أبوظبي (ديبريفر) – قالت شبكة الـ" سي إن إن" الأمريكية، الخميس، إن العلاقات بين إسرائيل والإمارات في ازدهار، لكنها رأت أن هذا "الازدهار ربما يكون بخساً".
جاء ذلك في تحليل كتبه كبير المراسلين الدوليين لشبكة الـ"سي إن إن"، بن ويديمان، وترجمته صحيفة "القدس العربي" الصادرة من لندن.
ويرى ويديمان أن شهر العسل الإٍسرائيلي - الإماراتي، كان بمثابة زوبعة، منوهاً إلى أن هذه القضية السرية في البداية تعود إلى منتصف التسعينيات.
وتابع:" وبصرف النظر عن الفوائد الواضحة للعلاقات التجارية الوثيقة بين الجانبين، تشترك إسرائيل والإمارات في القلق بشأن النفوذ الإيراني في المنطقة".
وأشار بن ويديمان، إلى أنه ومنذ اتفاقية كامب ديفيد عام 1978، قامت إسرائيل بتطبيع العلاقات مع مصر والأردن (1994)، ومؤخراً الإمارات والبحرين، ووقعت الشهر الماضي مع السودان، اتفاقية لتطبيع العلاقات.
موضحاً أنه ومع ذلك، لم تكن عمليات التطبيع بهذه السرعة، والحماس لها بهذا الشكل، كما هو الحال بين إسرائيل والإمارات.
معتبراً أن الأمر يتجاوز ذلك، إذ يبدو أن الإمارات تخلت من الناحية العملية عن أي اعتراضات على احتلال إسرائيل للأراضي العربية.
ولافتاً إلى أن أبوظبي استضافت الشهر الماضي مجموعة من قادة المستوطنين الإسرائيليين من الضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل منذ حرب عام 1967، وسمحت أيضاً في أكتوبر الماضي باستيراد النبيذ الذي تنتجه الشركات الإسرائيلية في مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967.
وذكر ويديمان أن الإمارات ستمول مع الولايات المتحدة، وإسرائيل مشروع تحديث نقاط التفتيش الإسرائيلية في الضفة الغربي المستخدمة للسيطرة على حركة الفلسطينيين.
ووقعت شركة الطيران الإسرائيلية "العال" وشركة طيران الاتحاد الإماراتية في ديسمبر الجاري، مذكرة تفاهم لبدء رحلات مباشرة بين تل أبيب وأبوظبي أوائل العام المقبل، كما بدأت شركة "فلاي دبي" للطيران الاقتصادي بالفعل خدماتها التجارية إلى مطار بن غوريون.
وأشار ويديمان في هذا السياق إلى الإعلان المثير للجدل الذي بثه طيران الاتحاد عن رحلات جوية إلى تل أبيب وتضمن رسما توضيحيا مع تسمية تقول "الهيكل الثاني".
ولفت إلى أن الرومان دمروا الهيكل الثاني في جبل الهيكل في القدس عام 70 بعد الميلاد، وفي مكانه اليوم الحرم الشريف، موقع قبة الصخرة والمسجد الأقصى ثالث أقدس موقع في الإسلام بعد مكة والمدينة، الذي قام طيران الاتحاد بإزالته بعد رد فعل غاضب.
ويقول كبير مراسلي الـ"سي إن إن"، إن إسرائيل صادقت في 22 نوفمبر الماضي على إعفاء متبادل من التأشيرات مع الإمارات، هو الأول من نوعه مع أي من الدول العربية التي ربطتها علاقات سابقة مع إسرائيل.
وعقد ويديمان مقارنة بين ما تفعله الإمارات، وأول دولتين عربيتين قامتا بالتطبيع مع إسرائيل، وهم مصر والأردن، موضحاً أن المصريون والأردنيون الذين لا يزال بعضهم لديه ذكريات حية عن حروب متعدد مع إسرائيل اقتربوا من التطبيع بحذر أو رفضوه تماما.
مضيفاً" الأردنيون الذين تعود جذورهم إلى فلسطين التاريخية، كانوا مترددين أيضاً في احتضان إسرائيل".
ويشير ويديمان إلى أن القضية الفلسطينية التي كانت ذات يوم مقدسة، أصبحت مصدر ازعاج خاصة لدول الخليج، وإسرائيل التي كانت ذات يوم العدو اللدود الرسمي للدول العربي، تم استبدالها بأخرى وهي إيران.
ومضى قائلاً:" لطالما كانت دول الخليج حذرة من الفلسطينيين، لقد احتاجوا إلى فلسطينيين مهرة لبناء بلدانهم، وتعليم أطفالهم في السنوات الأولى من طفرة النفط، لكنهم لم يكونوا مرتاحين للأيديولوجيات الثورية التي جلبها العديد من الفلسطينيين معهم.
وتابع " حذرا من إيران، تسير الإمارات على خطى الرئيس دونالد ترامب، الذي أوضح في حفل تنصيبه أنه يضع بلاده في المقام الأول.. لقد هزمت المصلحة الذاتية الضيقة التحالفات والأسباب القديمة".
مضيفاً:" أيام ترامب كرئيس معدودة، لكن عقيدته وجدت أرضية خصبة في الخليج".