سقطرى.. عذراء الكوكب ولغة تمتد لسبعة آلاف عام

عدن – ديبريفر
2018-05-16 | منذ 6 سنة

 

 تحظى جزيرة سقطرى كبرى الجزر اليمنية بأهمية عالمية نظرا لموقعها الحيوي والهام  بين شبه الجزيرة العربية والقرن الأفريقي وبما تمتلكه من مقومات طبيعية وبيئية ساحرة ونادرة وتشتهر بالطبيعة النباتية الخلابة الفريدة والمتنوعة.. فضلا إنها  تبدو بمنأى تماما عن الحرب والصراع الدائر في اليمن منذ أكثر من ثلاث سنوات.

 وفي هذا الصدد سلطت صحيفة الأيام اليمنية اليومية المستقلة والصادرة في عدن، الضوء على الجزيرة التي اتجهت الأنظار إليها خلال الأسبوعين الماضيين نتيجة ما بات يعرف بـ"أزمة سقطرى" التي نشبت بين الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والإمارات العربية المتحدة التي سيطرت قواتها على مطار وميناء الجزيرة الوحيدين قبل أن يتم حل الأزمة بوساطة سعودية.

  وأفردت الصحيفة مساحة واسعة في تقريرها لإبراز أهميه "عذراء اليمن الفاتنة" كما يطلق على سقطرى التي ضمت لقائمة المحميات الطبيعية العالمية من منظمة اليونسكو عام ٢٠٠8  لليمن والعالم.

 وقالت الأيام: جزيرة سُقطرى تقع في المحيط الهندي، بالقرب من خليج عدن، وتُعد واحدة من أهم الجُزر اليمنية، وتبلغ مساحتها الكلية (1200) ميل مربع، فيما يبلغ عدد سكانها نحو 135.020 نسمة، بحسب إحصائية عام 2004م، يمتهن معظم سكانها الصيد ورعي المواشي.

 ويُقال إن اسم سقطرى جاء من لفظ (سوق قطرة) أي (دم الأخوين)، وهي شجرة تتميز بها الجزيرة دون سائر بقاع العالم.

 وتشير الأساطير إلى أنها الشجرة التي قتل عندها قابيل أخاه هابيل، فسُميت بشجرة (دم الأخوين).

 

*متحف من الأشجار النادرة

  تنقسم الجزيرة إلى قسمين: بادية، وساحل.. تقع البادية منها وسط الجزيرة، وتتميز بجبالها الشاهقة المرتفعة عن سطح البحر بنحو (5 آلاف قدم)، وتغطى مرتفعاتها بأحراش كثيفة من الأشجار المتنوعة أبرزها شجرة (دم الأخوين) النادرة، وكذا أشجار الصبر واللبان والصمغ.

 وتبدو بادية سقطرى كما لو أنها متحف طبيعي للنباتات النادرة المنفردة عن أية بقعة في العالم، وهي نباتات مسجلة لدى مركز الأبحاث الدولية.

 وأقامت هيئة البيئة الدولية مشروع للحماية المستديمة للموارد الطبيعية بقيمة (4.9) مليون دولار، يهدف إلى وضع استراتيجية لحماية التنوع الحيوي، والتشجيع على الاستخدام المستديم للموارد الطبيعية البرية والبحرية في الجزيرة.

 أما الجزء الآخر من الجزيرة فيمثل الساحل، ويُعد أكثر تحضرا تنتشر فيه المدن الصغيرة، والقرى والمراكز، وأهمها مدينة (حديبو) عاصمة المحافظة، وموري وقاظب (قرية الصيادين) الساحلية، إلى جانب مدينة قلنسية المشهورة بسمك القرش، وينابيع المياه الحارة.

 

*تعادل وزنها ذهبا

  يقول المستشرق الروسي نائب رئيس معهد قسم التاريخ في جامعة موسكو البروفيسور فيتالي "إن تحليلات علماء اللغة تُبين أن عمر اللغة السُقطرية يُقارب سبعة آلاف عام، وأن الدراسات تظهر أن سكانها يعود أصلهم إلى اليمنيين القدامى".

