بريطانيا من وسيط للسلام في اليمن إلى شريك رئيسي في قتل مدنييه وأطفاله

تقرير (ديبريفر)
2020-07-04 | منذ 4 سنة

طفل يمني من محافظة صعدة تعرض وعائلته لقصف طيران التحالف بقيادة السعودية مؤخراً

في حين تظهر بريطانيا كوسيط سلام في اليمن، وتتحدث عن ضرورة وقف الحرب في البلد القابع أقصى الجزيرة العربية، كشف موقع "ديكلاسيفايد يو كي" البريطاني عن حقيقة دورها في حرب اليمن وكيف أنها كانت شريكاً رئيسياً في قتل أطفاله ومدنييه.

موقع "ديكلاسيفايد يو كي"، وهي منظمة بريطانية تقوم منذ عام بالكشف عن دور بريطانيا في العالم، كشف في تحقيق استقصائي عن دور بريطانيا في تدريب الجيش السعودي خلال حرب اليمن.

ومن ضمن الحقائق الهامة التي كشفها التحقيق الاستقصائي، بيانات لتدريب جنود سعوديين على قيادة طائرات حربية استخدمت في قصف المدنيين اليمنيين.

وبحسب التحقيق، تلقى مئات الجنود السعوديين التدريبات في قواعد سلاح الجو الملكي البريطاني بالتزامن مع أوامر أصدرتها محكمة بريطانية قضت بمنع تصدير السلاح البريطاني إلى السعودية بسبب المخاوف من حقوق الإنسان في حرب اليمن.

وأشارت البيانات التي حصل عليها موقع "ديكلاسيفايد يو كي" من وزارة الدفاع البريطانية، تم تدريب 310 سعودي في ست مواقع عسكرية تابعة لسلاح الجو البريطاني في إنكلترا وويلز.

وأكد الموقع، أن تدريب الطيارين السعوديين مستمر، حيث تستغرق بعض الدورات العسكرية أربعة أعوام، في حين يتلقى 90 سعوديا تدريبات على طائرة "تايفون" في قاعدة كونينغزي في لينكولنشاير، غرب إنكلترا عام 2019.

طائرة تايفون البريطانية شاركت في آلالاف الغارات على اليمن

وزارة الدفاع البريطانية لم تكشف عن طبيعة المتدربين إن كانوا طيارين أم من الطواقم العاملة على الأرض.

وحصلت السعودية على طائرات "تايفون" ضمن صفقة مع "بي إي إي سيستمز" وهو ذراع الجيش البريطاني، بقيمة 20 مليار جنيه استرليني.

وذكر التحقيق إن اليمن تعرض لآلاف الغارات التي نفذها طيران التحالف العربي الداعم للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً بقيادة السعودية، ضد جماعة أنصار الله (الحوثيين) وأدت لقتل 785 مدنياً العام الفائت بمن فيهم 77 طفل.

وقال التحقيق إن 189 سعودي تلقوا تدريباتهم في كلية كوسفورد الدفاعية للتدريب الفني في شروبشاير غربي انجلترا العام الفائت، مشيراً إلى أن وزارة الدفاع البريطانية رفضت الكشف عن طبيعة الدورات التي حصرها السعوديون في كلية كوسفورد، غير أن سعوديين حضروا في أوقات سابقات مساقات على أنظمة الدفاع خاصة بتورنيدو وهي (مقاتلات استخدمها السعوديون أيضاً في ضرب وقصف اليمن).

تدريبات الطلاب السعوديين استمرت رغم اعتقال مرشحين سعوديين عام 2016 اتهما بالاغتصاب في القاعدة، وفي عام 2019 قرر قائد الجناح جيم ثورلي، رئيس التدريب الفني في كوسفورد الاستقالة "لتولي منصب في الرياض بالسعودية".

ولفت موقع "ديكلاسفايد" إلى أن 10 طيارين من رتب صغيرة دخلوا مساقات تدريب أولية على الطيران في القاعدة التابعة لسلاح الجو الملكي في كرانويل وقاعدة باركستون هيث في لينكولنشاير وقاعدة ويترينغ في كامبريدج شاير، شمالي لندن عام 2019، وفي ذات العام أيضاً تعلم 30 سعوديا كيفية قيادة الطائرات السريعة في قاعدة فالي في أنجلسي، شمال ويلز.

ووفقاً للموقع، تستخدم طائرة بي إي إي هوك في أغراض تدريب الجيش البريطاني والسعودي في قاعدة فالي، حيث توظف بي إي إي 78 شخصا.

ومن بين 21 دولة دربت بريطانيا طياريها العام الفائت، ومعظم المتدربين البالغ عددهم 600 أتو من دول تشتري اسلحة بريطانية، ومن بينها دول تدعم السعودية في حرب اليمن.

بريطانيا تستمر في بيع الأسلحة للسعودية

وفي يونيو 2019، أكدت الحكومة البريطانية للبرلمان أنها لن تصدر تصاريح تصدير لأسلحة إلى السعودية والدول المتحالفة معها كي لا تستخدم في حرب اليمن، لكن وزيرة التجارة ليز تراس اعتذرت للبرلمان في سبتمبر 2019 للبرلمان لأنها سمحت بطريق الخطأ تصدير 180 من قطع الغيار لسلاح الإشارة السعودي في خرق واضح لقرار المحكمة.

وقالت تراس، إن مسؤولي الوزارة لم يعرفوا أن القوات السعودية نشرت في اليمن.

بشكل مباشر وصادم، شاركت بريطانيا في تغذية الأزمة اليمنية والحرب في البلاد الذي يعاني من أسوأ كارثة إنسانية في العالم، وشاركت الطائرات الحربية البريطانية في عمليات قصف أهداف مدنية وقتلت مدنيين بينهم أطفال.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet