تقرير (ديبريفر) - قدرت دراسة أجرها مشروع تكاليف الحرب التابع لجامعة براون الأمريكية، أن النزاعات التي شارك فيها الجيش الأمريكي تسببت في نزوح ما لا يقل عن 37 مليون شخص منذ بدء الحرب على الإرهاب قبل قرابة عقدين من الزمان، بينهم 4 ملايين يمني.
ووفقاً لصحيفة الغارديان البريطانية، قدرت دراسة أخرى أجراها مشروع تكاليف الحرب أن أكثر من 800 ألف شخص لقوا حتفهم في النزاعات التي شاركت فيها الولايات المتحدة بسبب العنف المباشر المرافق للحروب، علاوة على 335 ألف مدني على الأقل، كما أن ضلوع الولايات المتحدة في تلك الصراعات كلف خزينتها ما يقدر بنحو 6.4 تريليونات دولار.
وقالت الدراسة إن "غزو العراق وما تلاه من عقود غير مستقرة هناك، اقتلع 9 ملايين و200 ألف شخص على الأقل من ديارهم حتى الآن"، وقد اعتبرت صحيفة الغارديان ذلك أعلى تكلفة نجمت عن ثماني عمليات عسكرية خاضتها الولايات المتحدة في العراق".
وبحسب "الغارديان"، ركزت الدراسة على الحروب التي ابتدأتها الولايات المتحدة في "العراق أو أفغانستان"، خاصة بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 على مدينتي نيويورك والعاصمة واشنطن، أو ساهمت بتأجيجها في "ليبيا وسوريا"، أو شاركت في خوضها بطائرات مسيرة وعبر إرسال مستشارين إلى ساحات القتال وبيع أسلحة ووسائل أخرى كما فعلت في" اليمن والصومال والفلبين".
وقدّر مشروع تكاليف الحرب بجامعة براون الأميركية، استنادا على بيانات من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ومركز رصد النزوح الداخلي في جنيف بسويسرا وجهات أخرى، عدد النازحين في سوريا بنحو 7 ملايين و100 ألف، وفي أفغانستان 5 ملايين و300 ألف، وفي اليمن 4 ملايين و400 ألف، وأما في الصومال فقدر بـ 4 ملايين و200 ألف، وفي باكستان 3 ملايين و700 ألف، وفي الفلبين مليون و700 ألف، وأخيرا في ليبيا مليون و200 ألف.
نتائج الدراسة خلصت إلى أن الولايات المتحدة ليست وحدها المسؤولة عن النزوح الكبير لسكان تلك الدول، بل إن العلة في ذلك تكمن دوماً في كثرة المقاتلين والأطراف الفاعلة الأخرى، فضلاً عن قرون من الصراعات التاريخية، وعوامل سياسية واقتصادية واجتماعية واسعة النطاق.
وقالت الصحيفة إن بعض الباحثين والمحللين انتقدوا نتائج الدراسة، لأنها لم تشر إلى أسباب أخرى للنزوح بمعزل عن التدخل الأميركي، وكمثال على ذلك ما يحدث في الصومال حيث توضح الدراسة أن "النزوح شكل نمط الحياة هناك لعقود".
وترى "الغارديان" أنه من الصعب أن تتمكن المنظمات الدولية من إجراء حصر دقيق لأعداد النازحين نظراً لما يكتنف عملها من مخاطر على موظفيها، إلى جانب محاولات الحكومات وأصحاب المصالح الخاصة للتأثير على الإحصائيات لمآرب تخصهم.
وذكرت الدراسة أن نحو 25 مليونا و300 ألف شخص عادوا من النزوح، لكنها أكدت أن تلك "العودة لم تمحُ آثار صدمة النزوح، أو لا تعني أن من نزحوا قد عادوا إلى ديارهم الأصلية أو إلى حياة آمنة".