تقرير (ديبريفر) - تركت جماعة أنصار الله (الحوثيين) الحديث عن ملفات هي دائماً من أولوياتها كالمطالبة بوقف الحصار الذي يفرضه التحالف على مناطق سيطرتها، وناقلة النفط العملاقة "صافر" المثيرة للجدل، ومنع التحالف لدخول سفن المشتقات النفطية إلى مناطق الجماعة التي خصصت حضورها الإعلامي منذ الساعات الأولى من مساء الخميس، لمهاجمة الإمارات التي قررت إخراج تطبيعها مع إسرائيل إلى العلن وبشكل رسمي.
وفي خطوة كانت متوقعة منذ عدة أشهر، توصلت إسرائيل ودولة الإمارات إلى اتفاق سلام، اليوم الخميس، سيؤدي إلى تطبيع كامل للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين في اتفاق لعب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دور الوساطة فيه.
وقال عضو المجلس السياسي التابع للحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء، محمد علي الحوثي، على حسابه في "تويتر"، الخميس، إن الدول العربية والإسلامية مطالبة بإنهاء التبادل التجاري مع الإمارات بسبب اتفاق السلام الذي أبرمته مع إسرائيل.
واعتبر الحوثي اتفاق الإمارات مع إسرائيل "خيانة للقضية الفلسطينية ولشهدائها وللعروبة وتأكيداً على أن الحروب التي تشارك فيها الإمارات أتت تنفيذاً للسياسات الأمريكية".
لم يقتصر هجوم الحوثيين على الإمارات على محمد الحوثي وحده، فقد خرجت قيادات كبيرة لتندد وتستنكر باتفاق السلام الإماراتي الإسرائيلي.
وقال ناطق الجماعة ورئيس وفدها المفاوض، محمد عبدالسلام، إن" قضايا الأمة تباع اليوم على رصيف الانتخابات الأمريكية"، وفقاً لقناة "المسيرة" التابعة لجماعته.
واعتبر عبدالسلام إن "إقامة علاقة مباشرة بين الامارات وإسرائيل" بـ"الدعاية الأمريكية".
عبدالسلام أكد إن إسرائيل لن تتوقف عن الاستيطان، مشيراً إلى أن " الادعاء" الإماراتي بوقفه "ساذج" الهدف منه "تبرير موقفها"، لافتاً إلى أن "إسرائيل لم تتوقف عن الاستيطان رغم صدور أكثر من 60 قرار من مجلس الأمن".
واتهم عبدالسلام، السعودية والإمارات بأنهما "حلقة في سلسلة المشروع الصهيوني في المنطقة المتمثل بصفقة القرن".
وفي وقت سابق اليوم، نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولين بارزين بالبيت الأبيض، إنه بموجب الاتفاق، وافقت إسرائيل على تعليق بسط سيادتها على مناطق من الضفة الغربية كانت تدرس ضمها.
وأضاف المسؤولون أن الاتفاق جاء نتاج مناقشات مطولة بين إسرائيل والإمارات والولايات المتحدة جرى تسريع وتيرتها في الفترة الأخيرة.
وبحسب "رويترز"، أُبرم الاتفاق بشكل نهائي خلال اتصال هاتفي اليوم الخميس بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد.
وكتب ترامب في تغريدة:"انفراجة ضخمة اليوم.. اتفاق تاريخي للسلام بين دولتين صديقتين عظيمتين لنا هما إسرائيل والإمارات".
وقال ترامب، إن المناقشات بين نتنياهو ومحمد بن زايد "اتسمت في بعض الأحيان بالتوتر"، مشيرا إلى أن اتفاقات مماثلة قيد النقاش مع دول أخرى في المنطقة.
ولفت ترامب إلى أن مراسم توقيع للاتفاق بحضور وفدين من إسرائيل ومن الإمارات ستعقد في البيت الأبيض في الأسابيع المقبلة.
وأضاف "قال الجميع إن هذا الأمر سيكون مستحيلا.. بعد 49 عاما ستقوم إسرائيل والإمارات بتطبيع علاقاتهما الدبلوماسية بالكامل، ستتبادلان السفراء والبعثات الدبلوماسية.. ستبدآن تعاونا في شتى المجالات".
وقال مسؤولون أمريكيون إن الاتفاق، الذي سيعرف باتفاق أبراهام، بأنه الأول من نوعه منذ وقعت إسرائيل والأردن معاهدة سلام عام 1994. ومن شأن الخطوة أن تمنح ترامب إنجازا في السياسة الخارجية في وقت يسعى فيه لإعادة انتخابه رئيسا في تصويت يجرى في الثالث من نوفمبر المقبل، وفقاً لرويترز.
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي، في أول تعليق له على الاتفاق، الاتفاق مع الإماراتي بالـ" اليوم التاريخي لدولة إسرائيل".
واعتبر ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد على حسابه في "تويتر" إن الاتفاق الذي تم التوصل له، سيوقف أي ضم إضافي من إسرائيل لأراضٍ فلسطينية.