قالت صحيفة "العربي الجديد" في تقرير لها الأربعاء، إن اليمن الذي يخوض المعركة ضد انتشار فيروس كورونا بإمكانات شحيحة للغاية، لا تتوفر له سوى 6 أجهزة فحص موزعة على 6 مدن.
وأشارت الصحيفة إلى أن اليمن المنكوب بحرب دموية متواصلة منذ خمس سنوات سجل أول إصابة بوباء كورونا في العاشر من أبريل الفائت، وقد ارتفع عدد الحالات إلى 542 إصابة حتى يوم أمس الثلاثاء، بينها 127 حالة وفاة في مناطق سيطرة الحكومة المعترف بها دولياً.
وذكرت الصحيفة إن المنظمات الدولية تشكك في الأرقام الرسمية المعلنة بسبب عجز السلطات الصحية اليمنية عن اكتشاف المصابين بالوباء، مع تأكيدات بأن الأرقام الحقيقية أضعاف المعلن، إذ إن أجهزة الفحص المحدودة العدد التي لا تتوفر سوى في 6 مدن رئيسية.
وترفض السلطات الصحية التابعة لجماعة أنصار الله (الحوثيين)، الإفصاح عن حقيقة الوضع الصحي في العاصمة صنعاء، ومناطق سيطرتها، وتتهم الأمم المتحدة بالتهويل، وتقول إنها لن تكشف الأرقام حفاظا على مناعة المجتمع.
وأكدت الصحيفة أنه ووفقاً لتقارير بحثية، فقد تجاوز عدد الوفيات غير المعلنة في مدينة عدن وحدها أكثر من 200 وفاة، فيما يقدر العدد في صنعاء بـ400 وفاة من إجمالي 1300 إصابة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر بمكتب الصحة في محافظة عدن جنوبي البلاد، قولها إن أرقام الضحايا تزايدت خلال الأسبوعين الأخيرين بشكل لافت بعد وصول الوباء إلى أرياف محافظات لحج والضالع وتعز وأبين، واشتكت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها من تدخلات المجلس الانتقالي الجنوبي في سلطات الوزارة، وإرغام اللجنة الوطنية للطوارئ، ومنظمة "أطباء بلا حدود" على عدم الكشف عن الأرقام الحقيقية.
وبحسب المنظمات الأممية، و"أطباء بلا حدود" تتوالى الأخبار عن تسجيل عشرات الوفيات في الأرياف بسبب أعراض الإصابة بكورونا من دون الكشف عنها أو تضمينها في قائمة الضحايا المعلنة.
وكشفت المصادر لصحيفة "العربي الجديد" إن اليمن يمتلك 6 أجهزة فحص "PCR" فقط، تم توزيعها على المدن الرئيسية في عدن وصنعاء وتعز وحضرموت والحديدة وسقطرى، مشيرة إلى أن مختبرات الفحص الرئيسية تقوم بتغطية العجز بالمحافظات المجاورة، كما أن هناك عجزاً شديداً في محاليل الفحوص الخاصة بفيروس كورونا.
ولفتت المصادر إلى أنه "تم إجراء 2800 فحص فقط خلال الشهرين الماضيين، والمحاليل نفدت في حضرموت، وهناك وعود من منظمات دولية بتوفير 50 ألف عيّنة فحص خلال الأيام القادمة".
وأكد عاملون في المختبر المركزي بمدينة تعز جنوبي غربي البلاد، لـ"العربي الجديد"، أن "إجمالي الفحوص اليومية للحالات المشتبه في إصابتها لا تتجاوز 25 فحصا، وتظهر نتائج أكثر من ثلثها إصابات، وتعز وحدها بحاجة إلى إجراء 500 فحص على الأقل يوميا".
تقرير "العربي الجديد" ذكر أن الحكومة اليمنية تخشى من وصول الإصابات بكورونا إلى المعتقلات الخاضعة لسيطرة الحوثيين في صنعاء، وكشف وزير الإعلام، معمر الإرياني، الأربعاء الفائت، عن تسجيل إصابة لأحد المعتقلين، ووصف في سلسلة تغريدات على "تويتر" الأمر بـ"التطور الخطير الذي يشكل تهديدا حقيقيا لحياة وسلامة المئات من الشخصيات الوطنية والإعلاميين والناشطين في معتقلات مليشيا الحوثي"، داعيا الأمم المتحدة إلى الضغط لإنجاز تبادل للأسرى والمعتقلين.
وأشارت الصحيفة إلى أن إقرار وزير الصحة في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، الدكتور ناصر باعوم، الأربعاء، بعجز الحكومة عن محاربة كورونا، خلال كلمة أمام اجتماع افتراضي لوزراء الصحة العرب.
باعوم أكد إن بلاده لا تملك سوى "6 أجهزة فحص، و17 جهاز أشعة مقطعية، فضلا عن 500 جهاز تنفس صناعي، وأن نحو 30 مليون نسمة، لا يواجهون خطر الإصابة بفيروس كورونا فحسب، بل 5 فيروسات أخرى هي الملاريا وحمى الضنك والكوليرا والتيفوئيد".
وفي الأسابيع الفائتة، أصابت الحميات آلاف السكان في عدن وصنعاء وتعز، وقد أرجع الأهالي الأعراض التي تصيبهم إلى فيروسات أخرى غير كورونا، مؤكدين إنهم يتعافون بعد أيام من الإصابة دون اضطرارهم الذهاب إلى المستشفيات.
ونوهت "العربي الجديد" إلى تزايد المخاوف من موجة تفشي أكبر خلال الأيام القادمة مع عودة مئات العالقين بالخارج، فبعد استقبال 3 رحلات من العالقين في الأردن، أعلنت السلطات اليمنية، الأربعاء، وصول أول دفعة من العالقين في مصر، إلى مطار سيئون، وضمت 170 شخصا تم إخضاعهم للفحص للتأكد من خلوهم من فيروس كورونا.