تقرير (ديبريفر) - تظهر كلاً من المملكة العربية السعودية وجماعة أنصار الله (الحوثيين) مواقف متباينة في كثير من القضايا والأمور، لكنهما تبدوان متفقتان حد التطابق، في مساعيهما الأخيرة لتغيير واستبدال أسماء المدارس اليمنية بأخرى ذات إرتباطات خاصة وفقاً لخططهما المتسقبلية في بلد منهك وممزق، مايزال يتجرع ويلات حرب مشتعلة بينهما منذ سنوات.
ويوم السبت الماضي، أصدر مكتب التربية والتعليم في المهرة قرارا بتغيير أسماء عدد من المدارس، التي قال بأنها ممولة من البرنامج السعودي.
وبحسب نص القرار الذي حصلت وكالة "ديبريفر" على نسخة منه، سيجري تبديل أسماء ثمان مدارس، بأسماء مدن سعودية (الرياض والدمام والدرعية وتبوك ومكة وأبها والمدينة المنورة والطائف).
قرار، قوبل برفض شديد من قبل رئاسة لجنة الإعتصام السلمي بمديرية شحن التابعة لمحافظة المهرة.
وقال حميد زعبنوت رئيس لجنة اعتصام مديرية شحن بالمهرة، أن ما فعله البرنامج السعودي هو مجرد تمويل لشراء الكتب والمستلزمات المكتبية في تلك المدارس ولا علاقة له بعمليات بنائها.
مؤكدا رفض لجنة الاعتصام الشديد لتلك المساعي الهادفة إلى إعادة تسمية مدارس المحافظة بأسماء المدن السعودية.
وبالتزامن مع ما يحدث في المهرة، بدأت جماعة أنصار الله (الحوثيين) بعمليات مماثلة لتبديل أسماء مدارس وشوارع في المديريات الواقعة تحت سيطرتها بمحافظة تعز جنوب غربي اليمن.
وقال مصدران ل "ديبريفر" أحدهما محلي والأخر تربوي، أن جماعة الحوثي أصدرت توجيهات جديدة بإستبدال أسماء بعض المدارس والمجمعات الحكومية الكبرى التي يحمل بعضها أسماء لشخصيات تاريخية وأخرى لأحداث وتواريخ مفصلية في البلد، بأسماء عقائدية وقادة في الجماعة.
ويرى مراقبون وناشطون يمنيون بأن هذه التغييرات التي تقوم بها السعودية والحوثيين، تأتي ضمن مخطط متكامل ومحاولات حثيثة لتغييب الوعي الجمعي لدى اليمنيين واستبداله بوقائع وأحداث جديدة خارج سياقات الواقع وارتباطات الماضي الذي شكل جزء أساسيا من تاريخ البلد.