تقرير (ديبريفر) - لا يمكن إنكار مشاركة الولايات المتحدة الأمريكية في حرب اليمن، ليس فقط ببيعها أسلحة للسعودية التي تقود تحالفاً عسكرياً في اليمن منذ نهاية مارس 2015، ولكن من خلال تنفيذها غارات جوية قتلت العديد من المدنيين اليمنيين.
ويوم الأربعاء الماضي، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تقريراً، للمختصة في الشؤون السياسية والأمن القومي، ميسي رايان، سلطت الضوء فيه على مشاركة أمريكا في الحرب على اليمن.
وقالت رايان، إن أمريكا نفذت ما لا يقل عن 190 عملًا مسلحًا معظمها غارات جوية منذ أن تولى ترامب الرئاسة في 2017م، ما أسفر عن قتل العديد من المدنيين في اليمن.
ورأت رايان إن "التحليل الذي أجرته منظمة أير وورز، التي تتخذ من بريطانيا مقراً لها والتي تستخدم الأخبار المحلية ووسائل التواصل الاجتماعي وتقارير المجتمع المدني لتأكيد مزاعم الضرر بالمدنيين، نظرة ثاقبة جديدة للحرب التي كانت محاطة بالسرية إلى حد كبير".
وذكرت المنظمة البريطانية في تقريرها أن "الهجمات الأمريكية، شملت غارات برية قليلة، مقارنة بالعام 2001 حيث كانت أمريكا أكثر نشاطًا في الضربات لقتال المتمردين".
وحثت المنظمة السلطات العسكرية الأمريكية على التحقيق في مزاعم وقوع وفيات غير مقاتلين والكشف عن مزيد من المعلومات حول الإجراءات التي تقوم بها ضد المسلحين في اليمن ، كما فعلت في الحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.
ولفتت ميسي رايان إلى أن القيادة المركزية الأمريكية التي تُشرف على العمليات العسكرية في الشرق الأوسط فشلت بشكل كبير في تحديد ومراجعة والاعتراف بالادعاءات المتعلقة بأضرار المدنيين نتيجة أفعالها في اليمن.
واستغربت من التقارير السنوية المنسوبة إلى الكونغرس بشأن التحقيقات في الخسائر المدنية لعامي 2018-2019، حيث قالت وزارة الدفاع الأمريكية إنه لم يتم الإبلاغ عن وقوع حوادث بين المدنيين في اليمن.
ويأتي تقرير المنظمة البريطانية في الوقت الذي تسعى فيه إدارة ترامب إلى إنهاء عمليات (مكافحة التمرد) في جميع أنحاء الشرق الأوسط وآسيا تماشيًا مع رغبة الرئيس في إعادة تركيز الموارد في الداخل والمحاور المخطط لها للبنتاغون في الصين.
ويشار إلى أن الإدارة الأمريكية تعمل على تقليص قواتها في أفغانستان والعراق، والإبقاء على أقل من 1000 جندي في سوريا.
وتحدثت الكاتبة في صحيفة "واشنطن بوست" عن أبعاد الحرب على اليمن، قائلة: "بينما تواصل أمريكا والإمارات استهداف القاعدة في شبه الجزيرة العربية، والفرع المحلي للدولة الإسلامية بشكل دوري، فقد استهلكت حرب غير متصلة معظم البلاد من 2015".
وتطرقت الـ" واشنطن بوست" إلى تقرير المنظمة البريطانية "أير وورز" الذي أكد أن الغالبية من الأعمال المسلحة التي حدثت في اليمن، كانت منذ تولى ترامب رئاسة الولايات المتحدة في 2017.
وبحسب المنظمة البريطانية، كانت أول عملية عسكرية في عهد ترامب، عبارة عن غارة مشؤومة وقعت بعد أيام من تنصيبه، وأسفرت تلك العملية التي شاركت فيها نخبة من القوات الأمريكية والإماراتية، عن مقتل جندي من البحرية الخاصة وعدد من القتلى المدنيين اليمنيين.
وتلك الغارة، هي الحدث الوحيد خلال إدارة ترامب الذي اعترفت فيه الحكومة الأمريكية باحتمال سقوط ضحايا من المدنيين، بينما قدر المسؤولون العسكريون أن عدد القتلى غير المقاتلين يصل إلى 12، فيما تعتقد "إيرو ورز" أن العدد يصل إلى 20 على الأقل.
وبالإضافة إلى الغارات الجوية، استشهدت المنظمة البريطانية، بغارتين في 2017، أسفرتا عن خسائر في صفوف المدنيين.
ووفقاً للقيادة المركزية، فإن الضربة العسكرية الأمريكية الأخيرة التي حدثت في اليمن كانت في يونيو 2019، لكن "أيرو وزر" تقول إن عدداً أقل من الضربات منذ ذلك الحين يبدو أن وكالة المخابرات المركزية نفذتها، أو كانت نتاج نشاط عسكري سري.
وتضيف:" ومن بينها عملية مكافحة الإرهاب في فبراير 2020، التي استهدفت قاسم الريمي، وأخرى استهدفت عبدالله المالكي، الذي يُعتقد أنه على صلة برجل أطلق النار على أفراد من الخدمة الأمريكية في قاعدة عسكرية في بينساكولا، فلوريدا".
ونوهت المنظمة البريطانية أنه ومنذ منتصف العام 2019، هيمنت الأعمال السرية على المشاركات الأمريكية في اليمن، مع تداعيات مقلقة على المساءلة عن الأضرار المدنية.