تقرير(ديبريفر) - يبدو أن المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، استطاع نصب فخ محكم للحكومة الشرعية, وكانت محافظة أبين جنوبي البلاد، مكاناً مناسباً ومثالياً لذلك "الفخ".
في أبين، تشتعل المعارك، فجاءة، مع كل بارقة أمل تلوح في أفق اليمن المثقل بالأزمات.. تشتعل المعارك لتوقف أي تقارب سياسي بين قوى لا تثق ببعضها، وتحتاج إلى معجزة كي تفعل ذلك.
وبدلاً من الوصول إلى توافق بخصوص الإعلان عن الحكومة الجديدة، ينشغل الفرقاء، والوسطاء بمحاولات وقف المعارك، ووقف الاتهامات المتبادلة بشكل مستمر.
ومساء الإثنين، اتهم المجلس الانتقالي، القوات التابعة للحكومة اليمنية الشرعية، بمهاجمات مواقع قواتها في محافظة أبين جنوبي البلاد.
وقال المتحدث الرسمي باسم المنطقة العسكرية الرابعة وجبهة محور أبين، التابعة للانتقالي، محمد النقيب، على حسابه في تويتر، إن خروقات القوات الحكومية تركزت مساء الإثنين، على قطاع الطرية والقطاع الساحلي في أبين.
مشيراً إلى أن القوات الحكومية قصفت مواقع الانتقالي بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
ويتعمد الانتقالي وصف قوات الحكومة الشرعية بـ"مليشيات الاخوان الإرهابية".
وكان النقيب، قال في وقت سابق من مساء الإثنين، إن قوات الشرعية، عادت لتنفيذ أعمال عدائية تجاه القطاع الأيسر في وادي سلا، لكن قوات الانتقالي كانت لها بالمرصاد.
لافتاً إلى أن قوات الانتقالي ردت بقوة وبضربات مركزة على مصادر نيران قوات الشرعية، مما أجبرها على التقهقر، والانكسار خاصة بعد تكبدها لخسائر كبيرة في العتاد والأفراد.
وفي ذات الشأن، نصب مسلحون تابعون للمجلس الانتقالي الجنوبي في ساعة متأخرة من مساء الأحد الماضي، كميناً مسلحاً استهدف عدد من العربات العسكرية التابعة للقوات الحكومية في مديرية المحفد بمحافظة أبين.
وذكرت مصادر محلية أن قوات الانتقالي، فتحت نيران أسلحتها الخفيفة والمتوسطة باتجاه موكب يرجح بأنه تعزيزات للقوات الحكومية، يتكون من عدة عربات وأطقم عسكرية أثناء مرورها في منطقة "ضيقة" غربي مديرية المحفد.
وأضافت المصادر أن القوة العسكرية استطاعت الإفلات من الكمين، حيث واصلت مرورها صوب الطريق الدولي الرابط بين محافظتي أبين وشبوة، ولم تتوقف سوى في مدينة شقرة الساحلية حيث توجد القاعدة الرئيسية للقوات الحكومية.
وبحسب المعلومات الواردة، لم يسفر الكمين، عن سقوط قتلى أو جرحى، لكن عدداً من الآليات تضررت من الهجوم.
وتتمركز في مديرية المحفد المجاورة لمحافظة شبوة النفطية، قوات الحزام الأمني المدعومة من الإمارات التي تراجع دورها قبل حوالي عام، بعد دخول قوات الحكومة الشرعية المعترف بها دوليًا.
وتمثل مديرية المحفد نقطة عبور للتعزيزات العسكرية التابعة لقوات الجيش من شبوة ومارب إلى أبين.
وما تزال تحشيدات الطرفين متواصلة في محافظة أبين التي تشهد معارك شرسة منذ عدة أشهر، في ظل فشل المساعي السعودية بنزع فتيل التوتر بينهما.
ويأتي هذا الكمين بعد ساعات فقط من تسلم قوات المجلس الانتقالي صواريخ حرارية موجهة، من دولة الإمارات، لاستخدامها في المواجهات الدائرة مع القوات التابعة للحكومة اليمنية الشرعية، وفق ما أفادت مصادر عسكرية الأحد.
وكانت اندلعت مواجهات عسكرية عنيفة نهاية الأسبوع الماضي، ووصلت ذروتها الجمعة، بين قوات الانتقالي، وقوات الشرعية في مناطق عديدة بالقرب من شقرة في أبين.
وأكدت مصادر سياسية يمنية، السبت الماضي، أن تشكيل الحكومة الجديدة، أصبح أكثر تعقيداً في الوقت الراهن، بعد اندلاع المواجهات المسلحة بين القوات الحكومية والمجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات في محافظات أبين جنوبي اليمن.
ونقلت صحيفة "القدس العربي" عن مصدر سياسي، إن "اندلاع الاشتباكات بين القوات الحكومية والانتقالي في منطقة شقرة بمحافظة أبين، يعد مؤشراً قوياً على انهيار محاولات إعلان تشكيل الحكومة الجديدة بمشاركة الانتقالي فيها".
وأشار المصدر إلى أن المواجهات أعادت العلاقة بين الطرفين إلى المربع الأول، وإلى ما قبل اتفاق الرياض الموقع بين الحكومة والانتقالي الجنوبي في 5 نوفمبر من العام الماضي.