تقرير (ديبريفر) - يسود تفاؤل حذر الأوساط الرسمية والشعبية في اليمن، قبيل ساعات من إنطلاق قمة "العلا" الخليجية، وبالتزامن مع أنباء عن حدوث إختراق مهم في الأزمة الخليجية، نجحت الكويت في تحقيقه أخيرا بين السعودية وقطر، اللتان أعطتا رسائل مطمئنة وفي مقدمتها، إعادة فتح الأجواء والمنافذ المغلقة منذ مايزيد عن ثلاث سنوات بين البلدين.
وأنقسم الشارع اليمني، مابين متفائل ومتشائم إزاء نجاح القمة وإمكانية حدوث إنفراجة حقيقية في أفق الأزمة الخليجية، ومدى إنعكاساتها على المشهدين السياسي والعسكري باليمن، في ظل ضبابية الموقف الإماراتي الذي يمثل لاعبا أساسيا ومؤثرا في الملفين اليمني والخليجي.
ويعتقد الناشط السياسي اليمني لبيب الذبحاني أن إمكانية حدوث تقارب سعودي - قطري، محتمل سينعكس بشكل إيجابي كبير على الملف اليمني، وسيصب في مصلحة الشرعية اليمنية وجهودها الرامية لإستعادة الدولة وإنهاء الإنقلاب.
وأشار في حديثه لوكالة "ديبريفر" أن تحقيق المصالحة الخليجية وتوحيد جهود الفرقاء، سيعطي مساحة جيدة للتفرغ للمعركة المصيرية التي تخوضها الحكومة الشرعية اليمنية ضد الأطماع والتهديدات الإيرانية، وهي معركة لاتخص اليمن فحسب ولكنها تمثل أهمية بالغة للأمن القومي العربي وفي مقدمتها دول الخليج العربي.
لكن الباحث المتخصص في الشؤون السياسية "مأمون العبسي" بدا غير متفائل بما يمكن أن تؤول إليه الأمور في حال حدوث التقارب السعودي-القطري، وبالأخص في ظل وجود بعض الأطراف التي لم تبد حتى الآن نية حقيقية للتصالح، في إشارة منه لدولة الإمارات.
وقال العبسي، أنه يصعب حتى اللحظة التكهن على نحو دقيق بحقيقة الموقف الإماراتي تجاه التطورات التي حصلت خلال الساعات الأخيرة بعد الجهود الكبيرة والمثمرة التي بذلتها دولة الكويت والاتصالات المكثفة مع قيادات عليا في السعودية وقطر، لبث الروح في قمة "العلا" بعدما كان منسوب التفاؤل فيها قد وصل لمستويات متدنية.
موضحاً أن بعض المؤشرات تشي بحالة من عدم الرضا لدى الإماراتيين، وهذا الأمر سيكون له تداعيات خطيرة ومؤثرة على صعيد العلاقة بين الرياض وأبوظبي، وقد تصبح اليمن المكان المناسب لتصفية حساباتهما في حال كانت تلك المؤشرات صحيحة.
وأستطرد، "لن يكون مستبعدا على الإطلاق أن تسعى الإمارات لتوجيه ضربات من تحت الحزام للسعودية، وتحديدا في اليمن، حيث تمتلك نفوذا قويا من خلال حلفائها، وتحديدا المجلس الإنتقالي الجنوبي، وبعض التشكيلات المسلحة التي قامت بإنشائها وتمويلها في السنوات الماضية خارج سلطات الدولة الشرعية.
وتسائل الباحث السياسي مأمون العبسي، حول مدى إرتباط ما حصل الليلة الماضية من تفجيرات بالقرب من مقر قيادة القوات السعودية في مديرية شقرة بمحافظة أبين، مع التطورات الحاصلة في ملف الأزمة الخليجية، وفيما إذا كان للإمارات يد في تلك الإنفجارات لترسل رسالة ما للسعودية ؟
وكان عدد من المراقبين والمهتمين بالشأن الخليجي قد وجهوا أصابع الإتهام نحو الإمارات بلعب دور بارز في إشعال فتيل تلك الأزمة الخليجية، بينما ذهب البعض لإتهام أطرافاً إماراتية بدفع البحرين لاستفزاز قطر، واختلاق أزمات مفتعلة، رغم الضغوط الامريكية المتصاعدة لتحقيق المصالحة وطي صفحة هذه الأزمة المؤرقة.
ومؤخراً ، توالت التصريحات المشككة في إمكانية تحقيق المصالحة بين السعودية وقطر من قبل بعض المسؤولين الإماراتيين.
وقال عبد الخالق عبد الله مستشار ولي عهد أبوظبي، في تغريدة على صفحته الرسمية في تويتر، أن المصالحة الخليجية لن تتحرك بدون موافقة ومباركة أبوظبي.
مؤكداً بقوله: “لن يتحرك قطار المصالحة الخليجية مليمتراً واحداً بدون علم وموافقة مسبقة للإمارات”.
غير أن وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات، أنور قرقاش أكد في أول تعليق رسمي لمسؤول إماراتي، إن دول الخليج أمام قمة تاريخية بامتياز في محافظة "العلا" بالسعودية.
وقال قرقاش على حسابه في "تويتر" مساء الاثنين : نحن أمام قمة تاريخية نعيد من خلالها اللحمة الخليجية ونحرص عبرها أن يكون أمن واستقرار وازدهار دولنا وشعوبنا الأولوية الأولى".
مضيفاً: "أمامنا المزيد من العمل ونحن في الاتجاه الصحيح".
ولم يصدر حتى ساعة نشر الخبر، أي تعليق رسمي من دولة الإمارات على إعلان الاتفاق على فتح كامل للحدود والمنافذ بين السعودية وقطر.
وسارعت جماعة أنصار الله (الحوثيين) إلى مباركة "اتفاق المصالحة الخليجية".
وقال القيادي البارز في الجماعة، وعضو مجلسها السياسي الأعلى، محمد علي الحوثي، على حسابه في "تويتر":
" نبارك لقطر وشعبها رفع الحصار ونبارك عودة العلاقات مع المملكة العربية السعودية".
مضيفاً:" وبإذن الله تكون بداية لإنهاء الحروب والتوترات في المنطقة، وعودة الحكمة العربية بتعزيز التآخي وإيقاف العدوان على اليمن، وفك الحصار عنه".
ومن المتوقع أن يجري الثلاثاء، على هامش القمة التي تحتضنها مدينة العلا السعودية، التوقيع على إتفاق رسمي بين الرياض والدوحة، تنهي بموجبه الدول الأربع الحصار المفروض على قطر، على أن تتخلى الأخيرة في المقابل عن الدعاوى القضائية المتعلقة بالحصار، بحسب ما أشارت تقارير إعلامية نقلا عن مسؤولين خليجيين.