 وأوضح علي بن الحسين المسعودي (القرن الرابع الهجري) في الجزء الأول من كتابه (مروج الذهب) أن "العنبر السقطري لا يوجد إلا فيها، ولا يُحْمل إلا منها".

 في حين وصفها جان جاك بيري، في كتابه "جزيرة العرب" بالقول: "سقطرى توازن، أو تعادل وزنها ذهباً".. وهذا يوم أن كان البخور والصبر يساويان قيمة الذهب.

 

*محمية طبيعية

  ويزداد الاهتمام بالجزيرة يوما بعد يوم من قِبل عدد من الشركات الأمريكية واليابانية والفرنسية والمصرية المشتركة للاستثمار في المجالات الصناعية والسياحية، وفي الحفاظ على البيئة الطبيعية النادرة التي تتميز به.

 وكانت الحكومة اليمنية أعلنت سقطرى في مارس 1996م، محمية طبيعية.

 

*نباتات وطيور نادرة

 تحوي الجزيرة على أنواع عديدة من النباتات تصل إلى (1150) نوعاً، منها 270 نوعاً من النباتات المستوطنة في سقطرى فقط ولا توجد في أي مكان في العالم.

 وهناك أنواع من الطيور النادرة والزواحف والثديات والرخويات، كما يوجد القط الزبادي.

 وقبل عدة أعوام، زار فريقان بريطانيان الجزيرة، وقاما بتحديد أنواع الأسماك والمخزون السمكي، ودراسة سياحة الغوص، فضلاً عن تحديد أنواع النباتات والطيور والزواحف والحشرات، وكذا دراسة التنوع البري.

 

*الوجود الأول للإنسان

   ترتبط الجزيرة بالوجود الأول للإنسان، ويُقال إن قبيلة عاد أول من سكنها بعد غرق سفينة نبي الله نوح، عليه السلام.

 وقد ذُُكرت الجزيرة في كتب الإغريق والرومان والمصريين.

 ومنذ القدم توافد إليها العديد من أطباء الأعشاب نظراً لوجود الأشجار الطبية النادرة، وفي مقدمتها شجرة دم الأخوين التي تسمى باللغة السقطرية (عرهيب)، ويُعد (طالوت) من أبرز الأطباء السقطريين الذين تابعوا طب الأعشاب، وقاموا بتحضيرها ومعالجة المرضى من سكان الجزيرة، ولديه صيدلية متخصصة بهذه الأعشاب الطبية.

 

*انتشار الصناعات والحرف

   تنتشر الصناعات والحرف التقليدية لدى سكان الساحل والجبال، ويصل عددها إلى (65) حرفة أهمها غزل الصوف، وصناعة الشملة الصوفية السقطرية الشهيرة.

  وتُربى في الجزيرة أيضًا مناحل العسل، لإنتاج العسل السقطري المشهور في العالم، ويستخدم كعلاج لأمراض عديدة نتيجة لتغذي النحل من شجرة دم الأخوين، وغيرها من الأشجار الطبية النادرة المنتشرة في الجزيرة.

  وتتميز النحل بمقاومة الجفاف، ومواصلة إنتاجها للعسل الذي يتزايد الطلب عليه من مختلف بلدان العالم، وله مذاق خاص يختلف عن مذاق العسل في بقية مناطق اليمن.

 

*كهف لكل أسرة

   تنتشر العديد من الكهوف في جبال الجزيرة المتكونة من الطبقة الصخرية السميكة، وتحتل مادة الكالسيوم فيها نسبة 80 بالمائة، ويكاد يكون لكل أسرة كهفاً خاصاً بها، حيث يضطرون للجوء إليها خلال موسم الرياح الذي يمتد من شهر مايو إلى أغسطس من كل عام، حيث تهب فيه رياح قوية تتوقف على إثره أعمال الملاحة.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet