بالتزامن مع دخول والده للمستشفى .. ولي العهد السعودي يقرر طي صفحة سلفه محمد بن نايف نهائيا

ديبريفر
2020-07-21 | منذ 3 سنة

ولي العهد السعودي السابق الأمير محمد بن نايف

تقرير (ديبريفر) - يبدو أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لا يزال يتوجس خيفة من ابن عمه وولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف، ويسعى لتوجيه الضربة القاضية له، ليستقيم له أمر المملكة دون منغصات.

ووفقاً لوكالة "رويترز"، نشر مستخدمون سعوديون على موقع تويتر آلاف التغريدات التي تتهم ولي العهد السابق في المملكة ومساعده الذي كان معه لفترة طويلة بالفساد.

وقال مصدران سعوديان لرويترز، إنها حملة لتشويه سمعته قبل توجيه اتهام محتمل، في وقت يتحرك فيه ولي العهد الحالي الأمير محمد بن سلمان لتهميش منافسيه على العرش.

وبدأت يوم الجمعة الفائتة، تغريدات تهاجم الأمير محمد بن نايف، الذي جرى عزله والإطاحة به كوريث للعرش من قبل ولي العهد الحالي في انقلاب (ابيض) داخل القصر عام 2017، كما استهدفت أيضا مساعده المسؤول السابق في الاستخبارات السعودية سعد الجبري.

وأشارت الوكالة إلى أن عاصفة التغريدات أتت في وقت أُدخل فيه الملك سلمان (84 عاما) إلى المستشفى في العاصمة الرياض يوم الاثنين وهو يعاني من التهاب في المرارة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية، ورفض مركز التواصل الحكومي التعليق أكثر على حالته.

ونقلت "رويترز" عن المصدران السعوديان، اللذان تحدثا بشرط عدم الإفصاح عن اسميهما، قولهما إن الحملة التي يشنها فيما يبدو مستخدمون لتويتر داعمون للحكومة تهدف للتأثير على الرأي العام قبل إعلان مرتقب باتهامات ضد بن نايف بالفساد.

ولفت أحد المصدرين، إلى أن مستخدمو تويتر "يعدون وثائق ضد بن نائف منذ مارس"، مضيفاً أن من يقفون خلف حملة تويتر يريدون "تشويه سمعته في الداخل".

ووفقاً للمصدر السعودي الثاني، يبدو جلياً أن الحملة تلقى دعما من الحكومة، إذ عملت شخصيات بارزة مقربة من ولي العهد محمد بن سلمان على إبراز تلك التغريدات.

وكان ينظر إلى بن نايف، قبل أن يتم الاطاحة به، على أنه المنافس الأهم على العرش، فقد كان يسيطر على قوات الأمن في البلاد وطور علاقات وثيقة مع أجهزة استخبارات غربية ولا يزال يحظى بشعبية بين المحافظين الذين قام ولي العهد بتهميشهم.

وقالت رويترز أن مركز التواصل الحكومي السعودي لم يرد على طلب للتعليق، كما لم تتمكن من الوصول إلى الأمير محمد بن نايف أو محاميه أو إلى الجبري للحصول على تعليق من أي منهم.

وكانت السلطات السعودية اعتقلت الأمير بن نايف في مارس الفائت، ويجري احتجازه مع عضوين بارزين آخرين من العائلة المالكة في مكان لم يتم الإفصاح عنه، في حين يعيش ضابط الاستخبارات سعد الجبري في كندا، وعندما لم تستطع السلطات الوصول إليه أو إعادته إلى البلاد قامت بالقبض على اثنين من أبنائه في شهر مارس.

وكتب خالد نجل الجبري في رسالة هاتفية لرويترز قائلا إن حملة تويتر، هي" انحراف عن مسار القصة الحقيقية، المتمثلة في أخذ أخيه وأخته رهائن، إلى جانب الاضطهاد غير القانوني والادعاءات الكاذبة".

وفي يونيو الفائت، قالت مصادر سعودية مطلعة لرويترز، إن الأمير محمد بن سلمان يسعى لتوجيه اتهامات إلى بن نايف تتعلق بمزاعم فساد خلال فترة توليه منصب وزير الداخلية وكان يرغب في الحصول على وثائق كان بوسع الجبري الوصول إليها، ولم ترد السلطات السعودية آنذاك على طلبات من رويترز للتعليق.

والتحركات ضد الأمير محمد بن نايف هي الأحدث ضمن سلسلة من الإجراءات التي يُنظر إليها على أنها تستهدف ترسيخ قوة بن سلمان داخل أسرة آل سعود الحاكمة، والتخلص من أي تهديدات محتملة لسلطته قبل أن ينتهي به المطاف بخلافة الملك عند وفاته أو تنازله عن العرش.

وبحسب تقرير "رويترز"، أوردت عدة صحف سعودية لها ثقلها في المملكة، الأحد، تقريرا نشرته صحيفة (وول ستريت جورنال) يوم الجمعة، ونقل عن مسؤولين سعوديين ووثائق حكومية القول إن الجبري كان يقود شبكة من المسؤولين ممن أهدروا 11 مليار دولار أمريكي من أموال الحكومة من صندوق تابع لوزارة الداخلية خلال فترة تولي بن نايف المنصب هناك.

ونفى خالد نجل الجبري بشدة تقرير (وول ستريت جورنال)، وكتب في رسالة هاتفية أن والده لم تكن له أي سيطرة على الصندوق، وأن بن نايف كانت له "لوحده حرية التصرف" فيه "بتفويض واضح ومطلق من الملك عبد الله"، لكن لم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل لمعرفة من كان يسيطر على الصندوق.

ولفتت الوكالة إلى أنه وخلال نهاية الأسبوع، استخدمت آلاف الحسابات على تويتر وسمي "الهارب سعد الجبري" و"فساد سعد الجبري".

واتهم حساب الردع السعودي وهو أحد الحسابات البارزة الذي عادة ما ينشر تغريدات بمحتوى مؤيد للحكومة وله أكثر من 1.2 مليون متابع على تويتر، محمد بن نايف بالسماح لـ"شبكة الفساد التي يديرها الجبري للعمل بالطرق المشبوهة".

ويرى دبلوماسي مطلع إن تغريدات تويتر مهدت الطريق أمام السلطات السعودية لتوجيه اتهام إلى بن نايف بالتورط في الفساد المنسوب إلى الجبري.

ووفق مصدر رويترز السعودي، يعمل مساعدو بن سلمان على تسريع وتيرة الحملة ضد بن نايف والجبري قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر المقبل، في حال خسارة الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، الذي أعلن صراحة عن تأييده لابن سلمان.

وتشير الوكالة إلى أن مرشح الديمقراطيين ومنافس ترامب المحتمل في سباق الرئاسة، جو بايدن كان قد اتخذ موقفا أكثر صرامة من بن سلمان، ووعد بأن يجعله يدفع ثمن قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي عام 2018، كما تعهد بإنهاء مبيعات الأسلحة إلى المملكة.

ولفت تقرير رويترز إلى أن تويتر كان أداة مفضلة لسعود القحطاني، المساعد البارز لبن سلمان، الذي أدار المركز الإعلامي للبلاط الملكي وشكل جيشا إلكترونيا كان مكلفا بحماية صورة المملكة ومهاجمة أعدائها على الإنترنت.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet