منى صفوان.. الانتماء لليمن الكبير دون الخشية من العواقب

ديبريفر
2020-12-29 | منذ 3 سنة

منى صفوان

تقرير (ديبريفر) - لا تزال أصداء المقابلة التي أجرتها قناة "الهوية" الموالية لجماعة أنصار الله (الحوثيين)، مع الإعلامية اليمنية المعروفة منى صفوان، متواصلة وتحتل حيزاً واسعاً من اهتمام الناشطين من مختلف المكونات السياسية، بإثارتها لجدل وانقسام بين شرائح نخبوية وأخرى شعبوية في الداخل اليمني.

ومساء الخميس الفائت، ظهرت الإعلامية منى صفوان، ولأول مرة، على قناة "الهوية" في العاصمة اليمنية صنعاء، حيث خاضت نقاشا ساخنا، بدت خلاله صفوان واثقة من نفسها، ومن صوابية أراءها، وأهمية رسائلها التي بعثتها لسلطات الأمر الواقع في بلد انهكته الحرب، وبات على حافة المجاعة.

اللقاء الذي كان ممكن أن يبدو عادياً، تصدر منصات التواصل الاجتماعي في اليمن، والسبب اسئلة المذيع الغريبة، والمستفزة، وإجابات الضيف اللاذعة والساخرة أحياناً.

رفضت منى صفوان توجيه مذيع قناة "الهوية" للحوار كيفما يشاء، مثل ما جرت العادة مع ضيوف القناة في حلقات سابقة، وأصرت على الحديث عن الواقع اليمني بشكل عام، سواء الحقوقي والإنساني والإعلامي، بشجاعة لافتة.

وفي حين طرحت مواضيع تشغل اهتمام غالبية اليمنيين، وحاولت التأكيد على أن تقارب القوى السياسية أمر ضروري من أجل وقف الحرب ووضع حد لنتائجها الكارثية، ذهب كثيرون ممن انتقدوها إلى الحديث عن عدم ارتداءها للحجاب، فيما آخرين حاولوا أن يحشروها في خانة الانتماء الحزبي الضيق.

وفي الحوار، أكدت منى صفوان قبولها على أي حوار يمني يمني، بين مختلف الفرقاء من أجل اليمن، البلد الغني بالثروات غير المستثمرة، والمستغل من جيرانه وحتى أصدقائه الإقليميين والدوليين.

وطالبت صفوان بعودة الصحافيين اليمنيين إلى صنعاء، وكل المحافظات اليمنية، لأنه لا يحق لأي سلطة منعهم من العودة إلى بلدهم، "لأن هذا حق لنا وليس مكرمة منكم".

لافتة إلى أن الصحفيين وفي عهد الرئيس السابق علي عبدالله صالح، كانوا ينتقدونه من قلب صنعاء، مشددة على ضرورة منح الصحفيين حرية للتعبير عن آرائهم من داخل الوطن دون خوف.

لاحقاً، عقب الحوار، انتقدت صفوان، الإعلام اليمني وقالت على حسابها في "تويتر"، إنه بلا رؤوية، وليس لديه أي مشروع، كما انتقدت أسئلة مذيع "الهوية" ومنها على سبيل المثال تسميتها لجماعة أنصار الله بـ"الحوثيين" وليس "أنصار الله".

وقالت:" حتى ونحن وسط حرب كبرى، مازال الإعلام سطحي، ضحل بلا ثقافة ولا صحافة"، واعتذرتُ عن الظهور في القنوات اليمنية مجدداً، مستدركة " إلا لو كان المذيع مثقف وذكي ومهني، وليس هدفه في الحياة حمل المباخر".

وهاجمت صفوان من تركوا كل ما جاء في الحوار، وانتقدوا ظهورها بدون حجاب في قناة يمنية، وقالت: "يجب أن يعرفوا أن الدفاع عن الإسلام يكون بتطبيق العدالة، وحماية النساء، ويكون بمنع الظلم".

