نيويورك (ديبريفر) - كشفت الصحافة الغربية الغطاء للمرة الأولى عن كواليس جديدة في التهيئة للوصول إلى إتفاق السلام الذي وقعته الإمارات وإسرائيل الشهر الماضي، لتصبح بذلك أول دولة خليجية تطبع مع الكيان الصهيوني، والثالثة عربيا بعد مصر والأردن.
وقالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن حادثة سقوط إحدى المروحيات الإماراتية وعلى متنها جنودا إماراتيين من ضمنهم أحد أفراد الأسرة الحاكمة، أثناء مهمة تعقب لعناصر من تنظيم القاعدة في اليمن، لعبت بطريقة ما دورا كبيرا في الوصول لهذا الإتفاق الذي رعته واشنطن.
وذكرت الصحيفة أنه في 11 أغسطس 2017، تحطمت طائرة هليكوبتر إماراتية مليئة بالجنود المشاركين في هجوم على عناصر تنظيم القاعدة بمحافظة شبوة اليمنية ، ما أسفر عن مقتل ٣ جنود وإصابة ٧ بجروح خطيرة، منهم شاب في الأسرة الحاكمة في أبوظبي، هو زايد بن حمدان آل نهيان، 27 عاما.
وبحسب مسؤولين عسكريين أميركيين، نفذت أميركا مهمة عاجلة لإنقاذ الجنود، بما فيهم عضو الأسرة الحاكمة.
وطبقا للصحيفة، حملت طائرتان أمريكيتان من طراز Ospreys فريقًا طبيًا من قوات العمليات الخاصة إلى موقع تحطم المروحية في اليمن.
وقال النقيب بيل أوربان، المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية، إن الفريق الطبي الأمريكي نقل الجنود السبعة المصابين إلى السفينة يو إس إس باتان، وهي سفينة هجومية برمائية تابعة للبحرية الأمريكية في خليج عدن.
وأضاف أوربان أن الفرق الطبية على متن السفينة عملت بشكل مكثف لمدة 48 ساعة، بينما اصطفت القوات الأميركية على متن السفينة للتبرع بالدم للجنود الإماراتيين.
واستخدم الفريق الطبي 54 وحدة من 66 وحدة دم متوافرة، ما يجعلها أكبر بنك دم متنقل تستخدمه البحرية الأميركية منذ الحرب العالمية الثانية، ثم نقلت الجنود إلى مستشفى إلى لاندشتول بألمانيا، التابعة للجيش الأميركي.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بطريقة لم تكن متوقعة في ذلك الوقت، ساعدت المهمة العسكرية غير العادية في تمهيد الطريق بعد ٣ سنوات لإسرائيل والإمارات، لتوقيع اتفاق سلام يعيد تشكيل الشرق الأوسط، حيث كان الميجور جنرال ميغيل كوريا، المستشار الخاص للبيت الأبيض، هو المسؤول عن تنفيذ عملية الإنقاذ للجنود الإماراتيين.
وبحسب الصحيفة، قام الجنرال كوريا، الذي كان ملحقًا عسكريًا في سفارة الولايات المتحدة في أبوظبي، بتنسيق المهمة ونجاحها، مما جعلته بطلا بين قادة الإمارات وخاصة ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد.
وأكدت الصحيفة أن المكانة التي حظي بها الجنرال كوريا في الإمارات، لعبت دورا كبيرا في عملية السلام، التي انتهت بتوقيع “اتفاق إبراهيم” في البيت الأبيض.
وأعترف مسؤولون من كلا البلدان بالدور البارز الذي لعبه الجنرال كوريا من وراء الكواليس.
وقال وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد، للرئيس ترامب قبل توقيع المعاهدة: “هذا الجنرال هو جزء من عائلتي.. لم يكن هذا ليحدث بدونه”.
ووقعت كلاً من الإمارات والبحرين معاهدتي سلام مع إسرائيل في 15 سبتمبر الماضي، في البيت الأبيض تحت رعاية الرئيس الأميركي ترامب، ما جعل هاتين الدولتين الخليجيتين أول طرف عربي يقدم على هذه الخطوة بعد الأردن في 1994 ومصر في 1979.
وينص الاتفاق على بدء علاقات سياسية ودبلوماسية واقتصادية بين البلدين، كما بدأت خلال الأيام الماضية أول رحلات جوية وبحرية بين البلدين.
وفي الآونة الأخيرة، كشفت تقارير إعلامية غربية عن نوايا إماراتية وإسرائيلية لإنشاء قاعدة عسكرية مشتركة في جزيرة سقطرى اليمنية.
ومن المتوقع أن تصبح هذه القاعدة مركزا لمراقبة خطوط الملاحة وأنشطة إيران في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، بالإضافة الى إستخدامها كمنطلق لملاحقة ومحاربة التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها تنظيم القاعدة في اليمن وجزيرة العرب.