اليمن على حافة مجاعة .. أين ذهبت أموال مؤتمر المانحين؟

ديبريفر
2020-07-09 | منذ 4 سنة

تعاني اليمن منذ 6 سنوات من ويلات الحرب

تقرير (ديبريفر) - في بلد غارق في الحرب والأزمات كاليمن، يبدو الحديث عن أنه "على حافة مجاعة" دون القيام بما يلزم لإنقاذه، مجرد استهلاك إعلامي لا أكثر.

وحذرت الأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، من أن اليمن يقف على حافة المجاعة من جديد كما كان قبل سنة ونصف بسبب نقص التمويل من المانحين الذين تأثروا أيضاً بأزمة كورونا، وسط تحذيرات من تفشي الفيروس هناك في ظل انهيار القطاع الصحي.

ما الجديد في التحذير الأممي الذي تكرر في مناسبات عديدة، وبسببه عُقد مؤتمر دعت فيه السعودية بالشراكة مع الأمم المتحدة، المانحين مطلع يونيو الفائت ؟.

تقول الأمم المتحدة أنها لا تملك أموالاً كافية لمواجهة الكارثة التي تجنبتها قبل نحو 18 شهراً في اليمن الذي يعيش أوضاعاً إنسانية مأساوية للغاية.

وفي يونيو الفائت، جمعت الأمم المتحدة قرابة نصف المبلغ المطلوب لمساعدة اليمن، والبالغ 2,41 مليار دولار، في مؤتمر للمانحين الذي استضافته السعودية التي تقود تحالفا عسكريا لمساند الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً في حربها ضد جماعة أنصار الله (الحوثيين).

وكانت منسقة المنظمة الدولية للشؤون الإنسانية ليز جراندي قد قالت سابقاً إنّ برامج المساعدات التي تشمل الصرف الصحي والرعاية الصحية والغذاء، ستغلق بسبب نقص الأموال، فيما يبدو الوضع الاقتصادي مشابهاً بشكل مخيف لما كان عليه في أسوأ مراحل الأزمة حين واجه ملايين السكان خطر المجاعة قبل نحو 18 شهراً.

وحيال نقص حاد في الوقود بتعطيل شبكة الكهرباء وإمدادات المياه والبنية التحتية الرئيسية مثل المستشفيات، يتبادل الحوثيون والحكومة المعترف بها دولياً الاتهامات بالمسؤولية عن ذلك.

وقالت جراندي أنّه "لا يُسمح للسفن المحملة بمواد قد تنقذ أرواحاً بالدخول، والعملة تتراجع بسرعة كبيرة، كما أن أموال البنك المركزي جفّت، وارتفع سعر سلة الغذاء الأساسية، بنسبة 30 في المئة في الأسابيع القليلة الماضية".

وأَضافت "نحن أمام العوامل نفسها التي دفعت البلاد سابقاً نحو خطر المجاعة، ليس لدينا الموارد التي نحتاجها لمحاربتها ودحرها هذه المرة، إنه أمر يدعو للقلق العميق".

ومضى أكثر من شهر على مؤتمر المانحين الذي تعهدت خلاله السعودية بتقديم 500 مليون دولار، وأعلنت بريطانيا والولايات المتحدة، اللتان تصدّران أسلحة للمملكة، عن مساعدات كبيرة، وكشفت ليزا جراندي إنّ تسعة فقط من بين 31 مانحاً قدّموا الأموال بالفعل، وهو ما كانت حذرت منه الأمم المتحدة في السابق على اعتبار أن المساعدات قد تقلّ مع استمرار تفشي فيروس كورونا المستجد في العالم.

وأشارت جراندي إلى أن "وباء (كوفيد_19) وضع ضغوطاً على الميزانيات المخصّصة للمساعدات في جميع أنحاء العالم. لن يتمكنوا من القيام بما فعلوه سابقاً، وسيكون تأثير ذلك كبيراً جداً".

رسمياً سجل اليمن 1318 حالة إصابة بفيروس كورنا، بينها 351 حالة وفاة، لكن دراسة أجرتها كلية لندن لحفظ الصحة وطب المناطق الحارة، تقول أنه قد يكون هناك بين 180 ألفاً وثلاثة ملايين إصابة في اليمن بعد أشهر قليلة من تفشي الفيروس، متوقّعة وفاة بين 62 و85 ألفاً.

ووفقاً للمنسقة الأممية، ستواجه الأمم المتحدة في الأيام القليلة المقبلة "وضعاً غير معقول" إذ إنها قد تضطّر إلى التوقف عن توفير الوقود للمستشفيات وكذلك أنظمة إمدادات المياه والصرف الصحي في جميع أنحاء البلاد.

وفي حين تطلق المنظمة الأممية نداءات تحذيرية واستغاثيه بشأن اليمن، يواصل برنامج الأغذية العالمي الذي كان يوفّر المواد الغذائية الأساسية لـ13 مليون شخص، تقليص عمليات التسليم لتشمل بين 8,5 و8,7 ملايين شخص شهرياً فقط، بعضهم بنصف حصّة غذائية.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet