"حمام دم" في مأرب وخط المواجهات بات على بعد 20 كيلو من المدينة

ديبريفر
2021-02-22 | منذ 3 سنة

تقول مصادر عسكرية ومحلية إن المئات قتلوا من القوات الحكومية والحوثيين في المعارك التي اقتربت من مدينة مأرب

تقرير (ديبريفر) - يبدو أن جماعة أنصار الله(الحوثيين) عازمة على تحقيق إنجاز عسكري كبير ولافت على حساب قوات الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، في محافظة مأرب شمال شرقي البلاد الغنية بالثروة، حتى لو كلفها ذلك سقوط الكثير من القتلى في صفوف قواتها.
بالمقابل، تستميت القوات الحكومية المسنودة من رجال قبائل وطائرات التحالف الحربية، في صد الهجوم الحوثي المستمر منذ نحو أسبوعين، وسط تصاعد الأصوات الدولية المطالبة بوقف المعارك العنيفة حرصاً على حياة الآلاف من المدنيين ومخيمات النازحين.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر عسكرية ومسؤول محلي، الإثنين، إن مئات المقاتلين قتلوا في هجوم لجماعة أنصار الله (الحوثيين) منذ أسابيع على مأرب اليمنية، في أعنف اشتباكات خلال الصراع منذ 2018.
وأشارت الوكالة إلى إن هجوم قوات الحوثي المتحالفة مع إيران على مدينة مأرب الخاضعة للحكومة المعترف بها دولياً، يأتي وسط تجدد جهود دبلوماسية لإنهاء الحرب المستمرة منذ ست سنوات، وفي الوقت الذي قالت فيه الولايات المتحدة إنها ستنهي دعمها لتحالف تقوده السعودية ويدعم الحكومة الشرعية.
وعبرت الأمم المتحدة عن قلقها من أن الهجوم الحوثي قد يتسبب في نزوح جماعي، وحثت الحوثيين على العودة للمفاوضات.
وأكدت المصادر التي لم تسميها "رويترز" كونها غير مخولة بالتحدث علناً عن المسائل المتعلقة بالعمليات العسكرية، أن مئات المقاتلين من الجانبين قتلوا في اشتباكات بمنطقة مأرب الغنية بالغاز.
وأضافت المصادر أن الحوثيين ربما خسروا مقاتلين أكثر من الحكومة خلال الهجوم، في ظل التفوق الجوي الذي تتمتع به قوات التحالف.
ووصف مصدر عسكري ما يحدث بأنه "حمام دم"، فيما قال مصدران إن غالبية القتلى من المقاتلين وليس المدنيين.
وأفادت المصادر أن دفاعات القوات الحكومية في صرواح غربي مأرب انهارت، وأن خط المواجهة بات الآن على بعد حوالي 20 كيلومتراً من المدينة.
ولم تشهد البلاد هذا العدد من القتلى، الذين سقطوا في المعارك خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، منذ 2018، عندما شنت قوات التحالف بقيادة السعودية هجوما في المنطقة الساحلية على البحر الأحمر للسيطرة على ميناء الحديدة الاستراتيجي، وفقاً لـ"رويترز"،
وأشارت إلى أن جماعة الحوثي أقامت في العاصمة صنعاء، جنازات جماعية لمقاتليها الذين قتلوا في عملية مأرب خلال الأسبوع الماضي.
وأكد الناطق الرسمي باسم جماعة الحوثي، ورئيس وفد الجماعة المفاوض، محمد عبد السلام على حسابه في "تويتر" الأحد الماضي، إن قواتهم ستواصل القتال حتى "تحرير" البلاد بأكملها.
وقال عبد السلام "ما تشهده مارب جزء من معركة تحرر وطني، وأمام استمرار العدوان والحصار فشعبنا اليمني عازم على مواصلة التصدي والمواجهة حتى تحرير كل شبر محتل".
ولم يرد عبد السلام والمتحدث باسم حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي على طلبات "رويترز" للتعليق على الخسائر البشرية المعلنة.
وتقول "رويترز" إنه لم يطرأ أي تغير يذكر على جبهات القتال في اليمن خلال السنوات الأخيرة، لكن مسار الحرب تحول في العام المنصرم إلى مأرب آخر معقل للموالين لهادي.
وذكرت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة إن حوالي 116 ألف شخص غادروا منازلهم بالفعل خلال العام الماضي، فيما نزح آلاف آخرون في الأسابيع الأخيرة.
ويأتي هذا التصعيد وسط جهود متجددة لإنهاء الحرب بعد تغيير جذري في الموقف الأمريكي تجاه السعودية التي تقود تحالفا عسكريا يأمل في إعادة حكومة هادي للسلطة.
وكانت الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة جو بايدن، ألغت قرار إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، بتصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية، وأوقفت دعم العمليات القتالية للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن.
ودعت الولايات المتحدة والأمم المتحدة الحوثيين إلى وقف هجوم مأرب ووقف جميع العمليات العسكرية وإنهاء الضربات عبر الحدود على السعودية والمشاركة في عملية سلام تقودها الأمم المتحدة.
وقال دبلوماسي غربي لـ"رويترز"، "من الواضح أن الحوثيين يستغلون عزلة السعودية بعد انتخاب جو بايدن ... وتحالفها المنهار المفكك".
وأضاف:"إنها مقامرة كبيرة لكني أتساءل أيضا ما الذي سيخسرونه؟".


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet