Story in English:https://debriefer.net/news-2316.html
ترجمة خاصة لـ"ديبريفر"
كشفت منظمة "أنقذوا الأطفال" أن غالبية الشعب البريطاني يريدون من حكومتهم الدعوة إلى وقف إطلاق النار في اليمن في الوقت الذي تشهد البلاد موجة جديدة من العنف في مدينة الحديدة الساحلية غربي البلاد مع تصاعد الحرب والاشتباكات الدموية جنوب المدينة، ما يعرض حياة الآلاف من الأطفال إلى الخطر شديد.
وحتى ما قبل مرحلة التصاعد الأخير للعنف، كان ما متوسطه 6228 شخص - نصفهم من الأطفال - يفرون من محافظة الحديدة بشكل يومي.
وفقاً للأمم المتحدة، أدى التهديد المستمر بالقصف والقصف والتجويع ونقص الخدمات الأساسية، إلى تشريد 330 ألف و610 أشخاص من محافظة الحديدة في مدة تزيد عن 50 يوماً بقليل (من 1 يونيو إلى 24 يوليو).
يشير استطلاع أجرته منظمة أنقذوا الأطفال إلى أن 51 بالمائة من الجمهور البريطاني يريدون من حكومتهم الدعوة إلى وقف إطلاق النار في اليمن. تعتبر بريطانيا مصدراً رئيسيا للأسلحة لقوات التحالف بقيادة سعودية وإماراتية في اليمن، لكن 61 بالمائة ممن شملهم الاستطلاع يعارضون نقل الأسلحة البريطانية الصنع للمملكة العربية السعودية أو الإمارات العربية المتحدة، بواقع 27 بالمائة يعارضون و34 بالمائة يعارضون وبشدة.
وعندما سئلوا عما إذا كان ينبغي لبريطانيا مواصلة تزويد التحالف بالأسلحة، قال أكثر من نصف من طُرح عليهم السؤال إنهم يريدون من الحكومة إما أن تعلق بشكل كامل (ونسبتهم47 في المائة) أو تخفض (ونسبتهم 9 في المائة) مبيعات الأسلحة لأي طرف متورط في الصراع في اليمن.
وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين، الرحلة لأولئك الذين يحاولون الفرار من الحديدة ليست آمنة، حيث تضطر العائلات للمرور عبر حقول الألغام وتحت الضربات الجوية وهم مجبرون على عبور مناطق القتال المشتعلة في محاولة للهروب من الحصار. وقد تضاعفت الخسائر المدنية في المناطق الأكثر تأثراً بأكثر من الضعف في بداية شهر يوليو، حيث انتقل القتال إلى مناطق أكثر اكتظاظًا بالسكان.
أصيبت رزان البالغة من العمر ثماني سنوات بجروح بالغة في إحدى العينين بعد انفجار قنبلة في مكان قريب أثناء محاولتها هي وأبوها الرحيل، وظلت في حالة معاناة لعدة أيام وخافت عائلتها من إصابتها بالعمى الدائم.
قال سمير والد رزان: "عندما أصيبت رزان، كانت الغارة الجوية على بعد أمتار قليلة منا، وضربت الغارة الجوية سيارة مدرعة في مكان قريب وأصابت شظايا رزان في العين. حاولت الوصول إلى مكان آمن لإلقاء نظرة على عينها، ثم ضمدت عينها بشال، ومن ثم واصلنا التحرك".
ويضيف والد رزان: "بقيت رزان خمسة أيام دون علاج، لأنني لم يكن لدي ما يكفي من المال. بعد خمسة أيام، سألت رزان ما إذا كانت لا تزال تستطيع الرؤية بعينها المصابة. كذبت وقالت نعم. صعدنا إلى الطابق العلوي، وطلبت منها أن تحصي الطيور في الخارج، بينما كنت أغطي عينها غير المصابة، فقالت أن هناك اثنان، ولكن كان هناك أربعة".
وصلت رزان في النهاية إلى مستشفى متخصص، حيث قامت منظمة "أنقذوا الأطفال" بإحالتها إلى الجراحة الطارئة التي يجب أن تعيد لها البصر، ولكن هناك العديد من الأطفال مثلها الذين لا يحصلون على الرعاية التي يحتاجون إليها.
حتى لو نجحوا في ذلك، فإن القرى والأماكن التي يهربون إليها لا تتمكن من مواجهة تدفق الناس أو تزويدهم بالخدمات الأساسية، وهذا يعرض البلد بأكمله للخطر، وتعيش أشد الفئات ضعفا في ظروف مزدحمة وتكافح من أجل العثور على ما يكفي من الطعام أو الماء أو الدواء من أجل البقاء، وقد يؤدي ذلك إلى انعدام الأمن الغذائي الشديد أو تفشي الكوليرا أو الحصبة أو الدفتيريا، والأمراض التي أخذت تنتشر بالفعل في اليمن وتؤثر بشكل على الأطفال الضعفاء ومن يعانون من سوء التغذية، الأمر الذي يجعل النظام الصحي الضعيف في كل الأحوال على حافة الانهيار.
الأسبوع الماضي، حذرت منظمة "انقذوا الأطفال" من عواقب إنسانية مدمرة في حال تمت محاصرة مدينة الحديدة.
عاد المدير القطري لإنقاذ الطفولة تامر كيرلس من الحديدة، ووصف ما رآه هناك قائلاً: "منذ أن كنت هنا قبل شهرين فقط، كانت مدينة الحديدة قد تحولت نوعاً ما إلى مدينة أشباح. الشوارع فارغة حتى في النهار وهناك نقاط تفتيش في كل مكان. إن الدمار الذي خلفته الغارات الجوية والقصف كان واضحاً للعيان".
ويضيف: "كانت الحديدة بالفعل أفقر محافظة في اليمن، البلد الذي يعتبر أفقر دولة في الشرق الأوسط قبل هذا الهجوم الأخير، وهي لا تتحمل ضربة أخرى".
يخشى الناس من أنهم سيموتون سواء بقوا أو غادروا ولكن حتى لو تمكنوا من الخروج تظل حياتهم في خطر، فمع تدمير الاقتصاد وتدمير المرافق الصحية والصرف الصحي في جميع أنحاء البلاد، أصبحت ظروف انتشار المرض والجوع منشرة في جميع أنحاء البلاد.
تبذل وكالات الإغاثة كل ما في وسعها لإبقاء الناس على قيد الحياة ولكن في نهاية المطاف، فإن جهودنا لا تعدو كونها مجرد ضماد لاصق على جرح نازف.
ويقول كيرلس: "يجب أن نرى وقف إطلاق نار فوري لتجنب وقوع المزيد من الضحايا المدنيين، وندعو جميع الأطراف إلى مواصلة التفاوض مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن غريفيث بحسن نية، للتوصل إلى اتفاق سلام عملي من شأنه أن يضع حداً لهذه الحرب الوحشية ومعاناة 22 مليون شخص في اليمن".