الرياض (ديبريفر) - جددت حكومة تصريف الأعمال اليمنية المعترف بها دولياً، مساء الإثنين، اتهامها لجماعة الحوثيين باستغلال اللاجئين والمهاجرين الأفارقة في أعمال قتالية.
وقال وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، على حسابه في "تويتر" إن تجنيد الحوثيين للمهاجرين الأفارقة يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي.
ودعا الإرياني "المنظمات الدولية المعنية باللاجئين ومنظمة الهجرة الدولية لإدانة عمليات تجنيد الحوثيين للمهاجرين غير الشرعيين، والحيلولة دون استخدامهم وقوداً للسياسات الإيرانية التخريبية في اليمن والمنطقة".
وأشار إلى أن "وتيرة تجنيد الحوثيين للمزيد من المهاجرين واللاجئين الأفارقة تزداد بصورة غير شرعية"، مؤكداً أن الحوثيين يقودون أولئك المهاجرين إلى محارق الموت للقتال والقيام بمهام لوجستية خلف خطوط النار.
وأرجع الإرياني تجنيد الحوثيين للمهاجرين إلى" ارتفاع فاتورة خسائر الجماعة البشرية جراء مغامراتها العسكرية ومعاركها الخاسرة في جبهات مأرب والجوف والبيضاء".
قيادي بارز في جماعة الحوثيين سخر من الاتهامات الحكومية لجماعته بتجنيد المهاجرين غير الشرعيين، قائلا لوكالة "ديبريفر": "إن المقاتلين في جماعته من أصحاب البشرة السوداء، هم من أبناء محافظتي الحديدة وحجة شمالي غربي اليمن".
وفي وقت سابق، أبدت جماعة الحوثي اهتماماً باليمنيين من طبقة المهمشين، وأطلقت عليهم تسمية "أحفاد بلال" في إشارة إلى الصاحبي بلال بن رباح الحبشي الأصل (إثيوبي)، وجندت المئات منهم للقتال في صفوفها منذ بداية الحرب عام 2015.
كانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" اتهمت الحوثيين في منتصف أغسطس الماضي، بطرد آلاف المهاجرين الإثيوبيين قسراً من شمال اليمن في أبريل 2020 متذرعة بفيروس كورونا، ما أدى إلى مقتل العشرات وإجبارهم على النزوح إلى الحدود السعودية، حيث اطلق حرس الحدود السعودي النار على الفارين منهم ما أسفر عن مقتل العشرات.
وقالت المنظمة الدولية في بيان، إن مقاتلين حوثيين بزي "عسكري أخضر" اعتقلوا بقسوة بالغة آلاف الإثيوبيين في "الغار"، وهي قرية يقطن فيها بشكل غير رسمي المهاجرون في محافظة صعدة شمالي اليمن، بحسب عدد من المهاجرين.
وأضافت أن قوات الحوثيين، التي شوهدت بشكل منتظم وهي تقوم بدوريات في المنطقة، أجبرت المهاجرين على ركوب شاحنات صغيرة واقتادتهم إلى الحدود السعودية، واستخدمت الأسلحة الصغيرة والخفيفة لإطلاق النار على أي شخص حاول الفرار.
وطالبت المنظمة الحوثيين بالتحقيق مع القادة المسؤولين عن عمليات الإخلاء في "الغار" ومحاسبتهم، عن قتل وجرح المهاجرين والطرد القسري لآخرين عند الحدود السعودية اليمنية.
وعلى خلفية ذلك التقرير، هاجمت جماعة الحوثيين منظمة "هيومن رايتس ووتش" متهمة إياها بأنها مسيسة وغير مهنية.
وقالت الجماعة على لسان عضو مجلسها السياسي، محمد علي الحوثي، إن المنظمة الحقوقية الدولية طلبت منهم ليلة الـ11 من أغسطس رداً على استفسارات بشأن مهاجرين إثيوبيين، على أن يتم إرسال الرد خلال اسبوع، لكنهم تفاجأوا بنشر تقريرها بعد يوم واحد من رسالتها.
ويعبر آلاف العاملين الإثيوبيين المتجهين إلى السعودية اليمن كل شهر لكن القيود المفروضة لاحتواء تفشي فيروس كورونا المستجد في البلد الذي تمزقه الحرب، خفضت عدد الوافدين.
ووفقاً لتقديرات المنظمة الدولية للهجرة، بلغ عدد المهاجرين غير الشرعيين من القرن الإفريقي أكثر من 200 ألف شخص.
ويتخذ المهاجرون من القرن الإفريقي، اليمن، طريقا للعبور نحو دول الخليج وخصوصاً السعودية التي يدخلونها عن طريق التهريب بهدف العمل، وفقاً للأمم المتحدة.