاسيما في الأحياء الفقيرة، وهذا ما تؤكده أيضا منظمة أطباء بلا حدود التي تدير مركز العلاج الوحيد لكوفيد 19 في عدن، تقول وكالة "دويتشه فيله".

وتواصل :"ما نراه هناك هو فقط قمة جبل الجليد فيما يتعلق بعدد المصابين والموتى في المدينة"، تقول كارولين سيغان التي تشرف على مشاريع أطباء بلا حدود في اليمن وتضيف: "الناس يأتون متأخرين إلينا لإنقاذهم، ونحن ندرك أن كثيرا من الناس لا يأتون: فهم يموتون ببساطة في البيت. إنه وضع مؤلم للغاية".

موتى كثيرون يومياً
80 من الموتى يوميا في عدن وأن يموت عدد كبير من الناس في البيوت، فهذا ما تكشفه إحصائيات الحكومة حول عمليات الدفن منذ منتصف الجاري..

هذه الاحصائيات تفيد بوفاة 80 شخصا يوميا في المدينة، في الوقت الذي كان عدد الموتى يصل قبل زمن كورونا إلى عشرة في اليوم الواحد.

كما أن أطباء بلا حدود تتحدث عن عدد كبير من الممرضين والمساعدين المصابين، ولا يمكن توقع صدور إحصاء عن عدد المصابين والموتى بسبب كوفيد 19، كما لا توجد إلا إمكانيات قليلة لإجراء تجارب، ويوجد فقط 500 جهاز تنفس في البلاد حيث يعيش 29 مليون نسمة، وفي بعض الأحياء لا يوجد طبيب واحد.

16 مليون قد يتعرضوا للإصابة
تقول ""دويتشه فيله" إن وباء الكوليراً في اليمن أصاب حتى الآن 2.3 مليون شخص وتوفي 4000 يمني به، وفيما يخص كورونا تخشى الأمم المتحدة وقوع 40.000 على الأقل من الموتى، ويمكن لـ 16 من 29 مليون يمني أن يصابوا بالفيروس، وتنطلق هيئة إغاثة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة من أن الكثير من اليمنيين قد يطوروا عوارض قوية لكوفيد 19بسبب النقص في الغذاء.

وأشارت الوكالة الألمانية إلى أن العديد من منظمات الإغاثة المحلية أُجبرت على إغلاق أبوابها بسبب نقص الأموال من الخارج، وحتى هيئة إغاثة اللاجئين تتوفر على قليل من المال، وهذا له عواقب وخيمة على اللاجئين في الداخل الذين نزحوا بسبب الحرب ولا يمكن أن يتلقوا ما يكفي من الدعم، والأمل يقع الآن على مؤتمر للمانحين متوقع في الثاني من يونيو في الرياض بالسعودية.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet