يبدو أن جماعة أنصار الله (الحوثيين) قد تعمدت افتعال أزمة المشتقات النفطية القائمة منذ نحو اسبوعين، للضغط على التحالف العربي الداعم للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، والمجتمع الدولي من أجل تحقيق مكاسب معينة تحت يافطة "المعاناة الإنسانية" والمخاوف من تفشي "وباء كورونا".
وتواجه شركة النفط اليمنية التي تديرها جماعة الحوثي في صنعاء، هجوماً لاذعاً من قبل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي المناوئين للجماعة، وحتى الموالين لها، متهمين الشركة بافتعال أزمة "كاذبة".
وتداول ناشطون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يوثق عملية تعبئة وقود لسيارات أحد النافذين في العاصمة اليمنية صنعاء، متهمين شركة النفط اليمنية التي تديرها جماعة الحوثيين بافتعال أزمة المشتقات النفطية.
الفيديو الذي تم تداوله على نطاق واسع، أجبر شركة النفط اليمنية في صنعاء (مكتب أمانة العاصمة) على إصدار بيان، أكد فيه قيامه بـ"إغلاق محطة بيع المشتقات النفطية إثر الفيديو الذي تضمن بلاغاً من أحد المواطنين يثبت بالصوت والصورة مخالفة المحطة للتعليمات التموينية التي زعم عامل المحطة أنها تابعة للشركة وهذا لا يمت للحقيقة بصلة".
وكانت اللجنة الاقتصادية التابعة للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، قد اتهمت جماعة الحوثيين، في وقت سابق يوم الاثنين، باحتجاز أكثر من 150 شاحنة وقود ومنعها من الدخول إلى مناطق سيطرة الجماعة شمالي البلاد.
وقالت اللجنة في منشور على صفحتها في "فيسبوك"، إن "الحوثيين يصرون على منع ما يزيد عن 150 مقطورة وقود من الدخول إلى المناطق الخاضعة لهم ويهددون التجار ويرهبون العاملين على القاطرات في إصرار واضح للمتاجرة السياسية بمعاناة المواطنين وتعزيز السوق السوداء التي يديرونها".
وأشارت اللجنة إلى أن هذا المنع يأتي "بعد أن بذلت الحكومة كل جهودها وقدمت تسهيلاتها لنقل المشتقات النفطية من المناطق المحررة إلى مناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة للتخفيف من معاناة المواطنين والحد من نشاط السوق السوداء".
ولفتت اللجنة، إلى أن ما تم نقله من وقود إلى مناطق الحوثيين تم استيراده بشكل قانوني إلى الموانئ في مناطق سيطرة الحكومة.
المدير التنفيذي لشركة النفط اليمنية في صنعاء، عمار الأضرعي، قال إن هناك محاولات يائسة لإدخال قاطرات محملة بمشتقات نفطية مغشوشة في المنافذ قادمة من المحافظات الجنوبية ويراد إغراق الأسواق بها، متهماً التحالف العربي بالوقوف وراء هذا المخطط الذي وصفه بـ"العدواني"، ومؤكداً رفضه السماح بدخول "الوقود".
ويوم الجمعة، كشفت قناة الساحات الموالية لجماعة الحوثيين عن "اختلاق الحوثيين لأزمة المشتقات النفطية" من خلال منعها لمرور 260 قاطرة من منافذ الجوف وعفار بالبيضاء وتعز والحديدة.
وتتهم الحوثيون التحالف العربي بقيادة السعودية، باحتجاز 15 سفينة تحمل 420 ألف طن من المشتقات النفطية ومنع دخولها إلى ميناء الحديدة غربي اليمن الخاضع لسيطرة الجماعة.