وأضافت:" من يغار على الإسلام عليه أن يقف أولاً ضد البطش الذي وصل إلى بيوت النساء، ومن يخاف على النساء فليدافع، ويأتي بحق من ظلمت".

وأعربت عن اعتزازها بكل من قالوا أن صوتها يمثلهم، معتبرة ذلك "شرف كبير ومسؤولية ضخمة، لا أدعيها، وليس لي قدرة على حملها".

وأوضحت:" وبقدر ما أسعدني كل رأي كُتب، بقدر ما أوجعني، لأن الناس لا تستطيع قول ما تشعر به"، ورحبت بكل الآراء "طالما النقاش في الكليات لا الخصوصيات".

كانت ردود الأفعال حول تصريحات، منى صفوان، كثيرة جداً، ولا تزال، ومنها من وجه سهام نقده لها على أساس أيديولوجي بحت، بينما قدم ناشطون قراءة منصفة لتلك التصريحات، ولعل أبرزهم الكاتب الصحفي ماجد زايد.

وفي مقال تحليلي مطول نشره على صفحته في "الفيس بوك"، وصف زايد، منى صفوان بالصحفية التي لا تتصالح مع أحد، إلا مع رغبتها الحقيقية في التغيير والتمرد على ما يكبلها ويقيد أفكارها، وبأنها مقاتلة شرسة من أجل الحرية والشعب والدولة.

ويرى زايد أن منى "أبرز الأسماء المستقلة في الشأن الإعلامي اليمني، وهي أيضاً مدرسة في التحليل السياسي والصحفي والثقافي"، مشيراً إلى أن ذاتها مفروضة في كل الأماكن التي تتواجد فيها، إما أن تكون بذاتها وإما أن تغادر.. لا خيار آخر بالنسبة إليها.

مضيفاً:" هذه منى، لا تخشى أحداً، ولا تفكر كثيراً بالعواقب، ولا تخاف من مجرد تهديد، أو إتهام".

ودعا الجميع إلى "التعلم والاستفادة أكثر من تجربتها وطريقتها في التعاطي مع القضايا السياسية المختلفة، جميعنا نحتاج أيضا لذلك القدر من التمرد الذي يتيح لنا الانفلات من محاولات ترويضنا وتدجيننا".

ويؤكد زايد أن "الصحفي المؤدلج لا يستطيع التعامل مع شخصية مثقفة وصحفية وسياسية مخضرمة، ولها تجربة طويلة في الرفض السياسي، ولا يمكنه التماهي مع صحفية صارعت أنظمة وواجهت كبار الساسة وغادرت أكبر الوظائف، لأننها ببساطة لا تتماهى مع طريقة الإرغام والتطويع".

ومنذ بدء الحرب في اليمن قبل نحو ست سنوات، قدمت منى استقالتها من قناة "الميادين" اللبنانية، وأعلنت موقفها المنحاز لليمنيين، ضد آلة الحرب الداخلية والخارجية، ومع موقفها الواضح، بدأت بالكتابة بشكل مستقل دون الانتماء لأي طرف، يقول زايد.

ويضيف:" كانت ضد جرائم الحرب، وضد قتل المدنيين من كل الأطراف، كما حافظت على ابتعادها عن الانتماء المباشر لأيٍ من أطراف الصراع، وبقيت على مسافة واحدة من الجميع، وبتواصل مؤثر مع كل الأطراف".

وفي خضم "الجدل وردود الأفعال المتباينة حول مقابلة صفوان مع الهوية، وجهت الإعلامية اليمنية صوب قضايا حقوقية إنسانية تخص النساء، وواصلت هجومها على الانتهاكات، كما أنها التقطت خلال زيارتها لصنعاء بعض أشياء إيجابية كـ"الانتشار المشاريع الصغيرة للشباب، وخاصة النساء" لافتة إلى أن هذه المشاريع "تعني نهوض اقتصاد الفرد، ودورة المال، والقدرة الشرائية، وتحرك الاقتصاد، لو كان ببطء في مواجهة الأزمات".


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet