قالت مصادر رسمية إن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي رعى اليوم الجمعة بمدينة عدن، التوقيع مع شركة أمريكية متخصصة على مذكرة تفاهم لإنشاء محطة كهرباء عدن الجديدة، بقدرة 264 ميجا وكهرباء حضرموت الساحل بقدرة 100 ميجا قابلتين للتوسعة.
وجرى التوقيع بين شركة بترومسيلة عن جانب اليمن عبر مديرها التنفيذي المهندس محمد أحمد بن سميط وبين المدير العام التجاري لأنظمة الطاقة والغاز في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بشركة جنرال الكتريك جاجان كاكار الأمريكية عن الشركة.
ولم يكشف أياً من الطرفين عن تكلفة إنشاء المحطتين أو موعد البدء في المشروع وفترة الانتهاء منه.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الحكومية في نسخة الرياض وعدن عن الرئيس هادي، قوله إن شركة جنرال الكتريك ستتولى إنشاء مشاريع محطات كهربائية مماثلة في تعز والحديدة وصنعاء ومأرب وشبوة والمهرة وباقي المحافظات لتحقيق الاكتفاء وتقليل الإنفاق من خلال التشغيل بواسطة الغاز والوقود الثقيل.. مشدداً على أهمية سرعة تنفيذ المشروع واستكماله لمواكبة الصيف القادم.
وأضاف هادي: "كانت الحلول الترقيعية عبر الطاقة المشتراة باهظة ومكلفة على موارد الدولة المحدودة، وتتكرر معها المعاناة بصورة دائمة، الأمر الذي جعلنا نفكر بحلول إستراتيجية لمصلحة اليمن كاملاً، حيث كانت البداية عبر تحقيق الاكتفاء لكهرباء حضرموت الوادي والصحراء وعبر نفس الشركة جنرال الكتريك وبواسطة شركة بترومسيلة اليمنية، واليوم نوقع مذكرة تفاهم لكهرباء عدن الجديدة بقدرة 264 ميجا وكهرباء حضرموت الساحل بقدرة 100 ميجا".
يأتي التوقيع فيما يسود الشارع في مدينة عدن جنوبي اليمن حالة من الغليان والغضب بسبب تردي الخدمات العامة في المدينة التي تتخذها الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً عاصمة مؤقتة للبلاد، رغم تواجد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في المدينة منذ شهر كامل.
ويعاني سكان عدن بعد قرابة ثلاث سنوات على طرد "الحوثيين" منها، من تردي الخدمات العامة خصوصاً الكهرباء بالتزامن مع موجة حر شديدة دائماً ما تعيشها المدينة الساحلية في فصل الصيف وهي المدينة التي دخلت الكهرباء إليها كأول مدينة في منطقة الجزيرة والخليج العربي بنهاية القرن التاسع عشر عندما كانت مستعمرة بريطانية.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية بنخستها في الرياض وعدن أن الرئيس هادي كلّف القائم بأعمال محافظ عدن أحمد سالمين بالمتابعة المباشرة والميدانية لتفاصيل التجهيزات لخطوط نقل الطاقة مع مؤسسة الكهرباء بعدن وتذليل الصعوبات مع الجهات ذات العلاقة.
من جانبهما أكد المدير التجاري لشركة جنرال الكتريك جاجان كاكار والمدير العام التنفيذي لشركة بترومسيلة المهندس الالتزام بالإيفاء بمتطلبات المشروع وفترته الزمنية.. مشيرين إلى أن الفريق الفني سيشرع ببدء المسح والعمل لتجهيز الموقع والبني التحتية ووصول المحطة، وعمل احتياطات التوسعة المستقبلية في منطقة الحسوة.
ويفترض أن تغذي عدن، حالياً، ثلاث محطات رئيسية أبرزها، محطة الحسوة "كهرو حرارية" وتأسست في خمسينيات القرن الماضي وصممت على وقود المازوت وتعمل على إشعال الغلايات لتحويل المياه إلى بخار ويقوم بتدوير التوربين (المولد) لتوليد الطاقة الكهربائية وفي حال انخفاض كمية المازوت بالخزانات يتم تخفيض عملية الإحراق ما يؤدي لخفض الأحمال على التوربينات، وذلك بالإضافة إلى محطتي المنصورة وخور مكسر ، فضلاً عن محطات القطاع الخاص "الطاقة المشتراة".
لكن قلة الوقود وعجز السلطات الحكومية والمحلية على توفيرها بالشكل المطلوب في محطتي خور مكسر والمنصورة، يتسبب في تزايد ساعات الانقطاعات الكهربائية في عدن، فضلاً عن حدوث طارئ يخرج أي محطة عن العمل، بينما أصبح ما ينتج حاليا من المحطات الثلاث أقل من 130 ميجاوات يومياً أي ما يقارب 35 بالمائة فقط من الطاقة الإجمالية المطلوبة لعدن والتي تقدر بـ370 ميجاوات.