صافر.. كارثة بيئية واقتصادية تتجاوز حدود اليمن

ديبريفر
2020-08-16 | منذ 3 سنة

تقرير (ديبريفر) - تتزايد يوماً بعد أخر حدة المخاوف من إحتمالية وقوع كارثة بيئية واسعة النطاق، مع إستمرار الاتهامات العربية والدولية لجماعة الحوثيين (أنصار الله) بمنع الفرق الفنية والخبراء  المتخصصون من الوصول الى خزان النفط العائم "صافر" .

وتوقفت ناقلة النفط الراسية والتي تعد محطة تصدير صغيرة لنفط مأرب على بعد عدة كيلومترات خارج ميناء رأس عيسى على البحر الأحمر غربي اليمن، في مارس 2015 وعلى متنها ما يقارب 1.1 مليون برميل، دون إجراء أية أعمال صيانة لها منذ ذلك الوقت، مايجعلها عرضة لخطر الإنفجار.

ووصف خبراء متخصصون سفينة النفط المتهالكة "صافر" بأنها قنبلة موقوتة بسبب تراكم خطير للغازات المتطايرة المنبعثة من النفط الذي تحمله السفينة، ماقد يؤدي لإنفجارها والتسبب بكارثة بيئية ربما تفوق أي تسرب نفطي سابق.

وقال عبدالرحمن السامعي الخبير اليمني المتخصص في الشئون البيئية في تصريح خاص لـ "ديبريفر" أن مثل هذه الكارثة المدمرة ستقضي لامحالة على جميع الشعب المرجانية الموجودة في البحر الأحمر، وستمتد آثارها عبر شواطئ اليمن الى السعودية وارتيريا ومصر.

فيما يعتقد مراقبون بأن حدوث هذا التسرب الذي سيصبح واحد من أكبر التسربات النفطية في التاريخ، سيؤدي أيضاً إلى إبطاء حركة الملاحة البحرية في أحد أكثر الممرات المائية ازدحاماً في العالم.

وبالرغم من التحذيرات المتكررة التي تطلقها الحكومة الشرعية في اليمن،وتعالي أصوات الأمم المتحدة والدول الغربية الكبرى الضاغطة، الا أن الحوثيون ما زالوا يرفضون السماح لفريق التقييم التابع للأمم المتحدة والخبراء المتخصصين من الوصول للسفينة.

وبحسب مصادر خاصة ل"ديبريفر" ، تطالب جماعة (أنصار الله) الحوثيين بالحصول على مايقارب 100 مليون دولار مقابل إعطاء التصاريح اللازمة لوصول الفرق المتخصصة لإنقاذ خزان النفط العائم ومنع وقوع الكارثة.

وأوضحت المصادر أن الحوثيون يحاولون الحصول على ضمانات تعطيهم الحق في التصرف بعائدات النفط الذي تحمله السفينة المتهالكة والمقدر بأكثر من مليون برميل، مايجعلهم بمواجهة المجتمع الدولي الذي يخشى بأن تطال أثار الكارثة الإقتصاد العالمي بشكل عام.

ويدور في اليمن منذ أكثر من خمس سنوات، صراع دموي على السلطة بين الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي ما تزال تسيطر منذ أواخر العام 2014 على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية والحضرية.

وتعتبر جماعة الحوثي في تصريحات على لسان مسئوليها مخاوف المجتمع الدولي بشأن إمكانية حدوث الكارثة التي لن تتوقف نتائجها على حدود اليمن، بأنها تدخل في الشأن الداخلي وانتهاك للسيادة اليمنية حسب زعمهم، لكنهم في المقابل لايكشفون عن خططهم لمنع حدوثها.

وعلاوة على الكارثة المحتملة لسفينة صافر ، تعيش اليمن منذ سنوات في دوامة من كوارث لاتتوقف بدءاً من حرب مستمرة منذ 6 أعوام مروراً بإقتصاد منهار، ومجموعة من الأوبئة المتفشية والفيضانات التي لم يسبق أن عرفتها اليمن على مد قرن من الزمان.

ويسيطر الحوثيون على مدينة الحديدة وموانئها منذ أواخر العام 2014، فيما تحتشد قوات يمنية مشتركة موالية للحكومة "الشرعية" والتحالف العربي، في أطراف المدينة منذ مطلع نوفمبر 2018 بغية انتزاع السيطرة عليها من قبضة الحوثيين.

واتفق طرفا الصراع خلال مشاورات للسلام في السويد جرت في ديسمبر 2018 برعاية الأمم المتحدة، على وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة المطلة على البحر الأحمر وإعادة انتشار قواتهما من ميناء ومدينة الحديدة ومينائي الصليف ورأس عيسى، إلى مواقع متفق عليها خارج المدينة والموانئ الثلاثة، لكن الطرفين يتبادلان الاتهامات بخرق الاتفاق.

ومع بقاء فتيل المعارك مشتعلا في محيط المدينة تتزايد مخاطر التسرب النفطي الذي ان حدث، فستقع اليمن والدول المرتبطة بالشريط الساحلي للبحر الأحمر في كارثة بيئية ربما تكون الأكثر سوءا عبر التاريخ.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet