الاصلاح والإمارات ينقلان المواجهة الى "الحجرية" .. معركة نفوذ داخل مدينة محاصرة

تقرير (ديبريفر)
2020-07-02 | منذ 4 سنة

قوات الشرطة العسكرية المحسوبة على حزب الاصلاح

وكأن مدينة تعز الواقعة (جنوبي غربي اليمن)، لا يكفيها حصار الحوثيين المفروض عليها منذ أكثر من خمس سنوات، إضافة إلى الأوبئة التي تفتك بأبنائها، كي تدخل في صراع لا مبرر له، بين قوات جميعها تتبع الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً.

المعركة التي تم تأجيلها لنحو سنة، وأكثر في مدينة "التربة" جنوبي تعز، باتت وشيكة، بين حزب الإصلاح متمرساً بمسمى "الجيش الوطني" واللواء 35 مدرع القريبة قياداته من العميد طارق صالح (نجل شقيق الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح)، بمسانده "كتائب أبو العباس" المدعومة اماراتيا، والساعية للثأر من الإصلاح الذي نكل بها، وطردها من داخل مدينة تعز العام الفائت.

انتشرت الآليات الخاصة بالشرطة العسكرية في اجزاء واسعة من مدينة التربة تحت مسمى (الحملة الأمنية)

قبل يومين سيطر مسلحو الإصلاح (فرع جماعة الإخوان المسلمين في اليمن) عبر عناصر الشرطة العسكرية على مدينة التربة، بعد قيامهم بمحاصرة معسكر اللواء 35 مدرع في جبل صبرين المطل على المدينة البعيدة عن المواجهات تحت مسمى (حملة أمنية).

وقال العميد محمد سالم الخولاني قائد الشرطة العسكرية، في تصريحات صحفية "إن قواته نفذت حملة عسكرية ضد مطلوبين أمنياً [قاموا باختطاف لجنة خاصة بتحصيل ضرائب القات في منطقة السمسرة بمديرية الشمايتين]، لاحقاً تبين إن المطلوبين للشرطة العسكرية هم من أفراد اللواء 35 مدرع، ما تسبب بحالة احتقان شديدة، تبعه تصعيد ومواجهات ولكن بشكل محدود، لكنها تنذر بمواجهات عنيفة لا يمكن توقع نتائجها، خاصة على المدنيين، والأهالي في تلك المناطق.

ووفقاً لمصدر في ديوان محافظة تعز، فشل محافظ تعز نبيل شمسان (المحسوب على حزب المؤتمر الشعبي العام) يوم أمس الثلاثاء في وقف التصعيد الذي بدت ملامحه واضحة بعد اشتباكات "نارية" خفيفة بين مسلحي الإصلاح بغطاء (الشرطة العسكرية)، وقوات اللواء 35، ورفض مسلحي الإصلاح الانسحاب من محيط المعسكر.

قوات من اللواء 35 مدرع ويظهر في الصورة قائد اللواء عدنان الحمادي الذي تم تصفيته في الـ 2 من ديسمبر العام الماضي

وسائل إعلام مقربة من حزب الإصلاح قالت: "إن قوات تابعة للواء 35 مدرع، بقيادة ركن إمداد اللواء العقيد عادل الحمادي، تمركزت في جبلي صبرين، وبيحان وبعض المواقع الأخرى، معتبرة ذلك مؤشراً خطيراً لإسقاط مدينة التربة لصالح قوات طارق صالح".

واتهمت تلك الوسائل، قوات الأمن الخاص (المحسوبة على اللواء 35) بمنع لجنة كلفها المحافظ نبيل شمسان للتحقيق في الأحداث الأخيرة، من الوصول إلى مدينة التربة وقطعت الطريق أمامها، ما اضطرها العودة إلى مدينة تعز.

العميد طارق صالح

وبحسب روايات حزب الإصلاح، قام العميد طارق صالح بزيارات ميدانية لعدد من مناطق الحجرية، للتجهيز للمعركة الوشيكة ضد الإصلاح بتوجيهات إماراتية، لكن نشطاء مناوئين للإصلاح، أغلبهم من المنتمين للحزب الناصري، سخروا من تلك الرواية، واتهموه بإثارة الفوضى داخل مدينة التربة، وطالبوا " مليشيات الإصلاح"، -بحسب تعبيرهم- التوجه إلى الجهة الأخرى من تعز لتحريرها من الحصار الخانق الذي تفرضه جماعة الحوثيين على المدينة منذ نحو 5 سنوات.

وصباح الأربعاء، تظاهر عشرات الناشطين التابعين لحزب الإصلاح، في تعز، للمطالبة بإسقاط حصار قالوا إن قوات مدعومة إماراتياً تفرضه على سواحل المحافظة، وميناء المخا الاستراتيجي، في إشارة لقوات حراس الجمهورية التي يترأسها العميد طارق صالح.

المتظاهرون المحسوبين على الاصلاح دأبوا على استباق التحركات العسكرية للحزب أو مواكبتها بمثل تلك التظاهرات التي اتهموا فيها التحالف العربي بقيادة السعودية بـ"الانحراف في نهاية المطاف عبر تدخلها العسكري إلى إسقاط الدولة، وإخراجها من المعادلة".

وذهب المتظاهرون إلى المطالبة بـ"سرعة إسقاط الحصار عن تعز، واستعادة الساحل الغربي - الواقع تحت سيطرة قوات العميد طارق صالح- بموانئه، وخطوط إمداداته".

ودعت أحزاب الناصري، والاشتراكي، والبعث القومي، رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء وقيادات الأحزاب السياسية إلى تحمل مسؤوليتها الوطنية وتدارك الموقف، وإيقاف حالة العبث والفوضى الحاصلة في تعز.

يقول مراقبون إن خسائر حزب الإصلاح من تنفيذ اتفاق الرياض، والمشاورات الأخيرة في السعودية بخصوصه، جعلته يتحرك بطيش أمني نحو مدينة الحجرية، ورفع منسوب الاحتقان، تحت ذريعة حملة أمنية للقبض على 3 متهمين دفع الإصلاح بتعزيزات للسيطرة على مواقع اللواء 35 مدرع.

ووفقا المؤشرات، يبقى الوضع مرجحا أكثر للانفجار العسكري وصراع مسلح سيتحمل "الإصلاح" نتائجه، خاصة وأن رفاق العميد الركن عدنان الحمادي في اللواء 35 مدرع اعتبروا إن الحملة التي نفذها الإصلاح تستهدف بشكل مباشر لوائهم، ومشروع قائدهم الحمادي الذي اغتيل في 2 ديسمبر الفائت.

ويواجه الإصلاح اتهامات المناوئين له، بمحاولته مد أذرعه في مؤسسات الحكومة الشرعية، والسيطرة على مقاليد الأمور في مدينة تعز، في حين يوجه الحزب اتهاماته لبقية القوى المنضوية تحت راية الشرعية بأنها مجرد "عصابات" تخدم "أطرافاً خارجية" وتفرخ "مليشيات" لكنه يتجاهل تحويله ألوية عسكرية، ومراكز أمنية، وأقسام شرطة إلى تبعية خاصة لعناصره، الذين جلبهم من خارج المؤسستين العسكرية والأمنية.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet