اتفاقية الرياض.. عام من التعثر والفشل

ديبريفر
2020-10-24 | منذ 3 سنة

اثناء توقيع اتفاق الرياض

تقرير (ديبريفر) - مرت سنة كاملة منذ أعلنت المملكة العربية السعودية عن التوصل ل "إتفاق الرياض" بين الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا والمجلس الإنتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، في الخامس من نوفمبر عقب المواجهات العسكرية التي اندلعت بينهما، وانتهت بسيطرة الإنتقالي على العاصمة المؤقتة عدن.

إتفاق جاء بعد مفاوضات ماراثونية دعي إليها الطرفان في مدينة جدة السعودية، وأستمرت لأكثر من 70 يوماً، قبل الإعلان عن إتفاق شامل تضمن ترتيبات سياسية وإقتصادية وعسكرية وأمنية.

واشتملت الإتفاقية على نحو 20 نقطة مفصلة واجبة التنفيذ وفقا لآلية مزمنة تتفاوت مابين الأسبوع والثلاثة الأشهر من تاريخ توقيع الإتفاق، الذي قال رعاته السعوديين بأنه يهدف لتفعيل دور كافة سلطات ومؤسسات الدولة وإعادة تنظيم القوات العسكرية والأمنية تحت قيادة وزارتي الدفاع والداخلية.

لكن اللافت في الأمر، أن جميع تلك النقاط المعلن عنها في الإتفاقية ذهبت مع الريح، بإستثناء تكليف د/ معين عبدالملك بتشكيل الحكومة الجديدة، التي لم تر النور حتى اللحظة، بالإضافة إلى تعيين محافظ ومدير أمن جديدين للعاصمة المؤقتة ضمن ماعرف بالترتيبات السياسية، مع العلم أن الأخير لم يتسلم مهامه بشكل رسمي حتى اليوم.

في الوقت الذي تعثرت باقي النقاط الخاصة بالترتيبات السياسية، وتعطلت جميع بنود الترتيبات الأخرى الإقتصادية والعسكرية والأمنية، بصورة بدت غير مفاجئة لكثير من المراقبين السياسيين والعسكريين في اليمن، في ظل إصرار المجلس الإنتقالي وداعميهم الإماراتيين على التمسك بالمكاسب التي حققوها ميدانيا، وعجز مستمر وواضح للشرعية المعترف بها في تحريك المياه الراكدة.

على الرغم من الترحيب الدولي الكبير، إلا أن إتفاق الرياض أصطدم منذ الأشهر لتوقيعه بجملة من العراقيل والمطبات التي وضعت أمام تنفيذه، في ظل صمت الرعاة أحيانا، وتواطئهم في مرات أخرى.

ويرى مراقبون أن الغرض الحقيقي من رسم ملامح وسيناريو هذا الإتفاق ،هو إضعاف الشرعية اليمنية التي قال التحالف في صيف 2015 أنه جاء لنصرتها.

وأضافوا في أحاديث لوكالة "ديبريفر" أن إتفاق الرياض نجح فعليا في إضعاف مؤسسات الدولة وخلق كيانات موازية، جرى شرعنتها بمثل تلك الإتفاقيات في إطار محاولة دول التحالف تسوية الملعب السياسي لسيناريوهات قادمة، تضمن بقاء البلد في حالة من الفوضى والشتات والضعف.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet