لندن (ديبريفر) - قالت صحيفة "العربي الجديد"، الصادرة في لندن اليوم الثلاثاء، إن بإمكان الولايات المتحدة الأمريكية الضغط على زر إنهاء الحرب في اليمن التي ستدخل عامها السابع بحلول شهر مارس 2021.
وأضافت الصحيفة في تقرير لـ سهام معط الله، بعنوان " فاز بايدن... متى ينتهي الجوع في اليمن؟"، أنه بحلول مارس 2021 سيكون الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن قد أمضى 100 يوم في منصبه، وهو الذي وعد اليمنيين الأمريكيين بأمرين، هما إلغاء حظر السفر على اليمن، وإنهاء الدعم اللوجستي الأمريكي لحرب السعودية والإمارات في اليمن.
وأشار التقرير إلى أن بايدن لم يرفق وعوده بمقترحات ملموسة، معتبراً أن "هذا غير كافٍ، فبمقدوره أن يتعهَّد بإنهاء الحرب نفسها، ولكن يبدو أنّه يسير وفقاً لخطّة سابقة تحرص على استمرار عدم الاستقرار في هذا البلد".
ورأت الصحيفة أنه "من المستبعد أن يكون اليمن على رأس قائمة أولويات الإدارة البايدنية الجديدة في الشؤون الدولية خلال أول مائة يوم في السلطة، لا سيَّما في ظلّ الصمت الرهيب والمريب الذي يواجه به المجتمع الدولي القضية اليمنية".
وتابعت " لطالما تغنّى بايدن بمعارضته للمعاناة الإنسانية وتأييده لحقوق الإنسان والحرية، ولكن إذا لم يتحرَّك ضميره لوضع حدّ للكارثة الإنسانية التي يرزح تحتها الشعب اليمني، سيصبح حق العيش حكراً بشكل علني على أمريكا وزبانيتها".
ولفت تقرير الصحيفة إلى أنه "يتعيَّن على الرئيس المنتخب بايدن تشجيع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على التحدُّث بصوت موحَّد حول الأوضاع المأساوية في اليمن، لا سيَّما بعد مرور قرابة العام على الجهود التي بذلها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن مارتن غريفيث من أجل حشد الجهود الدولية للضغط على أطراف الصراع اليمني لوقف الحرب، والتوصُّل إلى اتِّفاق بشأن نص الإعلان المشترك لوقف إطلاق النار الذي سيُمهِّد الطريق أمام اتِّخاذ تدابير اقتصادية وإنسانية فعّالة وعاجلة، واستئناف التفاوض الجدّي بشأن إنشاء حكومة وحدة وطنية يمنية".
واستدركت "لكن إذا مرّت سنة على تنصيب بايدن واستمرّ خلالها الصراع في اليمن، سيستحيل بعد ذلك إحراز أيّ تقدُّم ولو طفيف في إنهاء المأساة اليمنية نظراً لصعوبة وضع حدّ لاقتصاد الحرب الذي حلَّ محل الاقتصاد الوطني وخلقَ حوافز مغرية وأكثر ربحية وجاذبية للأطراف والجهات التي تستفيد من الوضع القائم وتقتات على استمرار الصراع والنزاع في اليمن، وهنا مربط الفرس، لأنّ مثل هذه الحوافز والحسابات هي التي تتسبَّب في نسيان حرب اليمن والتعامل معها بلامبالاة."
وتساءلت الصحيفة في تقريرها عن الضمانات التي ستجعل الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن حريصاً على إحلال الاستقرار في اليمن ومختلفاً عن أسلافه الذين لم يلتزموا بحماية السلام والاستقرار في العالم واتَّبعوا فقط ما تمليه المصلحة العليا لأمريكا ومصالح حلفائها في المنطقة وخارجها.
ورأت أن اختيار بايدن لشخصيات تلطخت أياديها بدماء الحروب من حقبة أوباما لتولِّي المناصب العليا في حكومته، أن تعمل على إنهاء الحرب في اليمن.
وخلص التقرير إلى أنه "لا فرق بين هدوء بايدن وجنون ترامب، فكلاهما يخدمان الغرض نفسه المتمثل في الحفاظ على الزعامة العالمية الأمريكية وانتعاش صناعة الأسلحة في الولايات المتحدة وتفوُّق إسرائيل في المنطقة، والذي يحجب سماع صيحات جياع اليمن".