Story in English:https://debriefer.net/news-2204.html
ترجمة خاصة لـ"ديبريفر"
بقلم: دانييل لاريسون
حرب التحالف السعودي على اليمن دمرت اقتصاد البلاد، ودفعت الملايين إلى حافة هاوية المجاعة وتسببت في انتشار سوء التغذية والحرمان وهيأت الظروف لأسوأ حالة انتشار لوباء الكوليرا في العالم، لكنها فشلت تماما في تحقيق أي من أهدافها وجعلت كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة أقل أمانا مما كانت عليه من قبل.
يوضح بروس ريدل، المستشار لشؤون الشرق الأوسط وجنوب آسيا في مجلس الأمن القومي قائلا: "لكن استمرار حملة المتمردين وتهديداتهم المتصاعدة هذا الشهر مؤشر واضح على أن الحوثيين ما زالوا غير مرهقين من قبل التحالف. ما زال الحوثيون يسيطرون على صنعاء والمدن الكبرى الأخرى. لم تتجسد حملة التحالف للاستيلاء على ميناء الحديدة الرئيسي كنصر باهر أو "ذهبي" كما وعد التحالف. وقد تتحول إلى معركة دموية دامية تقضي على الجانبين. السعوديون والإماراتيون ليسوا متحمسين لمعركة المطاردة من بيت إلى بيت مع الحوثيين والتي يمكن أن تزهق أرواح عدد كبير من الضحايا".
إن حرب التحالف على اليمن مثل العديد من التدخلات العسكرية الأخرى المتهورة والخبيثة. إذ تتوقع الحكومات المتدخلة فوزاً سهلاً وغير مُكلفٍ نسبياً وتفشل في توقع العواقب السلبية لشن حرب غير ضرورية وتتجاهل الكثير من المخاطر الواضحة التي في انتظارها، ومن ثم تتخبط أمامها دون النظر إلى النتائج المترتبة على نفسها أو على البلد الذي يُدمرون، وبدلاً من التعلم من هذه الأخطاء، يواصل القائمون بالتدخل القيام بالأمور نفسها مراراً وتكراراً على أمل عقيم في أن يعملوا في المرة القادمة بشكل أفضل. بعد ثلاث سنوات من الجمود والركود، ما زال التحالف يعتقد أنه قادر على الفوز بالنصر السريع والحاسم الذي اعتقد أنه سيحققه في البداية.
وعلاوة على كل ذلك، تعرض السعوديون والإماراتيون أنفسهم لهجمات لا يمكن أن تحدث إذا ما هم أبقوا أنفسهم بعيدا عن التدخل في الشؤون الداخلية لليمن. لم يشكل اليمنيون أي تهديد لجيرانهم في عام 2015 ولكن لأن جيرانهم اختاروا التدخل ومهاجمة اليمن فهم يتعرضون للهجوم أيضاً. يتسبب التدخل العسكري عادة في عدم الاستقرار وعدم الأمان لجميع المعنيين، والحرب على اليمن هي مثال نموذجي على الكيفية التي يمكن أن تسبب كلا الأمرين.
عندما بدأ التدخل بقيادة السعودية في مارس 2015 ، تم تسمية العملية باسم "عاصفة الحزم". لقد اعتقد السعوديون والإماراتيون على نحو سخيف أنهم سينتصرون بسرعة في الهجوم على اليمن التي قاومت بنجاح الغزوات الأجنبية المتعددة على مر القرون. وتوقع السعوديون أن تغذي كل من باكستان ومصر حربهم بقذائف المدافع، ولكن كلا الحكومتين استبدلتا الحكمة بالمشاركة في الحرب البرية، وأعلنت باكستان حيادها في الصراع. تذكرت الحكومة المصرية مذاق الثمار المرة التي جنتها في مستنقعها السابق باليمن في الستينيات وتأكدت من عدم تكرار هذا الخطأ.
على الرغم من تلك الانتكاسات المبكرة للغاية، لم يعيد السعوديون وحلفاؤهم النظر في موقفهم أو يغيروه ولكنهم استمروا بشكل أعمى وعنيد. إن التحالف لم يقترب من تحقيق أهدافه ولم يتغير الأمر عما كان عليه قبل ثلاث سنوات ومن المرجح أنه لن يحققها أبدا.
إن أهداف التحالف المتمثلة في إعادة هادي للسلطة وطرد الحوثيين من صنعاء كانت طموحة أكثر مما يمكنهم تحقيقه، وكان هذا واضحاً منذ البداية. كل ما فعلوه هو تدمير اليمن وإلحاق المعاناة الهائلة والموت للشعب اليمني في سبيل قضية طائشة وغير شرعية لمحاولة إملاء مستقبلهم السياسي بقوة السلاح. كان ينبغي على الولايات المتحدة أن لا تقف في صف أي جانب في هذا الصراع ولكنها اختارت الجانب الأكثر دفاعاً عن الحكومات الأجنبية التي تحاول إعادة فرض حكومة غير موثوقة على حساب السكان المدنيين.