السعودية داعمة الشرعية في اليمن تسلم سقطرى للانتقالي والحكومة تكتفي ببيان مترنح

تقرير عبدالملك الجرموزي - (ديبريفر)
2020-06-20 | منذ 4 سنة

علم المجلس الانتقالي الداعي للانفصال يتصدر مكتب محافظ سقطرى رمزي محروس

تبدو الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً في مأزق حقيقي وهي تكرر بياناتها الاستنكارية والتنديدية و"رفضها القاطع" و"دعواتها الاستجدائية" حول ما يفعله المجلس الانتقالي "المدعوم إماراتياً" في المحافظات اليمنية الجنوبية التي تسيطر عليها "صورياً" في حين أن أبوظبي والرياض تتقاسمان السيطرة الفعلية هناك وتجران القوات الحكومية إلى "محارق موت" بغير حول ولا قوة.

ظهرت الحكومة اليمنية في بيانها "الإنشائي" كما لو أنها "تائهة" وتسير صوب "هاوية" (السقوط الفعلي) بعد أن استدرجتها إليه السعودية، التي استنجدت بها الحكومة المطرودة من عاصمتين في ظرف خمس سنوات.

ولم يمنع حشد الحكومة اليمنية للكلمات التحذيرية في بيانها، الانتقالي من مواصلة سيطرته على عدد من المواقع السيادية للحكومة، آخرها مقر السلطة المحلية بمحافظة أرخبيل سقطرى، عقب انسحاب القوات الحكومية منه، مساء الجمعة.

ووفق مصدر محلي تحدث لوكالة "ديبريفر"، دخل مسلحو الانتقالي مبنى المحافظة في عاصمة الأرخبيل الواقع قبالة المحيط الهندي "مدينة حديبو" وسيطروا عليه تماماً بعد أن انسحبت القوات الحكومية التي عجزت عن مواجهتهم.

كان مبنى السلطة المحلية، آخر ما تبقى للحكومة الشرعية في سقطرى، لا سيما بعد سيطرة قوات الانتقالي ظهيرة الجمعة على مبنى مديرية الأمن العام.

اسقط المجلس الانتقالي الجنوبي كافة المناطق السيادية التابعة للحكومة المعترف بها دوليا في محافظة سقطرى

تحدث سكان محليون لوكالة "ديبريفر" عن سيناريو السقوط الأخير للشرعية هناك.. مسلحو الانتقالي هاجموا القوات الحكومية، بعنف مستخدمين أسلحة ثقيلة ومدفعية كانت الإمارات قد أمدتهم بها قبل فترة إضافة الى الأسلحة الخاصة بأحد ألوية البحرية الذي سقط مبكرا بين يدي قوات الانتقالي.

وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا معمر الإرياني علق على ما جرى هناك بالقول: إن " مهاجمة الانتقالي للمقار الحكومية والأمنية وإرهاب المواطنين في مدينة حديبوا وقصف المدينة بالأسلحة الثقيلة تصعيد خطير".

الإرياني وعلى حسابه في "تويتر" أكد إن "الدولة كانت ولا زالت حريصة على أن لا تتحول محافظة سقطرى إلى ساحة للاستقطاب السياسي والصراع العسكري".

وأضاف: "نذكر كل من تآمر ودعم التمرد الذي يقوده المجلس الانتقالي، أن الشعب اليمني لن يظل مكتوف الأيدي أمام هذا العبث الذي يستهدف الوحدة الوطنية ولا يخدم إلا الحوثي، وأن التاريخ لن يرحم أحد".

ما حدث في سقطرى، الجمعة، كان صادماً لكثير من المحللين السياسيين والإعلاميين والناشطين اليمنيين ممن يقفون وراء الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، وقد جاءت ردة فعلهم عنيفة، ومتناسبة مع حجم الخسارة الكبيرة لمحافظة كـ"سقطرى".

