صحيفة عربية: الإعلام اليمني متورط في تأجيج الصراع

ديبريفر
2021-02-18 | منذ 3 سنة

خطاب الكراهية يهيمن على الإعلام اليمني

لندن (ديبريفر) - تناولت صحيفة "العربي الجديد"، الصادرة في لندن، اليوم الخميس، وضع الإعلام اليمني في ظل الحرب المستمرة منذ ست سنوات.
وقالت الصحيفة في تقرير بعنوان "خطاب الكراهية يهيمن على الإعلام اليمني"، إن البنادق لم تعد سبباً وحيداً في إطالة أمد الأزمة اليمنية وانزلاق البلاد إلى نفق مجهول، فالأقلام تورطت أيضاً في تأجيج العنف بعد تحوّل المنابر الإعلامية إلى فضاءات سامة لنشر الكراهية والتخوين، وإثارة النعرات المناطقية والدينية والعرقية.
وأوضحت أن الخطاب العدائي الذي انتهجته أطراف الصراع اليمني، واستغلال وسائل الإعلام كمنصات رئيسية، ساهم في التحريض ضد الخصوم، بظهور عواقب مدمرة، ابتداءً بـ"إذلال شريحة معينة من المجتمعات"، أو حتى نسف قيم التعايش. 
وأشارت إلى أن حجم التحريض ضد الخصوم انعكس بشكل واضح على تصرفات السلطات التنفيذية في مختلف أنحاء البلاد، التي لم تتورع في توجيه إهانات مباشرة للنساء اللواتي كن ضمن الخطوط الحمراء سابقاً في الأعراف والتقاليد اليمنية، وتعريض المئات من الأسر لحملات ترهيب أجبرتها على الرحيل ومصادرة الممتلكات، وقطع مصدر الرزق.
وذكرت الصحيفة أن الخطاب السائد في وسائل الإعلام انعكس على وسائل التواصل الاجتماعي، التي أصبحت ساحة التراشق الأبرز بين أطراف الصراع اليمنية، والذي لا يتورع روّاده عن توجيه شتائم مباشرة أو استحضار خطابات دينية من قرون مضت، وتشارك قيادات رفيعة في التراشق بهذا النوع من الخطاب.
وأضاف التقرير "وسط ضبابية في الموقف الدبلوماسي، تتخذ أطراف النزاع اليمني من وسائل الإعلام منبراً تصعيدياً ضد كافة التحركات الدولية لإنعاش فرص السلام، وذلك عبر دعوات لاستمرار القتال والتحريض على توجه المواطنين إلى جبهات الحرب باعتبارهم مجاهدين ولن تستقر البلاد سوى بالقضاء على خصومهم".
ووفقاً للباحثين فإن القنوات الفضائية كانت الأكثر تورطاً في نسبة خطاب الكراهية بالنظر إلى تعدد المحتوى الذي ابتعد كثيراً عن أخلاقيات المهنة، خصوصا في ما يتعلق بالتشهير والتحريض وعرض جثث أو إهانة أسرى حرب. 
ولفتوا إلى أن قنوات التلفزة حازت خلال سنوات الحرب، على اهتمام خاص من قبل أطراف الصراع، نظراً لقدرتها على النفاذ والتغلغل في أوساط المجتمعات بما في ذلك الشرائح الأقل تعلماً التي بدت أشد تأثراً بالخطاب التحريضي الذي تتلقاه. 
ونقلت الصحيفة عن المدير التنفيذي لمؤسسة منصة للإعلام والدراسات التنموية، عادل عبدالمغني، قوله إن الدور السلبي الذي لعبته وسائل الإعلام إزاء الصراع، سيؤثر بشكل مباشر على فرص السلام التي تلوح في الأفق، وخصوصاً بعد أن تماهت غالبية تلك الوسائل مع أطراف الصراع وصارت تابعة لها أو موالية، وقدمت خطاباً إعلامياً مدمراً زاد من حدة الأزمة وأحدث تصدعات خطيرة في النسيج الاجتماعي وقيم التعايش بين اليمنيين.
وأضاف أن المؤسسات "تحوّلت إلى أدوات عسكرية لإذكاء الصراع وتغذية العنف" بدلاً من ممارسة دورها الرئيسي في تعزيز قيم السلام والتسامح وتشجيع الحوار.
وأشار إلى أن "هذا السلوك تحوّل إلى ثقافة وسابقة إعلامية خطيرة، خلّفت تداعيات سلبية من بينها إطالة أمد الصراع، وخلق بيئة مجتمعية مهيأة للاستمرار في العنف والاقتتال، فضلاً عن خلق الثارات والعداوات في المجتمع على مستوى الأفراد والمجتمعات أو المناطق والجغرافيا، الأمر الذي يسهم أيضاً في تعميق الفجوة بين الأطراف المتصارعة، ويعيق جهود تحقيق المصالحة".


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet