تقرير -عبدالملك الجرموزي (ديبريفر) - تخوض المملكة العربية السعودية معركة إعلامية واستخباراتية معلنة من أجل استعادة ضابط الاستخبارات السعودي، سعد الجبري، المتواجد منذ نحو ثلاثة أعوام في كندا، لكنها اصطدمت بجدار ممانعة كندية، وحملة إعلامية كبيرة، تبنتها كبريات وسائل الإعلام العالمية كـالـ"نيويورك تايمز"، وقناة "الجزيرة" القطرية، وهذه الأخيرة يبدو أنها أقضت مضجع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وجعلته يستعين بكل أوراقه، وآخرها "الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً" في شن حملة مضادة ضدها وضد دولة قطر.
استعانت ولي العهد السعودي بالحكومة اليمنية في مواجهة قطر، تثبت أنه بات "عدم الحيلة" تماماً كالحكومة الشرعية اليمنية العاجزة من العودة إلى عاصمتها المؤقتة عدن، وتمارس مهامها "الصورية" من داخل مقر إقامتها في الرياض.
ومساء الجمعة، قال وزير الحكومة اليمنية، معمر الإرياني، على حسابه في "تويتر"، إن السياسة التي تنتهجها قطر في الأزمة اليمنية باتت تتناغم وأجندة الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانياً، وتضر بالقضية الوطنية ومصالح الشعب الذي عاني الويلات ولا يزال.
واتهم الإرياني دولة قطر بإنشاء فضائيات ومواقع الكترونية دأبت على الإساءة للحكومة اليمنية وتفكيك الجبهة الوطنية وشغل الرأي العام بأزمات جانبية وقضايا ثانوية، ولم تختلف في مضمون خطابها السياسي والإعلامي عن قناة المسيرة التي تبث بإشراف وتمويل خبراء حزب الله وإيران، حد قوله.
وتحدث الإرياني عن "معركة استعادة الدولة واسقاط الانقلاب والدفاع عن الجمهورية والهوية والكرامة"، في حين يبسط المجلس الانتقالي الجنوبي الداعي للانفصال والمدعوم إماراتياً نفوذه وإدارته الذاتية على العاصمة المؤقتة عدن وأغلب المحافظات الجنوبية، وبمباركة القوات السعودية المتواجدة هناك خاصة في عدن وسقطرى، وقريباً في المهرة وحضرموت.
ودعا الإرياني حكومة قطر لـ"مراجعة مواقفها وسياساتها وعدم اتخاذ الملف اليمني مادة للمكايدة والابتزاز السياسي والتنكر لتضحيات الشعب اليمني والعزف على معاناته، وهو يتصدر معركة التصدي للمشروع التوسعي الإيراني وسياساته التخريبية التي تستهدف كامل دول المنطقة دون استثناء".
وختم الوزير اليمني تغريداته بالتأسف على موقف قطر البعيد عن الاصطفافات العربية حيال مختلف القضايا والتحديات التي تواجهها الأمة العربية، وفي مقدمتها الأزمة اليمنية، ومعتبراً أن قطر تقدم خدمة مجانية لإيران من "باب تصفية الحسابات والمكايدة السياسية".
هجوم وزير الاعلام اليمني على قطر، جاء بعد ثلاثة أيام فقط من هجوم مماثل شنه رئيس الحكومة معين عبدالملك من داخل العاصمة المصرية القاهرة، متهماً إياها بدعم جماعة الحوثيين، وهو الاتهام الذي وصفته الدوحة بالمضحك.
ودعت دولة قطر المسؤولين اليمنيين للنأي بأنفسهم بعيدا عن الصراعات البينية التي ربما يراد لهم الدخول فيها وتوظيف مأساة شعبهم لصالح صراعات لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
ويشتكي عديد من المسؤولين اليمنيين التدخلات الإماراتية في القرار السيادي اليمني، كما أنهم أشاروا صراحة إلى رضا السعودية التي تقود تحالفاً عربياً داعماً للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، عن "انقلاب الانتقالي" على اتفاق الرياض، وتمرده على الحكومة الشرعية.
ولم تكلف الحكومة الشرعية نفسها باتخاذ موقف صريح وواضح ازاء تلك التصرفات (السعودية، الاماراتية) التي طالت السيادة اليمنية في عديد مدن جنوب البلاد وآخر تلك الانتهاكات ما حدث في مدينة سقطرى من اعلان الانتقالي للإدارة الذاتية.
اللافت أن وسائل إعلام إماراتية تلقفت تصريحات رئيس الحكومة اليمنية ووزير الإعلام ضد قطر باحتفاء، رغم أن الحكومة اليمنية لم تشتكي قطر رسمياً كما فعلت مع الإمارات في 30 أغسطس العام الفائت.
وكانت الحكومة اليمنية قد دانت ما وصفته بالعدوان الإماراتي الصريح الرامي إلى منع الشرعية من بسط سيادتها على أرضها.
وقالت الحكومة في بيان سابق إن "استمرار الإمارات في تزويد ما يسمى المجلس الانتقالي بالأسلحة الثقيلة يعد إصرارا على تقويض الشرعية".
وطالبت الحكومة اليمنية في بيان، بعد نحو 24 ساعة على غارات الإمارات على مواقع القوات الحكومية في عدن وزنجبار أبين، مجلس الأمن الدولي بعقد جلسة خاصة لمناقشة ما وصفتها بالاعتداءات والتدخلات الإماراتية في اليمن، وحملت الإمارات كامل المسؤولية عن "التمرد المسلح في جنوب البلاد".