نيويورك (ديبريفر) - حذرت الأمم المتحدة، يوم الخميس، من تأرجح اليمن على حافة الانهيار الكامل، داعية إلى توفير التمويل العاجل لمساعدة أكثر من 80% من السكان.
وأكد المشاركون في فعالية افتراضية نظمتها بريطانيا والسويد، بعنوان "درء المجاعة في اليمن: ما الذي يمكن فعله الآن وفي عام 2021؟"، أن "الآلاف من اليمنيين يتضورون جوعاً، ومعرّضون لخطر الموت، ما لم يتم توفير التمويل العاجل والكافي قريبا".
وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارك لوكوك، في كلمته إنه "يتم تجويع اليمنيين، بسبب حرب تدفع بالبلاد نحو المجاعة، إلى جانب اقتصاد ينهار وتمويل أقل بكثير من المطلوب".
وأضاف "ما نراه الآن هو نتيجة قرارات اتخذها أصحاب النفوذ في اليمن ودول أخرى. هذا ما قصدته عندما قلت إنه يتم تجويع اليمن. هؤلاء الأشخاص أنفسهم يمكنهم بسهولة اختيار عدم تجويع اليمن".
وأشار لوكوك إلى "حصول الوكالات الإنسانية هذا العام على نصف التمويل الذي حصلت عليه العام الماضي، ما اضطرها إلى خفض عدد الأشخاص الذين يتلقون مساعدات غذائية، وإغلاق عيادات ومحطات مياه".
وأكد أنه "إذا أردنا تجنب حدوث مجاعة كبيرة في اليمن، فإن الناس بحاجة إلى اتخاذ قرارات مختلفة".
من جهتها، وصفت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، هنرييتا فور، في كلمتها الافتراضية، اليمن بأنه "قد يكون أخطر مكان على وجه الأرض يكبر فيه الأطفال".
وقالت إن "طفلا يموت كل عشر دقائق بسبب مرض يمكن الوقاية منه. مليونان خارج المدرسة، والآلاف قتلوا أو شوّهوا أو تم تجنيدهم منذ عام. فقط الأسبوع الماضي، قتل بحسب التقارير 11 طفلا، بينهم رضيع عمره شهر".
وأشارت إلى أن "النزاعات على الجبهات ارتفعت من 36 إلى 49 قتالا في عام واحد، والاقتصاد في حالة يرثى لها، ولم تعد الأسر قادرة على التكيّف. أما أنظمة الدعم والبنية التحتية، من المستشفيات والمدارس والمياه والصرف الصحي، فهي على حافة الانهيار".
وذكرت فور، "أن الفرق الإنسانية تواجه عقبات تتراوح بين القتال والحصار والعقبات البيروقراطية إلى جانب جائحة كوفيد-19، للوصول إلى الملايين الذين يحتاجون إلى المساعدة".
وأكدت أن "2.1 مليون طفل يعانون من سوء تغذية حاد.نعتقد أن الظروف الشبيهة بالمجاعة قد بدأت تظهر بالفعل بالنسبة لبعض الأطفال".
وحسب اليونيسف، "من بين الأشخاص الذين يحتاجون للمساعدة 12 مليون طفل، تحوّلت حياتهم إلى كابوس".
ودعت المسؤولة الأممية إلى "تجديد العمل السياسي، بما في ذلك الدعم العالمي لعملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة بقيادة المبعوث الأممي الخاص مارتن غريفيث، بوصفها السبيل الوحيد للخروج من الأزمة".
ومنذ نحو ست سنوات يشهد اليمن صراعاً دموياً بين الحكومة المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي تقوده السعودية، وبين جماعة أنصار الله (الحوثيين) المدعومة من إيران، أدى إلى إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، حيث بات 80 بالمئة من السكان بحاجة إلى مساعدات.
وتبذل الأمم المتحدة عبر مبعوثها الخاص لليمن مارتن غريفيث جهوداً كبيرة للتوصل إلى تسوية سياسية لإنهاء الأزمة من خلال "الإعلان المشترك" الذي يتضمن وقفاً شاملاً لإطلاق النار، واستئناف المشاورات السياسية في أقرب وقت، إضافة إلى ترتيبات إنسانية لتخفيف معاناة الشعب اليمني جراء الصراع.