الإعلامي اليمني في قناة الجزيرة، أحمد الشلفي، دون على صفحته في "الفيس بوك"، مساء
الجمعة :"بحسب مصادري الموثوقة في سقطرى فإن القوات السعودية لم تمهد فقط للانتقالي عمليات اقتحام حديبو بل أتاحت لها الفرصة والإمكانية لمهاجمة القوات الحكومية من مواقع سلمتها لأتباع الإمارات".

فيما هاجم المحلل السياسي اليمني الدكتور كمال البعداني، المملكة العربية السعودية التي تقود تحالفاً عربياً داعماً للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً منذ مارس 2015، متهماً إياها بتسليم محافظة أرخبيل سقطرى لمسلحي المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً.

وقال البعداني في سلسلة تغريدات على حسابه في "تويتر":" من كان يريد أن يعرف الوجه الحقيقي للشقيقة الكبرى (السعودية) في اليمن، فليتابع ما يحدث في محافظة( سقطرى )"، مشيراً إلى أن "أكثر من ألف جندي سعودي بكل عتادهم هناك، اتو من اجل دعم الشرعية كما قالوا، ومع ذلك يقفون مع مليشيات الامارات من أجل السيطرة على الجزيرة".

ولفت المحلل السياسي اليمني إلى أن ما ذكره أحد مشايخ سقطرى لقناة "الجزيرة"، عن تسليم رواتب " المتمردين على الشرعية في سقطرى بالريال السعودي وعبر القوات السعودية".

وقال البعداني أن هناك " قوات سعودية ضخمة في سقطرى تحت مبرر دعم الشرعية، لكن وعند احتشاد مليشيات الامارات التي يديرها خلفان المزروعي في اتجاه عاصمة المحافظة بغرض اقتحامها، تبخرت هذه القوات واختفت عن الانظار بعد أن انسحبت من اماكنها، وهكذا يكون دعم الشرعية على الطريقة السعودية".

وتابع "الحقيقة التي يجب أن تقال هي أن الإمارات استطاعت اختراق الاعلام السعودي بدرجة كبيرة، فتجد مثلا صحيفة عكاظ السعودية لا تختلف عن صحيفة الاتحاد الاماراتية بخصوص التغطية لما يدور في اليمن، طبعاً وفق التوجه الإماراتي".

وختم المحلل السياسي اليمني بقوله " من كان يصدق أن تصل اذرع الإمارات إلى كل مكان في السعودية ؟".

الدكتور فيصل علي رئيس مركز يمنيون للدراسات، حمل الحكومة اليمنية الشرعية مسؤولية كل الذي حدث في سقطرى، مشيراً إلى أنها ليست معفية بحكم عجزها أو انشغال من وصفهم بـ"قراميدها" بتسويات أوضاع عوائلهم.

وقال علي إن الحكومة الشرعية " معنية بكل هذا الخذلان رئاسة وحكومة وأحزاب" مضيفاً " التحالف لم يخذلها فقط هو جعلها مسخرة ودعم انقلابات صنعاء وعدن".

ووصف رئيس مركز يمنيون للدراسات، البيان الحكومي حول أحداث سقطرى مساء الجمعة، بـ"الركيك.. وكأن الأمر بين الشرعية والانتقالي وليس بين الجمهورية اليمنية والتحالف بقيادة السعودية والإمارات" وأضاف " ينتقد الانتقالي ويطالب الأشقاء في التحالف" مؤكداً إن " الانتقالي مجرد بيدق للاستخدام المؤقت لا أكثر".

ولم تخذل السعودية الحكومة الشرعية اليمنية في سقطرى فقط، فقد خذلتها أيضاً في عدن التي استلمتها من القوات الإماراتية منتصف أكتوبر الفائت، وقالت أن ذلك في سبيل تمكين الحكومة من العودة إلى عاصمتها المؤقتة وإدارة شؤون البلد، لكن ما حصل كان غير ذلك تماماً.. لا تزال الحكومة "رهينة " في فنادق الرياض، ولا مهمة لها إلا إصدار البيانات وصياغة الشكاوى الرسمية للأمم المتحدة، ومجلس الأمن وللسعودية كذلك.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet