صنعاء (ديبريفر) - اعتبرت جماعة الحوثيين (أنصار الله) يوم الخميس، انسحاب منظمات الأمم المتحدة من دعم القطاع الصحي، حرباً جديدة ضد اليمنيين .
وقال علي جحاف، وكيل وزارة الصحة العامة والسكان لقطاع الطب في حكومة الإنقاذ التابعة للحوثيين، "إن الأمم المتحدة تتحدث عن أكبر أزمة إنسانية، ثم توقف دعم الخدمات الطبية للقطاع الصحي"، وفقاً لقناة "المسيرة".
فيما قال رئيس هيئة مستشفى الثورة العام في صنعاء عبد اللطيف أبو طالب، إن القرار الأممي "يدفع نحو كارثة حقيقية"، مضيفاً "أنهم (الأمم المتحدة) يريدون تسديد ضربة مؤلمة في ظل حصار مشدد، ومنع دخول المستلزمات الطبية وانعدام المشتقات النفطية".
من جانبه قال رئيس هيئة مستشفى الثورة بمحافظة إب عبد الغني غابشة، إن انسحاب المنظمات الدولية من دعم القطاع الصحي "حرب جديدة يراد منها تركيع الشعب اليمني".
وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن (أوتشا) ذكر في تقرير يوم الثلاثاء، أنهم "باتوا عاجزين عن دفع البدلات للأعمال الصحية، وتغطية التكاليف التشغيلية الأساسية للمرافق الصحية باليمن"، بسبب نقص التمويل.
ويوم الثلاثاء قال وزير الصحة العامة في حكومة الإنقاذ التابعة للحوثيين الدكتور طه المتوكل، إن قرار منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى الانسحاب من تقديم الدعم للقطاع الصحي في اليمن، قرار سياسي بدرجة رئيسة.
وفي 19 أغسطس الماضي قالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن ليز غراندي إن 12 برنامجاً من برامج الأمم المتحدة الـ 38 العاملة في اليمن تم إغلاقها بالفعل، فيما سيواجه 20 برنامجاً أخراً المزيد من عمليات التقليص والإغلاق أيضاً خلال شهر سبتمبر إن لم يتم تلافي الأمر والتسريع بعملية تدفق التمويلات اللازمة لاستمرارها.
وأكدت غراندي في بيان حينها، أنه تم إيقاف صرف مخصصات نحو عشرة آلاف عامل في المجال الصحي ممن يعملون في الخطوط الأمامية.
وأفادت بأن إمدادات الأدوية والمستلزمات الضرورية ستتوقف عن 189 مستشفى و2,500 عيادة رعاية صحية أولية وهذا الرقم يمثل نصف العدد الإجمالي الفعلي للمنشآت الطبية في البلد بشكل عام.. بالإضافة إلى احتمال إغلاق 70 في المائة على الأقل من المدارس أو أنها لن تتمكن من العمل بشكل محدود جدا عندما يبدأ العام الدراسي.
وحذرت المسؤولة الأممية من أن ملايين اليمنيين سوف يعانون وقد يموتون لأن المنظمات لا تملك التمويل الذي تحتاجه للاستمرار.
ويعيش اليمن في أتون حرب طاحنة منذ قرابة ست سنوات بين جماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران وقوات الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً مسنودة بتحالف عربي تقوده السعودية.
وتسببت الحرب في مقتل ما لايقل عن 100 ألف مدني بحسب تقارير أممية، أغلبهم سقطوا نتيجة ضربات جوية خاطئة لمقاتلات التحالف العربي.
كما دخل اليمن في كارثة إنسانية تعتبرها الأمم المتحدة بأنها "الأسوأ" في العالم، مادفع بملايين اليمنيين إلى حافة المجاعة وبات مايقارب ثلثي السكان بحاجة إلى مساعدات غذائية ودوائية منقذة للأرواح بحسب التقارير الإنسانية.