باريس (ديبريفر) - ما زالت المخاوف من سياسات الرئيس المقبل للولايات المتحدة جو بايدن، تسيطر على المملكة العربية ودولة الإمارات، ليس فقط من إيفاء بايدن لتعهداته بوقف الدعم الأمريكي للدولتين اللتين تخوضان حرباً في اليمن منذ ست سنوات وتواجهان اتهامات بارتكاب انتهاكات وجرائم حرب بحق المدنيين اليمنيين، ولكن أيضاً من عودة الدبلوماسية بين واشنطن وطهران.
وقالت صحيفة لوفيغاروا الفرنسية، السبت، إنه إذا كانت عودة الدبلوماسية التي يريدها بايدن في مواجهة إيران ترضي دولاً معينة مثل العراق ولبنان، فإنها بالمقابل تقلق الآخرين، خاصة السعودية الإمارات.
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن الرياض وأبوظبي تأملان في ألا يعود الرئيس الديمقراطي المنتخب إلى الاتفاق النووي لعام 2015، الذي كان ترامب قد انسحب منه، دون تنازلات من جارتهما إيران.
لافتة إلى أن الرياض وأبوظبي قد تصابان بخيبة أمل، لأن بايدن خلال مقابلته مع توماس فريدمان بصحيفة نيويورك تايمز، أعطى أولوياته للعودة إلى الاتفاق النووي، ثم عقب ذلك القيام بمفاوضات افتراضية حول التهديدات الأخرى التي تشكلها طهران، كصواريخها ونفوذها الإقليمي والتي يعتبرها مزعزعة للاستقرار.
ويصر بايدن على أن أفضل طريقة لتحقيق بعض الاستقرار في المنطقة هي "التعامل مع برنامج إيران النووي".
وأفادت الصحيفة الفرنسية أن السعوديين والإماراتيين الذين أصيبوا بخيبة أمل لعدم مشاركتهم في المفاوضات التي سبقت اتفاق عام 2015، وأنهم يريدون أن يكونوا جزءاً من اتفاق أوسع مع إيران، وهو أمر لا يعارضه بايدن، لكنه ليس من أولوياته.
وترى "لوفيغارو" أنه بإمكان السعودية والإمارات، استخدام نفوذ الجمهوريين في مجلس الشيوخ لإحباط الإجراءات التي يرون أنها غير ودية تجاههم من الإدارة الأمريكية الجديدة.
ووفقاً للصحيفة الفرنسية، جاءت موافقة ولي العهد السعودي على عودة إطلاق المحادثات بشأن الأزمة الخليجية، لتقليل التوترات مع قطر.
وبحسب تقرير "لوفيغارو" الذي ترجمته صحيفة "القدس العربي"، يريد محمد بن سلمان تصديق أن انفراجاً أمريكيا - إيرانياً، ستكون له تداعيات ايجابية على استقرار البلاد، حيث تصفي واشنطن وطهران حساباتهما، بعد عام من تصفية قاسم سليمان في بغداد.
ويأمل رئيس الوزراء العراقي مصطفى كاظمي، أن يتخلى بايدن عن استمرار انسحاب الجنود الأمريكيين الذي بدأه ترامب، لأن بغداد لاتزال بحاجة للدعم الأمريكي، والإنفراج بين واشنطن وطهران، سيجني ثماره العراق.
وتقول الصحيفة الفرنسية، إن التوقعات أكبر في إيران التي يريد رئيسها حسن روحاني العودة إلى الوضع قبل رئاسة ترامب، هي رفع العقوبات التي تخنق الاقتصاد، ثم تعود طهران إلى اتفاق 2015.
وتابعت:" ولكن الوقت ينفذ، إذ يمكن لإسرائيل المشتبه في قتلها مسؤولاً تنفيذياً نووياً الأسبوع الماضي، أن تضرب مرة أخرى من أجل إفساد العودة إلى الدبلوماسية".