نيويورك تايمز: السعوديون يصعّدون الحصار على ميناء الحديدة اليمني ومنظمات الإغاثة تنذر بالخطر

الحديدة - صحيفة نيويورك تايمز الأميركية – ترجمة "ديبريفر"
2018-08-03 | منذ 6 سنة

نقل أحد المصابين في قصف استهدف محيط مستشفى الثورة في الحديدة (أمس)

 Story in English:https://debriefer.net/news-2246.html

ترجمة خاصة لـ"ديبريفر"

بقلم: محمد علي كالفود ومارغريت كوكر

  أطلق الطيران الحربي التابع للتحالف الذي تقوده السعودية أكثر من عشرين صاروخاً على مدينة الحديدة الساحلية اليمنية التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون يوم الخميس، حيث ضرب سوق السمك ومدخل المستشفى الرئيسي ومجمع الأمن في هجوم قتل فيه ما لايقل عن 30 شخصاً، وفقا للعاملين في المجال الطبي.

  جاءت الضربات الصاروخية، التي كانت بمثابة تصعيد للنزاع، بعد أسبوع من التوترات التي اتهمت فيها السعودية خصومها اليمنيين، المتمردون الحوثيون، الذين يحتلون الحديدة، بمهاجمة سفينة نفط سعودية في ممر شحن على البحر الأحمر.

  وفي الوقت نفسه، زادت حدة انتقاد وكالات الإغاثة للتحالف السعودي بسبب معاناة المدنيين في المدينة، التي يهدد التحالف بغزوها منذ أشهر.

  وبعد ساعات من الضربات الصاروخية، أطلع ممثل الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، مارتن غريفيث، مجلس الأمن في نيويورك على إمكانية تجديد محادثات السلام في البلد، التي أعلنتها الأمم المتحدة مسرحاً لأسوأ كارثة إنسانية في العالم.

  حيث تتقاتل الفصائل السياسية والميليشيات اليمنية من أجل السيطرة على اليمن، أفقر دولة في العالم العربي، وذلك منذ انهيار محادثات اقتسام السلطة عام 2015، وإطاحة الحوثيون بحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي المدعومة دولياً.

  ومنذ ذلك الحين، تحول القتال إلى حرب بالوكالة، مع تزويد كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بالأسلحة لمجموعة متباينة من الميليشيات الإسلامية والقبلية والإقليمية في القتال ضد الحوثيين، الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء، وكذلك الحديدة وأراضي على الحدود السعودية.

  واتهم السعوديون وحلفاؤهم إيران بمساعدة الحوثيين، وأدانت إيران التحالف الذي تقوده السعودية بسبب الخسارة في الأرواح والدمار في اليمن لكنها تنفي أنها تزود الحوثيين بالسلاح رغم وجود أدلة على أن المتمردين يستخدمون أسلحة إيرانية بما في ذلك صواريخ.

  وفي يونيو الماضي، بدأت الحكومتان السعودية والإماراتية شن معركة للسيطرة على الحديدة في محاولة لتقليص توازن القوى ضد الحوثيين. وتجاهل التحالف الذي تقوده السعودية احتجاجا دبلوماسياً مدويا بفعل القلق على سلامة سكان المدينة البالغ عددهم 600 ألف وإمكانية أن يؤدي القتال إلى تعطيل خطوط الإمداد للمساعدة الإنسانية العاجلة لملايين آخرين في اليمن.

  وتمثل المساعدات التي تصل إلى ميناء البحر الأحمر نحو 70 بالمائة من الواردات في اليمن، وهي دولة يعتمد ثلثا سكانها البالغ عددهم 29 مليون نسمة على المساعدات الدولية.

  بعد أقل من شهر، أوقف التحالف هجوم "الحديدة" البري حيث واجه حقائق صعبة للحرب في المدينة ولم يحقق سوى القليل من التقدم، وبدلاً من ذلك، قال السعوديون والإماراتيون إنهم سيدعمون جهود الأمم المتحدة لإيجاد حل سياسي، فضلاً عن صيغة محتملة لوقف إطلاق نار أوسع نطاقاً.

  وقال مارتن غريفيث، مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، في تقريره إلى أعضاء مجلس الأمن: "في الآونة الأخيرة، وعلى الرغم من كل جهودنا ، ازدادت وتيرة الحرب"، مع أن الحديدة أصبحت "مركز الجاذبية" للصراع.

  منذ بدء الهجوم على الحديدة ، فر أكثر من 330 ألف شخص، أي ما يقرب من نصف سكان المدينة، وفقاً للأمم المتحدة.

   وأكد غريفيث أنه يعتزم دعوة الأطراف المتحاربة إلى جنيف في 6 سبتمبر لإجراء جولة أولى من المشاورات تهدف إلى عقد محادثات سلام. وأوضح أن الخطة هي "مناقشة إطار من المفاوضات وخطط محددة لدفع العملية إلى الأمام".

  ولكن بعد ظهر يوم الخميس، قامت القوات الجوية التابعة للتحالف العربي بضرب عدة أحياء في الحديدة، بحسب سكان وعمال إغاثة.

  فبعد الساعة 4 مساءً بقليل، ضربت القنابل سوق السمك المزدحم في المدينة، على بعد 200 ياردة من مستشفى الثورة العام، وهرع المسعفون إلى المكان في محاولة لإنقاذ الأرواح، ولكن بعد حوالي 30 دقيقة، هز المكان انفجار آخر الشارع أمام المستشفى، الذي نقل إليه الجرحى من السوق.

  وبحلول الليل، أفاد المسعفون أن 30 شخصاً على الأقل قد قُتلوا وأن العشرات كانوا في حالة حرجة، وحاول عمال النظافة تنظيف المناطق المستهدفة من الدم والقطع البشرية المتناثرة.

 كما أصابت الصواريخ المنشآت الأمنية التي يسيطر عليها الحوثيون والتي مثلها مثل سوق السمك لا تبعد سوى بضع مئات الأمتار من المستشفى.

 ووفقا لوكالات الأمم المتحدة للإغاثة، كانت الهجمات الصاروخية يوم الخميس هي الأشد في سلسلة من الهجمات الجوية التي قادتها السعودية خلال الأسبوع الماضي، ووقعت هجمات سابقة على أهداف بالقرب من مركز للصحة الإنجابية ومختبر عام في الحديدة ومحطة للمياه والصرف الصحي  كانت توفر كميات كبيرة من المياه للمدينة الساحلية.

 قالت ليز غراندي، منسقة الأمم المتحدة في اليمن، في بيان: "على مدى أسابيع، بذلنا كل ما في وسعنا لمساعدة مئات الآلاف من الأشخاص الذين يعيشون في الحديدة وبالقرب منها". وهذه الضربات الجوية تضع المدنيين الأبرياء في حالة خطر شديد".

 وانتقدت منظمة "أنقذوا الأطفال"، التي تدير عيادة الخناق في مستشفى الثورة العام، أكبر مستشفى حكومي في مدينة الحديدة، استهداف المناطق المدنية ذات الكثافة السكانية العالية.

  وقال تامر كيرلس، المدير القطري لوكالة الإغاثة: "إننا نشعر بالقلق الشديد من أن المنطقة ليست آمنة للمدنيين وأن الأشخاص الذين يلتمسون المساعدة في المستشفى قد لا يكونوا آمنين".

 


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet